المقاومة المطلوبة - زهير حمدالله زيد
26.11.2012 10:32 AM
أخيراً حطت الحرب الغاشمة على غزة أوزارها، وطوال الثمانية أيام كنا كفلسطينيين في كل بقاع الأرض نقوم بواجبنا، كل بطريقته ومن موقعه، فلم يترك أبناء شعبنا موقعه ولا مناسبة إلا وشاركوا بها، هَمّنا كان فضح العدوان والمعتدين وتبيان الحقيقة كما هي، شعب يسعى لحريته وإستقلاله بكل السبل والوسائل المتاحة، وعدو بالمقابل لا يعرف غير لغة الرفض، فهو لا يريد السلام، ولا يقبل السعي نحو المؤسسة الأُممية لنيل إعتراف بدولة غير عضو وفق الشرعية الدولية، وهو أيضاً لا يريد لنا أن نقاوم ونناضل ضد إحتلاله، لا سلماً ولا بإستخدام السلاح، ويطالبنا بشيء واحد ووحيد، ما يسميه الهدوء، أي السكوت والإستكانة والخضوع بقبول الإحتلال وكل ما يرعاه من سفك للدماء، وسرقة للأرض والممتلكات، وإهدار للحقوق وحتى الكرامة، غايته الأمن والأمان لمستوطنيه وتحقيق الحماية لهم لينعموا بمديد من الرفاه على حساب شعبنا.
قادة إسرائيل قالوا الكثير، والمحللون من إسرائيل وغيرها لم يتركوا مجالا إلا وتناولوه، فمنهم من أشار للهزيمة التي مُني بها نتنياهو وجيشه، كونه لم ولن يحقق ما سعى إليه بإنهاء التهديد لعمق دولته، وآخرين أشاروا إلى أن إسرائيل إستطاعت أن تصيغ دوراً أكثر فاعلية لحماس بحماية حدودها، مؤكدين أن الرسالة كانت لمن سيخلف الشهيد أحمد الجعبري، بأن مصيره سيكون نفس المصير إن لم يقوم بدوره بنجاح، آخرين أشاروا إلى نصر المقاومة وتطور قدراتها، خصوصاً في ما أسموه، تحقيق توازن الرعب، رغم القدرة التدميرية لإسرائيل، سواء بما يتعلق بإمكاناتها تدمير البنى التحتية وإرتكاب مجازر قتل ضد المدنيين، الأهم في كل ما قيل، أن هذه الحرب حققت لحمه فلسطينية، ولقاء كما أسماه البعض على أرض المعركة، وشكلت دافع حقيقي لإعادة التفكير بالحالة الفلسطينية لإعادت الوحده بين جناحي الوطن.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت يوم الجمعة الماضي بتاريخ 23/11/2011 جدولاً تضمن تفاصيل رقمية عن حرب الصواريخ من غزة بإتجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن عدد الإسرائليين الذين قُتلوا منذ سقوط الصاروخ الفلسطيني الغزي الأول في آبريل/ نيسان 2001 وحتى تاريخ النشر لهذا الجدول كان 59 إسرائيلياً، بالمقابل فقد الفلسطينيين 4717 شخص، جدول مشابه قام بنشره موقع الأكومومنست البريطانية قبل إسبوع، مشيرأ إلى أن عدد الضحايا من الجانب الفلسطيني في الحرب الأخيرة كان 156 شخص من بينهم 19 طفلاً (عدد الشهداء الفلسطينيين في الحقيقة أكبر من ذلك)، في حين أن عدد القتلى الإسرائيليين كان ستة أشخاص، وأشار الجدول إلى أن عدد الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيين طوال تلك الفترة أي منذ 2001 كان 7361 صاروخ، بالمقابل لا يوجد أي إشارة لحجم القصف الإسرائيلي ولا لنوعة ولا لنتائجه.
