غالبية اليهود الأمريكيين يعارضون نقل السفارة الى القدس

15.05.2018 01:11 PM

ترجمة خاصة-وطن: جرى يوم أمس نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، بحضور وفد رسمي من كبار المسؤولين في إدارة ترمب، شمل: ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترمب (أو ياعيل، وهو اسمها العبري)، وزوجها مستشار ترمب، جاريد كوشنر، ووزير الخزانة ستيف منوشين، ومبعوث ترمب الى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بالإضافة الى سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان.

لقد تصادف ان كل هؤلاء الأشخاص هم من اليهود. فالوفد يضم نصف اليهود الموجودون في إدارة ترامب، حيث ان (4) من الحاضرين الى حفل السفارة هم (4) يهود من أصل (8) يهود تضمهم إدارة ترمب، علما ان إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، ضمت أكثر من (30) مستشارا ووزيرا يهوديا.

ربما يأتي هؤلاء اليهود الى القدس، في محاولة منهم لتعزيز حضور العنصر اليهودي، لكن حضور هؤلاء شدد على عكس ما يريدون.

فوفقا لمسح أجرته "اللجنة اليهودية الأمريكية، أيه جيه سي"، فقد فاز ترامب بحوالي (20%) من الأصوات اليهودية في انتخابات الرئاسة الامريكية. ولا يقتصر الحجم الصغير لليهود على الحكومة الامريكية فحسب، على اعتبار ان وزير الخزانة منوشين هو الوزير اليهودي الوحيد في الحكومة، بل ان ذلك يمتد الى الكونغرس.

فمحدودية الوجود اليهودي من الحزب الجمهوري في الكونجرس معروفة، ومشاركتهم فيه ليست لامعة. فمن بين الأعضاء اليهود ال (30) في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، لا يوجد الا (2) منهم من الحزب الجمهوري.

وبناء على ذلك، وبحسب ذات الاستطلاع أعلاه، ليس من قبيل الصدفة ان نحو (80%) من اليهود الأمريكيين يؤيدون حل الدولتين، وان (80%) منهم أيضا يعارضون نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس، وخصوصا انه يأتي بدون إحراز تقدم ملموس في السلام.

ويعتبر أصحاب هذا الراي ان خطوة نقل السفارة بانها خطوة خطيرة، وأنها جزء خطير من سياسات إدارة ترمب في المنطقة، والتي يمكن أن تنعكس سلبا على شرعية الولايات المتحدة كوسيط مناسب بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويبد في بعض الأحيان، ان الهدف السياسي الذي يوجه سلوك ترمب في الشرق الأوسط ليس التصويت اليهودي، وإنما تصويت الناخبين المسيحيين الإنجيليين الذين يدعمون الاستيطان، وجلهم ينتمي الى المعسكر اليميني المتطرف في الولايات المتحدة وإسرائيل. وهم أيضا من شكل القوة الدافعة وراء نقل السفارة، التي هدفت أولا وأخيرا الى "إزالة موضوع القدس عن مائدة المفاوضات". وبالتالي، هؤلاء هم فقط الفئة التي تصفق لترمب على خطوته، في حين أن معظم اليهود الأمريكيين يدركون العواقب الوخيمة لهذه السياسة على المنطقة بأسرها، وعلى إسرائيل على وجه الخصوص.

لذا، لا يمكن اخذ صورة الوفد اليهودي الذي ذهب إلى إسرائيل لتدشين السفارة على انها الصورة العامة لراي الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة. حيث ان النظرة الاوسع تظهر أن الجمهور اليهودي الأمريكي يعارض سلوك ترمب بشكل عام، وسلوكه حيال الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

ويضيف، وبوصفنا إسرائيليين، يجب أن نبقى على تواصل مع الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة، وأن نستمع إليهم، وأن نفهم موقفهم في انهم مؤيدون لإسرائيل، وملتزمون بها وبأمنها، وانهم يقيمون الأمور بعقلانية على اعتبار انهم يعارضون التحركات احادية الجانب التي تروج لها حكومتا الولايات المتحدة وإسرائيل.
ان الأغلبية الساحقة من اليهود الأمريكيين، من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، يرون في القدس عاصمة لإسرائيل، غير ان الكثير منهم يشكك ويرفض نقل السفارة، ويعتبرها خطوة متهورة ولا حكمة فيها.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: موقع "واي نت" بالإنجليزية

تصميم وتطوير