أول مغنية راب أفغانية بمعطف جلدي وجينز ووشاح

05.01.2013 09:20 AM
وطن - وكالات: ترتدي سوسن فيروز معطفاً جلدياً طويلاً وسروال جينز، وتغطي رأسها بوشاح فتبدو مثل الكثير من النساء العصريات في كابل، إلا أن هذه الشابة تشكل ظاهرة لافتة جديدة في هذا البلد المحافظ، إذ إنها أول مغنية راب في بلدها.

لكن كلمات أغانيها ليست بغريبة عن الكثير من مواطناتها، فهي تتناول مواضيع الاغتصاب والانتهاكات والفظائع التي طالت النساء الأفغانيات على مدى عقود الحرب في هذا البلد الذي يخنقه الفقر.

وتؤكد فيروز لوكالة "فرانس برس" في مقابلة أجريت معها في مكتب شركة محلية تساعدها على تسجيل أول أسطوانة لها: "أغنيات الراب التي أؤلفها تحكي عن معاناة المرأة في بلادي، ومآسي الحرب التي عانيناها وفظائعها".

شأنها في ذلك شأن غالبية مواطنيها، تقول الشابة البالغة 23 عاماً، إن حياتها مملوءة بالمرارة من ذكريات الحرب والقصف والإقامة في مخيم للاجئين في إيران وباكستان المجاورتين، فقد انتقلت إلى باكستان طفلة مع والديها، وبعد ذلك إلى إيران، هرباً من الحرب الأهلية الدامية في أفغانستان في التسعينات.

وبعد الاجتياح الغربي بقيادة الولايات المتحدة في العام 2001، والذي أدى إلى الإطاحة بنظام طالبان، عادت المراهقة حينها إلى بلادها مع عائلتها، وعملت في حياكة السجاد إلى جانب أشقائها لتحصيل لقمة العيش إلى حين اكتشفت موهبتها الجديدة.

وبما أن الراب والهب هوب أصبحا وسيلة لكثير من الفنانين عبر العالم للتعبير عن معاناتهم اليومية، تؤكد فيروز: "إذا كان الراب وسيلة للحديث عن مآسينا، فنحن الأفغان لدينا الكثير لنقوله، لذا اخترت أن أكون مغنية راب".

في أغنيتها الأولى المسجلة أتت على ذكر معاناتها في مخيم اللاجئين في إيران، وهي بعنوان "آور نيبرز" (جيراننا)، التي بثت على يوتيوب وشوهدت حوالي مئة ألف مرة. وفي كلمات الأغنية "ماذا حل بنا في الدولة المجاورة؟ أصبحنا "الأفغان القذرين"، وفي أفرانهم كنا ندفع إلى آخر الطابور".

كلمات الأغنية استوحتها فيروز من تجربتها الشخصية، موضحة: "عندما كنت طفلة كنت أذهب لشراء الخبز في الفرن المجاور، وكان الإيرانيون يقولون لي: تراجعي أيتها الأفغانية القذرة. وكنت أقبع في آخر الطابور للحصول على الخبز".

ولا يزال ملايين الأفغان يقيمون في إيران وباكستان اللتين استقبلتا نحو سبعة ملايين لاجئ بعد الاجتياح السوفييتي لأفغانستان عام 1979.

ومع أن فيروز لا تذكر المعارك الدامية في الثمانينيات بين الجنود الروس والمجاهدين، فإن أغنيتها الأولى تزخر بقصص الحرب، وقد جاء في كلماتها "ذهبنا إلى أوروبا لحياة أفضل إلا أننا أصبنا بالعفن في مخيمات اللاجئين".

ويخاطر آلاف الأفغان بحياتهم سنوياً للوصول إلى أوروبا عبر طرق خطرة وغير قانونية بحراً وبراً. ومن نجح منهم في الوصول يمضي سنوات طويلة في مخيمات لاجئين معزولة.
تصميم وتطوير