ميزان الربح والخسارة المعروض هنا، له مغزاه، فلا يجوز أبداً التغاضي عنه، كما لا يجوز أبداً أن يشكل رادع يحول دون القيام بمقاومة الإحتلال، خاصة في ظل عدم وجود تكافؤ لميزان القوى، بين الثورة الفلسطينية وإسرائيل، وعلى أرضية غياب الدعم العربي والإسلامي لتحقيق مثل هكذا تكافؤ ولو شكلاً، وما تغنى به كُلنا من تطور في المواقف العربية والإسلامية، لا يعدو عن كونه تهويش، حتى الآن وليس أكثر، فلم نسمع من أي كان من العرب وغير العرب عدى إيران، عن أي إستعداد لدعم الفلسطينيين بالسلاح، ولا حتى بالمواقف للضغط على القوى الداعمة لإسرائيل، التي لم يتجرىء البعض العربي حتى عن ذكرها بالإسم، وكأن أمريكا بلا إسم ولا يؤثر عليها لا النفط العربي ولا ودائع أصحابه ولا حتى قواعدهم العسكرية على أراضيهم.
تحت طائل واقع التوازن القائم، تكون محددات المقاومة المطلوبة، ففي أَواخر عام 1986 نشرت الصحف الإسرائيلية ما أصدره الشين بيت في ذلك الوقت، حيث أشار إلى تصاعد العمليات الفدائية في إسرائيل بواقع عملية واحده يومياً في داخل إسرائيل، حينها كان العمل الفدائي المقاوم، تمارسة مجموعات سرية، غير مرئيه، محاربتها من قبل إسرائيل تكون عبر الإعتقالات وهدم أو إغلاق البيوت، وتلا ذلك التطور النضالي المقاوم عبر الإنتفاضة الأولى عام 1987، وكذلك الإنتفاضة الثانية وما بعدها إلى ما نحياه في أيامنا هذه، تلك هي المسيرة النضالية الغنية بالتجارب، والتي شكلت في كثير من الأحيان روافع فاعلة لنضال من خارج الوطن عبر الحدود، يجب أن تشكل الأرضية الحقيقية لإعادة صياغة البرنامج النضالي الفلسطيني، سياسيةً ومقاومة، الجدوى من كل خيار يجب أن تدرس بعنايه ودقه، دون أن نلغي أو نستثني شيء، لكن بأولويات وثوابت واضحه، تجنبنا ميزان خسائر كهذا الذي نحيا، خاصة وأن أمهاتنا وأولادنا وشيوخنا كلهم أعزاء، وحياة أي منهم هي فلسطين نفسها، وممتلكاتهم وأموالهم هي مقومات وجودهم وإستمرار عطائهم، علينا أن نتعامل ببرود أعصاب مع واقع الحال، وأن نتصرف بعقل ومنطق لنستطيع مواجهة عدو يملك كل أدوات القتل والتدمير، خاصة وان المسيرة طويلة وما زلنا ننتظر لحاق السند العربي الحقيقي لقلب التوازن او على الأقل تحقيق المساواة فيه.
قادة إسرائيل قالوا الكثير، والمحللون من إسرائيل وغيرها لم يتركوا مجالا إلا وتناولوه، فمنهم من أشار للهزيمة التي مُني بها نتنياهو وجيشه، كونه لم ولن يحقق ما سعى إليه بإنهاء التهديد لعمق دولته، وآخرين أشاروا إلى أن إسرائيل إستطاعت أن تصيغ دوراً أكثر فاعلية لحماس بحماية حدودها، مؤكدين أن الرسالة كانت لمن سيخلف الشهيد أحمد الجعبري، بأن مصيره سيكون نفس المصير إن لم يقوم بدوره بنجاح، آخرين أشاروا إلى نصر المقاومة وتطور قدراتها، خصوصاً في ما أسموه، تحقيق توازن الرعب، رغم القدرة التدميرية لإسرائيل، سواء بما يتعلق بإمكاناتها تدمير البنى التحتية وإرتكاب مجازر قتل ضد المدنيين، الأهم في كل ما قيل، أن هذه الحرب حققت لحمه فلسطينية، ولقاء كما أسماه البعض على أرض المعركة، وشكلت دافع حقيقي لإعادة التفكير بالحالة الفلسطينية لإعادت الوحده بين جناحي الوطن.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت يوم الجمعة الماضي بتاريخ 23/11/2011 جدولاً تضمن تفاصيل رقمية عن حرب الصواريخ من غزة بإتجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن عدد الإسرائليين الذين قُتلوا منذ سقوط الصاروخ الفلسطيني الغزي الأول في آبريل/ نيسان 2001 وحتى تاريخ النشر لهذا الجدول كان 59 إسرائيلياً، بالمقابل فقد الفلسطينيين 4717 شخص، جدول مشابه قام بنشره موقع الأكومومنست البريطانية قبل إسبوع، مشيرأ إلى أن عدد الضحايا من الجانب الفلسطيني في الحرب الأخيرة كان 156 شخص من بينهم 19 طفلاً (عدد الشهداء الفلسطينيين في الحقيقة أكبر من ذلك)، في حين أن عدد القتلى الإسرائيليين كان ستة أشخاص، وأشار الجدول إلى أن عدد الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيين طوال تلك الفترة أي منذ 2001 كان 7361 صاروخ، بالمقابل لا يوجد أي إشارة لحجم القصف الإسرائيلي ولا لنوعة ولا لنتائجه.
ميزان الربح والخسارة المعروض هنا، له مغزاه، فلا يجوز أبداً التغاضي عنه، كما لا يجوز أبداً أن يشكل رادع يحول دون القيام بمقاومة الإحتلال، خاصة في ظل عدم وجود تكافؤ لميزان القوى، بين الثورة الفلسطينية وإسرائيل، وعلى أرضية غياب الدعم العربي والإسلامي لتحقيق مثل هكذا تكافؤ ولو شكلاً، وما تغنى به كُلنا من تطور في المواقف العربية والإسلامية، لا يعدو عن كونه تهويش، حتى الآن وليس أكثر، فلم نسمع من أي كان من العرب وغير العرب عدى إيران، عن أي إستعداد لدعم الفلسطينيين بالسلاح، ولا حتى بالمواقف للضغط على القوى الداعمة لإسرائيل، التي لم يتجرىء البعض العربي حتى عن ذكرها بالإسم، وكأن أمريكا بلا إسم ولا يؤثر عليها لا النفط العربي ولا ودائع أصحابه ولا حتى قواعدهم العسكرية على أراضيهم.
تحت طائل واقع التوازن القائم، تكون محددات المقاومة المطلوبة، ففي أَواخر عام 1986 نشرت الصحف الإسرائيلية ما أصدره الشين بيت في ذلك الوقت، حيث أشار إلى تصاعد العمليات الفدائية في إسرائيل بواقع عملية واحده يومياً في داخل إسرائيل، حينها كان العمل الفدائي المقاوم، تمارسة مجموعات سرية، غير مرئيه، محاربتها من قبل إسرائيل تكون عبر الإعتقالات وهدم أو إغلاق البيوت، وتلا ذلك التطور النضالي المقاوم عبر الإنتفاضة الأولى عام 1987، وكذلك الإنتفاضة الثانية وما بعدها إلى ما نحياه في أيامنا هذه، تلك هي المسيرة النضالية الغنية بالتجارب، والتي شكلت في كثير من الأحيان روافع فاعلة لنضال من خارج الوطن عبر الحدود، يجب أن تشكل الأرضية الحقيقية لإعادة صياغة البرنامج النضالي الفلسطيني، سياسيةً ومقاومة، الجدوى من كل خيار يجب أن تدرس بعنايه ودقه، دون أن نلغي أو نستثني شيء، لكن بأولويات وثوابت واضحه، تجنبنا ميزان خسائر كهذا الذي نحيا، خاصة وأن أمهاتنا وأولادنا وشيوخنا كلهم أعزاء، وحياة أي منهم هي فلسطين نفسها، وممتلكاتهم وأموالهم هي مقومات وجودهم وإستمرار عطائهم، علينا أن نتعامل ببرود أعصاب مع واقع الحال، وأن نتصرف بعقل ومنطق لنستطيع مواجهة عدو يملك كل أدوات القتل والتدمير، خاصة وان المسيرة طويلة وما زلنا ننتظر لحاق السند العربي الحقيقي لقلب التوازن او على الأقل تحقيق المساواة فيه.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء