هدف أمريكا تدمير ايران والقضاء على حزب الله وحماس..ولكن كيف؟

23.05.2018 11:39 AM

ترجمة خاصة-وطن: قام رئيس الولايات المتحدة، ترمب، قبل نحو أسبوعين بتوقيع قرار تنفيذي تم بموجبه انسحاب  الولايات المتحدة رسميا من الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد فرض العقوبات عليها. أما وزير خارجيته، مايك بومبيو، فكان أكثر تحديدا وعدوانية، في اول ادلاء صحفي سمي له، يوم 21 أيار 2015، حيث تعهد بسحق "العناصر الإيرانية وحلفائهم في حزب الله، في جميع أنحاء العالم".
وبعد حزب الله وإيران، جاء دور حماس والجهاد الإسلامي، حيث جاء بومبيو على ذكرهما بالوعيد ايضا. وبهذا، شكل تعداده لهذه المنظمات "قائمة تمنيات" إسرائيلية يرد فيها ألد أعداء إسرائيل، التي ترغب ان تتولى الولايات المتحدة مسؤولية التعامل معهم بالنيابة عن دولة الاحتلال.

ولكن، سحق بماذا؟ وكيف؟

فمثل العديد من التصريحات في عهد ترمب، لا يمكن تتبع وفهم جميع التصريحات الصادرة عن الإدارة، الا من خلال دراسة الإجراءات المختلفة على الأرض، فهي المفتاح لفهم ما يحدث بالفعل، وما يمكن ان يحدث.

فعلي سبيل المثال، قال ترمب، رغم الاعتراضات الإسرائيلية، أنه يريد اخراج القوات الأمريكية من سوريا، علما ان الوجود الأمريكي هناك لا يتعدى وحدة عسكرية للمساعدة في الحفاظ على مناطق صغيرة لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
وكان ترمب قد أوضح أنه لا يريد استخدام القوة العسكرية في الشرق الأوسط، رغم ان الظروف تعتبر مواتية لهذا التدخل، على غرار الضربة التي وجهها الامريكيون، ومعهم الفرنسيون والبريطانيون، ضد منشآت الأسلحة الكيميائية التابعة للحكومة السورية، في شهر نيسان 2018.

لا وجود لقوة أمريكية حقيقية في سوريا، ولا توجد هناك نية لاستخدامها. وفي ظل وجود حقيقة كهذه، كيف ستقوم الولايات المتحدة إذن بسحق حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي؟ بالعودة الى ساحة العقوبات، هناك الكثير ممن يعتقدون أن في جعبة الولايات المتحدة الكثير من بطاقات اللعب القوية. ومن المفترض أن ينصب تركيز الوزير بومبيو على ما يمكن أن تحققه العقوبات الأمريكية من ضغوط واثار. حيث ذهب بومبيو في خطابه أبعد من ترمب فيما يتعلق بالاتفاق النووي، حيث تطرق الى ضرورة حظر امتلاك إيران لمفاعل يعمل بالماء الثقيل، ومن أي تخصيب لليورانيوم.

تم بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 اخراج المفاعل النووي الإيراني الجوهري (مفاعل آراك الثقيل بالماء الثقيل) من الخدمة، ومن جميع أنواع عمليات التخصيب. وكان هذا المفاعل، الى ما قبل الاتفاق، جزءا من عملية انتاج البلوتونيوم القابل للانشطار، وهي الطريق الى انتاج القنبلة النووية. ووفق الاتفاق، يخضع "آراك" الى عملية إعادة تصميم. وبالتالي، لن يكون قادرا بعد ذلك على إنتاج البلوتونيوم القابل للانشطار، القابل للاستخدام في القنبلة النووية.

وبالملخص، لم يكن من المتوقع، بموجب اتفاق 2015، أن تتسبب إيران بأية مشكلة نووية.

تخصيب اليورانيوم أصبح أكثر تعقيدا

وبموجب اتفاق 2015، قامت إيران بإخراج (70%) من أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها، والتي تستخدمها في تخصيب اليورانيوم، واعادتها الى المخازن. ولكن، سمح لها الاتفاق بالاحتفاظ ب (5) الاف جهاز طرد مركزي، واجراء تجريب لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

وكان هذا بمثابة نصر كبير للإيرانيين، حيث انه لا ينكر "حقها" في تخصيب اليورانيوم، بل يعترف بهذا الحق. ولا يشكل هذا الاعتراف مشكلة الان. ولكنه كان من المتوقع أن يؤدي الى مشكلة عند انتهاء الاتفاق النووي، أي بعد (10) سنوات.
ومن المؤكد ان الأمريكيين دققوا في التفاصيل قبل البنود الرئيسية. فالوزير بومبيو لم يقل فقط أنه يجب تشديد القيود الحالية على إيران، بل قال انه "يجب التخلص من كل برغي قد يلزم لتصنيع سلاح نووي في إيران".

ولا شك بان هذا يتجاوز اقصى ما طالب به أي مسؤول سياسي غربي، بما في ذلك ترمب نفسه. كما يتجاوز كل شيء يمكن ان تتوقعه أوروبا وروسيا والصين، التي تستثمر اقتصاديا في إيران، وفي مفاعلها الذي يعمل بالماء الثقيل.

التناقض والخلاف

من المؤكد ان السيناريو الواقعي الأفضل لتحرك ترمب العدواني ضد الاتفاق النووي، وضد إيران، هو أن تقف أوروبا مع الولايات المتحدة في موقف واحد لتوسيع القيود الحالية المفروضة على إيران في الاتفاق النووي، بحيث تمتد الى الحد من اختبارات الصواريخ البالستية.

لكن من غير الواضح ما إذا كانت أوروبا ستتجاوب مع برنامج عقوبات ترمب، وليس هناك أي مؤشر على أن روسيا والصين ستتجاوب معه أيضا.

توظيف الميزان التجاري مع الصين

وعلى الجانب الصيني، قد لا يجد ترمب فرصة مواتية لفرض على الصين، تشابه العقوبات على إيران، في ظل الخلافات التجارية الحادة بين البلدين. ولتعديل الميزان التجاري مع الصين، من المرجح أن يجد ترمب وسيلة لمقايضة الصين من خلال عدم تقويض استثماراتها مع إيران، مقابل تعديل ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة.

إن سياسة العصا الغليظة، والتهديد بالسحق، لن تنجح إلا إذا كان هناك مزيج من القوة العسكرية، والدبلوماسية، والاقتصادية، كي يصبح الضغط فعالا. هناك لغة أمريكية غاية في القوة. غير انه لا توجد حتى الآن علامات ملموسة لاستخدام العصا. ومن غير الواضح ما إذا كانت العصا الامريكية كبيرة بما يتناسب مع لغة التهديدات التي ساقها بومبيو.


ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي جيروزالم بوست"

تصميم وتطوير