افتتاح معرض "أريحا الأقرب إلى الأرض الأبعد إلى السماء" في متحف بيرزيت

14.01.2013 06:54 PM
بيرزيت - خاص بـ"وطن": افتتح متحف جامعة بيرزيت، اليوم، النسخة الرابعة من سلسلة معارض المدن تحت عنوان: "أريحا الأقرب إلى الأرض الأبعد إلى السماء"، وذلك بالتعاون مع بلدية اريحا.

وقالت نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. سامية حليلة، ان المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على المدن الفلسطينية بشكل مختلف عن الصورة النمطية، مشيرة إلى أن اريحا تستحق هذا الاهتمام لما فيها من تاريخ وثقافة وحضارة ومصدر الهام لكل من اراد التعمق بتاريخ هذا الشعب.

وقال قيم المعرض د. يزيد عناني أن الفكرة من معرض المدن لهذا العام، هي النظر لمدينة أريحا ومحيطها بعدسات مختلفة، وزوايا رؤى مختلفة، وليس بالطريقة النمطية، في اتجاه الوصول إلى معرفة بديلة نفهم من خلالها أوضاعنا الحالية من خلال البحث.

وأضاف عناني: في المرحلة الثالثة من المعرض يتحول المتحف إلى فضاء "سياسي" يوظف الأعمال الفنية إلى مواد تثير نقاشات مستمرة تحاور الخطاب السياسي الرسمي و تضعه جنباً إلى جنب مع أطروحات اجتماعية أخرى. صمم المعرض حول مساحة "القلب"، التي تسمح بعروض و أحاديث وحوارات مستمرة حول مواد توثيقية من "دفتر الملاحظات"، و"مسارات أريحا" تحيط بها أعمال خمسة فنانين تتخطى أريحا النمطية وتدعو الجمهور لمساءلة "السياسي".
ويشارك في المعرض الذي يستمر لأربعة أشهر الفنانون: إياد عيسى، وشروق حرب من فلسطين، والأردنية سماح حجاوي، والبريطانية سارة بدينغتون، والألمانية سوزان بوش.

وعمل سارة بدينغتون، وهو تحت عنوان "رحلة إلى القمر: منطق الطيور"، عمل تركيبي متعدد الوسائط، وتصوير فيديو باستخدام تقنية أطلس لرسم الخرائط، يتقصى التقاطعات ما بين مجالات شخصية واجتماعية وسياسية من خلال استخدام قصص تاريخية ومتخيلة للتعاطي مع السياق الحالي، خاصة أن جزءاً كبيراً تمحور من بحثها حول أريحا كـ"مدينة القمر"، أما عمل سوازن بوش (صناع التغيير)، من تصوير حنا صفية وسوزان بوش، ويشتمل على لقطات الفيلم لجمعية المشروع الإنشائي العربي في أريحا، أو ما يعرف بـ"مشروع العلمي"، فيتناول استراتيجيات التحول وخلق مجتمع مدني التزمت به جمعية المشروع الإنشائي العربي في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي، والتي كان هاجسها ترسيخ فكرة عمل اجتماعي تعاوني مشترك من أجل خلق تحول في المجتمع المدني الفلسطيني.

وتحت عنوان "كل شيء يتلاقى في غرفة المعيشة"، قدمت سماح حجاوي عملاً تركيبياً متعدد الوسائط، يقترح مجتمعاً غير مرغوب فيه، ويثير خطاباً حول السياسات السائدة، ليس فقط في فلسطين، إنما في العالم العربي أيضا، مشيرة إلى إن الخطاب السياسي الذي جرى بناءه من خلال هيكليات اجتماعية ومدنية مختلفة، يفتقر اليوم الى الخيال ويهمش الحلم، سواء أكان ذلك يوتوبيا أم ديستوبيا.

أما الفنانة شروق حرب وفي عملها التركيبي متعدد الوسائط، "البحث عن رحاب"، فبحثتت في إمكانية التعاطي مع تفكير أو حوار أكثر توسعاً في تناول المواقع الأثرية اليهودية في فلسطين، بحيث يكون شاملاً وليس اقصائياً، ما يسترجع أو يعيد هذه المواقع لتكون جزء من النسيج الشامل والاكثر اكتمالاً للتاريخ والثقافة الفلسطينية، فيما تناول عمل الفنان اياد عيسى (بدون عنوان) قضايا متعددة الزوايا حول أريحا اليوم.

وقالت الفنانة فيرا تماري، صاحبة فكرة معارض المدن: هناك تطور كبير مع دخولنا العام الرابع، أو النسخة الرابعة من معرض المدن بمعرض "أريحا الأقرب إلى الأرض الأبعد إلى السماء" .. الفكرة تتطور .. المعرض الأول كان حول التاريخ الاجتماعي لمدينة القدس فقط، والمعارض التي تلتها حول رام الله ونابلس، استخدمت الفضاءات الخارجية داخل المدن، أما المعرض الحالي فانقسم إلى عدة أجزاء ناقشت مجالات متنوعة تتعلق بمدينة أريحا.

من الجدير بالذكر أنه تم إنتاج هذا المعرض بتمويل من المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا – إدارة البنك الإسلامي، وبالشراكة مع بلدية أريحا، والمركز الثقافي الفرنسي الألماني "جوتة"، والمجلس الثقافي البريطاني، فيما وجهت إيناس ياسين، مديرة متحف بيرزيت الشكر، الشكر، إضافة إلى الفنانين والقيّم وطاقم المتحف، وداعمي المعرض، إلى كل من البيت الدنماركي والأكاديمية الدولية للفنون – فلسطين، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، ومسرح عشتار، والمؤسسة العربية الانشائية، وجمعية الهلال الأحمر في أريحا، ونادي الجحافل، ومكتبة جامعة بيرزيت.
تصميم وتطوير