التصويت للأحزاب العربيّة.. واجب وضرورة مُلحّة! - سليمان الطلقات

17.01.2013 09:58 AM
أيام قليلة باتت تفصل بيننا وبين الانتخابات البرلمانيّة، حيث يحتدم النقاش ويكثر الحديث عن أهمية الصوت العربي وعن أهمية وضرورة التصدي بحزم للأحزاب اليمينية المتطرفة. ونحن إذ نرى حاجة ماسة لنقولها بصراحة تامّة وبصوت واضحٍ لا تردّد ولا لبس فيه، نعم للتصويت للأحزاب العربيّة، بل نعم للتصويت بكثافة وبأعلى نسبة ممكنةٍ وبأعلى قدر يسهم في رفع نسبة التمثيل العربي في الكنيست ال 19.

وهذا النداء الواضح والصريح أقل ما يقال بأنه نداء الواجب ونداء المسؤوليّة والحرص على ممارسة حقنا الديمقراطي المشروع والذي به ندعم صمودنا ونعزّز وجودنا.. ونتحدى قوى اليمين العنصري الذي يحاول سلب شرعيتنا والنيل من حقوقنا، في ظل هذا الواقع السياسي والاجتماعي الذي تعيشه جماهيرنا العربيّة في البلاد عامّة وفي النقب على وجه الخصوص.

وإنّه لمن الضروري أيضاً التأكيد هنا على أنّ موقفنا هذا لا يتأتّى من منطلقاتٍ شخصيّة أو مصالح ذاتيّة، وكذلك لا ينمّ عن أيّ توجّهٍ عنصريٍّ أو ميلٍ إلى العداء والكراهية ضدّ أيّ أحدٍ كان ، كما هو الحال عند الأحزاب اليمينيّة العنصريّة المتطرّفة التي باتت تعاني من مرضٍ عُضال، مرض العنصريّة البغيضة التي تبثّ سمومها لتتعدّى الأحزاب نفسها لتصل إلى أوساط وقطاعاتٍ واسعة من مكوّنات المجتمع والشارع الإسرائيلي بأسره.

نعم، إنّ العداء والكراهيّة ومحاولات نزع الشرعية والإقصاء أصبح عنوان المرحلة في هذه الديار، وعلية لا نستطيع أن نقف مكتوفيّ الأيدي إزاء هذا الواقع، الذي يتطلّب منا، بل ويفرض علينا أن نبذلَ كلّ جهدٍ مستطاعٍ لمواجهة هذه التحدّيات الجسيمة بكل الوسائل والسّبل المشروعة. وأقل ما يمكننا عمله في هذه المرحلة الرّاهنة، هو الدّعوة الصادقة والصريحة لدعم الأحزاب العربيّة عن طريق رفع نسبة التصويت لأعلى قدرٍ ممكن دون الاستخفاف بأيّ صوت!

لا بل إنّ رأيي المتواضع يقودني إلى الاعتقاد بأنه في ظلّ الظروف الرّاهنة والواقع الصعب لجماهيرنا وفي ظلّ مجمل السياسات التي تنتهجُها حكوماتُ إسرائيل المتعاقبة تجاه الأقليّة العربيّة وبالذات تجاه أهلنا في النّقب، لا بدّ أن يتحوّل "الصوت العربي" إلى قضيّة جماعيّة وشأن جماعيّ ليتعدّى الفرديّة والانتهازيّة والمصلحة الشخصيّة الضيّقة والآنية.

وللأصوات التي تنادي بمقاطعة الانتخابات او تلك التي ترى بعدم فائدتها وعدم جدوى العمل البرلماني وأسباب أُخرى.. نقول بكلمات مختصرة ، نحن متفقون على ان الكنيست والعمل البرلماني ليس كافٍ لحل كافة القضايا ، ولكن لا شك بأن تغيير وتحسين واقع وظروف الجماهير العربية في البلاد كأقلية قومية من جهة وكـ "أصحاب الدار" الأصليين من جهة أُخرى ، يتطلب نضالات عديدة ومتنوعة وعلى جبهات مختلفة (كالنضال الإعلامي والقانوني والشعبي وغير ذلك ) ولكن المؤكد بأن لا نضال يأتي على حساب الآخر ،بل تكمل الجوانب بعضها البعض، ووجود تمثيل عربي كثيف ومشرّف في الكنيست هو ضرورة ملحة لمواجهة قوى التطرف واليمين العنصري ...
وعليه،"صوتوا بجموعكم.. وخلّوا الصوت يقرر"!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير