رزان: ألو ليان.. بكرة ما في مدرسة

18.12.2012 01:04 PM
خاص - وطن - إبراهيم عنقاوي:

رزان: ألو ليان
ليان: أهلين رزان
- بكرة ما في مدرسة، اسمعت ع التلفزيون إنو في إضراب
- يا الله شو حلو!

في هذه المكالمة زفّت رزان (9 أعوام)، لزميلتها ليان في الصف الثالث، خبر إضراب المدارس اليوم الثلاثاء، جراء الأزمة المالية التي تعيشها الحكومة، إثر امتناع دولة الاحتلال عن تزويد الحكومة بعائدات الضرائب الفلسطينية.

تمثل ليان ورزان نحو 536 ألف طالب وطالبة في الضفة، التي شهدت إضرابات وإجازات مكثفة خلال العام الدراسي الحالي، جراء المناسبات والأعياد والاستنجاد بهم وبالمعلمين للتباهي السياسي ودعم الرئيس في توجهه للأمم المتحدة، إلا أن الإضراب الحالي الذي شل العملية التربوية في 1620 مدرسة، أصبح يهدد المستقبل التعليمي للطبة.

في مدرسة رام الله الثانوية، وضعت الإدارة خطة طوارىء لتسيير العملية التعليمية لطلبة التوجيهي، حيث شرعت بتخصيص كل يوم سبت لمادة دراسية مهمة تخص التوجيهي، مثل اللغة الإنجليزية والعربية أو الرياضيات، بشكل مكثف.

يقول أحد مدراء المدارس في المدينة الذي رفض ذكر اسمه "حفاظا على كرامة المعلم" كما قال، إن المعلم لا يستطيع الوصول إلى المدرسة لأنه لا يملك أجرة المواصلات.

ويضيف في حديثه لـ"وطن": انقطاع الراتب المنخفض أصلا، منع أبناء المعلمين من الذهاب للمدارس والجامعات.. المعلم توقف عن الحياة.

ويتابع: الراتب الذي ينفذ بعد أسبوعين من استلامه، انقطع منذ 55 يومًا، وثلثي المعلمين سيتغيبون غدًا عن الحضور إلى المدرسة.

ويوضح أن الكهرباء انقطعت عن منازل بعض المعلمين بعد رفض شركة كهرباء القدس تجديد الشحن بسبب عدم قدرة المعلمين على دفع الفاتورة، متسائلًا "لماذا لا تتعاون شركات الكهرباء والمياه والباصات معنا؟".

ويطالب المدير بتسوية الرواتب المرتفعة مع الرواتب المنخفضة للتقليل من حدة الأزمة المالية، كما يطالب مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشركات الخدماتية للتعاون مع الحكومة للتخفيف من أزمة الموظفين الحكوميين.

من جانبه، يقول المعلم عادل: أنا العائل الوحيد لعائلتي وأدفع أجرة البيت الذي أسكن فيه برام الله( 1700 دينار) ولدي أربعة أبناء يدرسون في المدارس.

ويضيف: هددني صاحب البيت بالطرد لأنني لم أدفع الأجرة منذ شهرين، بسبب عدم صرف الرواتب.. أفكر في العودة إلى بلدي سبسطية وإكمال التدريس هناك.

قصتا المدير والمعلم عادل، واحدتان من قصص نحو 37 ألف معلم ومدير وآذن وسكرتير يعملون في مدارس الضفة الغربية.
تصميم وتطوير