مهما ضاقت السبل.. سيبقى المعلّم مصدراً للأمل -أ. لميس مصطفى العلمي

31.12.2012 10:22 AM
أسرة التربية والتعليم،تحيّة لكم وأنتم تنهون فصلاً دراسياً حفل بخصوصيّة على أكثر من صعيد، فقد تزامنت ذكرى يوم المعلّم الفلسطيني هذا العام مع ضائقة ماليّة ألقت بظلالها على كل تبعات المشهد في فلسطين، لكننا – وكما خبرناكم دوماً- كنّا واثقين من أنّ صعوبة الظرف مهما بلغت، لن تؤثّر في روعة انتمائكم للوطن وانحيازكم لمصلحة الجيل، فنحن وإيّاكم في الخندق ذاته.

هي تحيّة نوجهها لكم، ففي آخر محطّتين من محطات الإنجاز، أبدع طلبة فلسطين في مسابقة دوليّة في التكنولوجيا في دبي، وأظهروا تحسنّاً في امتحان TIMSS، وما كانت لهذه الإنجازات أن تتحقّق لولا إخلاصكم وإبداعكم>

هذه حقيقة يجب ألاّ تغيب عن البال لتبقى ماثلةً، ونحن ندرك هذا، فنحن شركاء في النجاح كما في المسؤولية والهمّ، وسنواصل الوقوف إلى جانبكم مستحضرين حقوقكم من جهة، وحقوق أطفالنا من جهة أخرى، وهما حقّان متكاملان لا يتنافران، وسنحرص على إيصال صوتكم لكل المؤسسات والهيئات، وسنواصل حثّ الحكومة على أن يحظى المعلمّون بشبكة أمان، حتى وإن تأخّر الأشقاء في مدّ يد العون.

نشكركم معلمينا وموظفينا، ونقدّر صعوبة أوضاعكم في ظلّ الحصار المفروض على قيادتنا سياسياً واقتصاديّاً، وإننا وإذ نعي الضغوط على الحكومة، لنأمل أن تكون هناك خصوصيّة في التعامل مع شريحة المعلميّن باعتبارهم سدنةً للمشروع الوطني وحماةً للأجيال، آملين من قيادتنا مواصلة البحث عن أنجع السبل للتعامل مع الأزمة الراهنة، مباركين في الوقت ذاته الحوار الدائر بين الاتحاد العام للمعلمين واتحّاد العاملين في الجامعات، لتجنيب أبناء العاملين في الجهاز التربوي تبعات تأخّر الرواتب وعدم انتظامها، وإنهاء معاناة سيف الأقساط المرهون بوقت لا يملك فيه المعلمون أجرة التنقّل. كذلك يراودنا طموح بأن تبادر مؤسسات القطاع الخاص للقيام بدورها في رعاية أبناء العاملين في الجهاز التربوي.

نحن من جهتنا في الوزارة شرعنا فعلاً بالبحث عن مصادر مختلفة لدعم الموظفين مالياً لتستمر الوزارة في حمل رسالتها على أكمل وجه، فمصالح الموظفين لا تقل شأناً بالنسبة لنا عن مصالح الطلبة، وفي هذا السياق جاءت مساعينا لإعادة جدولة مواعيد الدوام بالتنسيق مع اتحاد المعلمين استجابةً لرغبة جادّة في الخروج بأقلّ الخسائر وبأخفّ الضرر، وعلى صدق تفانيكم نعتمد في تعويض الطلبة مستقبلاً.

إن الحفاظ على المسيرة التعليميّة، كان وسيبقى خيارنا الذي لا نختلف عليه، وإن ضاقت بنا السبل، وسيبقى إعادة الاعتبار لمهنة التعليم اجتماعياً وماديّاً غاية نسعى إليها، وقد ترجمنا ذلك في استراتيجية إعداد المعلميّن، فطموحنا يتجاوز بكثير مجرّد توفير الراتب، وهذه نقطة جديرة بالاهتمام.

المعلمون/ات المحترمون/ات، قد لا يتسّع المقام لسرد كل مآثركم لا لضيق الوقت بل لكثرة ما يقترن بكم من طيب الخصال، ونشكركم ونعاود استحضار القيم النبيلة التي لا زلتم تتمثلونها في كل لحظة من لحظات رعايتكم للأجيال، وثقوا تماما أنّنا معكم لأنكم من أنبل ظواهر هذا العصر.

في خضم تداخل الصعوبات، نؤكد أن المصاعب لن تزيدنا إلا قوّة ووحدة، مدركين أن وعيكم ومواقفكم ستبقى دائماً بوصلة توجّه المسار نحو الوطن، فالمعلّم الفلسطيني لطالما جمع بين البعدين المهني والنضالي، وأنّى كانت المصاعب فهو منها أقوى وأكثر صلابة.

نحيّي المعلمين ومعهم وبهم نمضي، نجدّد الأمل، كاتبين في سفر الأيام صفحات ناصعة من الفخار والعطاء، وسنبقى حريصين على العمل مع القيادة والحكومة والاتحاد العام للمعلمين والجامعات والهيئات ذات العلاقة لتحقيق الحدّ الأعلى الممكن من المطالب والفرص التي من شأنها مساعدة المعلمين وعائلاتهم وأبنائهم في الجامعات.

بوركت جهودكم، ودمتم درعاً حامياً لأمانينا، ومعاً لتحقيق استثمار أفضل لصندوق التكافل والإقراض.
كل الشكر للمساندين للمعلميّن، المتفهميّن خصوصيّة ظروفهم.

وزيرة التربية والتعليم

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير