جورج عبدالله رهين الاضطهاد السياسي - زياد اللهاليه

16.01.2013 03:07 PM
لم يكن ماجرى لقضية المناضل الكبير جورج عبدالله سوى رضوخ وامعان للضغوط الامريكية الصهيونية وهيمنة السياسة واصحاب النفوذ والقرار على السلطة القضائية وهذا دليل واضح على الافلاس السياسي والقضائي والفكري وتفريغ السلطة القضائية والعدالة الفرنسية من محتواها القانوني والانساني الى اداة سياسية يراد منها تنفيذ اجندات سياسية تخدم مصالح واهداف صهيوامريكية.

إن عدم توقيع وزير الداخلية الفرنسي صديق اسرائيل الحميم على قرار الافراج هو دليل على اخذ القضاء رهينة الاجندات السياسية وعلى ازدواجية المعايير وقفز على استقلالية القضاء وزيف الديمقراطية الغربية التي تتشدق بالحرية والديمقراطية والليبرالية وما هي الى شعارات جوفاء خالية من اى مضمون حينما يتعلق الامر بالقضايا العربية العادلة ومناهضة الصهيونية والامبريالية والمشاريع الهادفة للنيل من قضايانا العادلة ومشروع التحرر الوطني من نير الاحتلال والهيمنة الغربية الامبريالية وخاصة ان تهمت جورج معادي للامبريالية والصهيونية فقط لاغير.

إن محاكمة جورج هي محاكمة سياسية بامتياز واضطهاد سياسي يراد منها محاكمة حقبة نضالية ووصمها بصبغة ارهابية واخراجها من اطارها الوطني التحرري الى حقبة ارهابية وهذا انقلاب على المفاهيم والمصطلحات وتزوير للتاريخ النضالي والوطني والقومي والاممي للحركة الوطنية العربية والفلسطينية وقد تعرض جورج لعملية ضغط للتنصل والتبرء من تاريخة النظالي وان يعرب عن ندمة وهو القائل للقضاء الفرنسي( لن اندم ولن اساوم وسابقى اقاوم )

إن محاولة تغليف المقاومة الوطنية الفلسطينية والعربية بغلاف الارهاب هو دليل على الافلاس السياسيى والفكري للديمقراطية الغربية ومحاولة لقطع الطريق امام كل احرار العالم والمناهضين للامبريالية والصهيونية من الانخراط والتاييد لحركات المقاومة او المشاريع المقاومة وهذا منافي للقيم الانسانية والاخلاقية ولقيم الثورة الفرنسية ومدرسة القانون الفرنسي الذي استندت اليه معظم دساتير العالم وتشويه للمقاومة والمقاومين وللارث النضالي للاب الروحي للجمهورية الفرنسية الجنرال ديغول الذي قال ( ايها الفرنسيين لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا من نير الاحتلال الجاثم على صدره )

لقد تحول الثوريين الى رهائن سياسيين يراد القصاص منهم وتحويلهم الى عبرة لكل من يحاول مقاومة المشروع الصهيوامريكي كما حدث مع المناضل الفنزويلى الجنسية فلسطيني الانتماء كارلوس الذي سلمته حكومة السودان مقابل 50 مليون دولار للحكومة الفرنسية والذي حكم مدي الحياة حيث قال جاك شيراك لتشافيز كما صرح محامية هاني سليمان "انا لم أسجن كارلوس إنما أميركا هي التي سجنته وأودعته عندي، وأن قرار اطلاق سراحه هو قرار أميركي". ورد كارلوس قائلا ( سابقي اناضل ضد الامبريالية والصهيونية وانا ثوري مناضل ورجل عاطفي جدا لكنني في ارض المعركة بارد الى درجة لا يمكنهم تصورها ), والمناضل الكبير كوزو اوكاموتو هو الفدائي الاممي الفلسطيني الذي خرج من السجن الصهيوني محطم العقل والجسد وخار القوى ثم تقوم حكومة الحريري باعتقالة ومحاولة تسليمه لليابان ليتم محاكمته متناسية تاريخه النظالى وافناء زهرة شبابه دفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولكن تحت ضغط الجماهير والهبة الشعبية اللبنانية والقوى الوطنية واليسارية تراجعت حكومة الحريري وحكم ثلاث سنوات ومن ثم منح حق اللجوء السياسي في لبنان ويرحل رفاقة الى الاردن ومن ثم اليابان ليوضعوا في السجن وغيرهم الكثير من المناضلين من جنسيات مختلفة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، سيبقى هؤلاء المناضلين نجما ساطعا في سماء الحرية والاسقلال ورمزا امميا لكل حركات التحرر في العالم وشمعة تضئ زنازين وباستيلات الجلادين ووسام شرف وعز وكبرياء على صدر كل فلسطيني ولبناني وعربي ومقاوم وسيحفر التاريخ اسماء هؤلاء المناضلين بماء الذهب ليكونوا مدرسة تخرج الالاف من المناهضين والمقاوميين للاحتلال وللظلم والاضطهاد في العالم ,ان جورج عبدالله يستحق الحرية التى ناضل من اجلها وهو لم يرتكب اى جرم ليحاكم بل قام بواجب وطني وانساني وقومي اتجاه شعبة وامتة ووطنة وهذا حق مكفول تكفلة كل الشرئع السماوية والمعاهدات الدولية

الكرة الان انتقلت الى المستوى السياسي الرسمي الحكومة البنانية لتقوم بدورها السياسي المنوط بها للدفاع عن مواطنيها والضغط على الحكومة الفرنسية بقوة للافراج عن جورج كما ان الحراك الشبابي والشعبي الذي ساند ودعم وناضل من اجل الافراج عن جورج مطالب بتحرك شعبي جماهيري ضخم ومساندة من كل القوى الوطنية البنانية والفلسطينية ومن المؤسسات الاهلية والشعبية ومؤسسات حقوق الانسان والضغط على المصالح الفرنسية والامريكية وبحاجة الى دعم وتأييد الشعوب العربية واحرار العالم كما ان الشعب الفلسطيني في داخل الوطن مطالب بتحرك شعبي واعتصامات للمطالبة والضغط واجبار الحكومة الفرنسية على اخلاء سبيل جورج .

الحرية للمناضل جورج عبدالله ولكل اسري الحرية والعدالة.

[email protected]

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير