احتلال ديلوكس ، الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة -بقلم جفري آرونسون

23.11.2012 07:26 AM
رام الله -وطن للانباء - المصدر منظمة السلام للشرق الاوسط - مع نهاية الفترة الرئاسية الأولى لإدارة الرئيس باراك اوباما،فأن التوقعات بنجاح الجهود الأمريكية الرامية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية و القدس الشرقية وقطاع غزة والتي استقبلت الرئيس في كانون الثاني2009 ،قد تبخرت و اندثرت هذا الإرث المخيب للآمال سوف يلاقي الإدارة الأمريكية المقبلة
بعد انتخابه عام 2008 مباشره قام الرئيس الأمريكي باختيار جورج ميشيل كمبعوت خاص ليشرف على الحاجة الى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية و القدس الشرقية،بدت على أنها مؤشرات على التزام اوباما ليقود الإطراف الى اتفاقيه والتي ستعكس المصالح الأمنية القومية والحيوية وللإطراف ألمعينه أيضا للولايات المتحدة – دولتين : إسرائيل وفلسطين مع سلام دائم بينهما مع امن ضمن حدود معروفه وقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعبارات قويه بخصوص هذه المبادرة في شهر ايار 2009 ، بقولها "يريد الرئيس اوباما وقفا للاستيطان وليس بعض المستوطنات ولا المراكز المتقدمة، وليس نموا طبيعيا . وهذا هو موقفنا .

وهذا الذي التزمنا به بكل وضوح . بغض النظر عن الاعتراض الأمريكي فان المستوطنات تزدهر ، وكما قال المعلق الإسرائيلي المخضرم فاهوم بارني،"يكمن هدف إسرائيل في منع قيام دوله عربيه في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض الموسط . واليوم يعيش حوالي 300 الف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية مزودين بمجموعة ضغط قويه وترتيبات تعويضيه من قبل غوش قطييف (غزه) والبالغ قيمتها عشرات المليارات من الشيكلات الاسرائيلية، واذا تم تطبيقها في الضفة الغربية عندها نقول بان الهدف قد تحقق.

هذا الانكسار في الجهود الدبلوماسية الأمريكية غير مسبوق . ويغترف جفري فيلتمان المساعد في وزارة الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى أسياسيه ، بالتراجع الدبلوماسي للمجتمع الدولي، أمام مجلس الأمن في 22 اب ، بالإضافة الى قوله ، " في المدى القريب قد لا يكون المجتمع الدولي في موقف يمكنه النجاح به لمساعدة الإطراف المعنية في تجسير خلافاتها" ان مصالح وقيادة الولايات المتحدة لإنهاء الصراع قد تلاشت الى نقطة غير مسبوقة منذ خطة روجر 1970. والتي خلقت فراغا في السياسة الأمريكية والتي أدت الى حرب تشرين اول عام 1973. . اما اليوم فان صناع السياسة والعامة على حد سواء قد أعلنت استسلامها في وجه سياسات داخليه فاشلة كذلك الحماس الذي يقود الصراع في المنطقة . لقد أصابهم الملل من حالة الإحباط واليأس وتليهم بأحاديث عن الربيع العربي، والسهو الغريب عن التكاليف ألاستراتيجيه التي ستدفع من قبل الجميع ثمنا للفشل في انهاء الاحتلال والاستيطان ، في ظل انتصار المستوطنين .

اذا أصابت ملاحظات الصحفي بارنيي الندم ، يقول رئيس الاتحاد الوطني وعضو الكنيست ياكوف كاثز المندوب العام للمستوطنين والذي يشتم رائحة النصر "بالرغم من التجميد ، فان الاستيطان ف ي الضفة الغربية قد ازداد ألسنه الماضية " واردف قائلا فيما بعد ، مع معدل النمو الحالي سنكون بحدود 400 الف يهودي بالضفة قبل حملة الانتخابات القادمة، وخلال أربعة سنوات سنصبح نصف مليون يهودي في الضفة الغربية، واذا استلمت القدس الشرقية سنصبح أكثر من مليون يهودي، بحيث نكون نقطة يتم بها الثورة او الانقلاب.

احتلال ديلوكس.

رحب الكثير من الإسرائيليين بهذا الفشل لإنهاء الاحتلال بينما استنكره الفلسطينيون صرح دوف ويسجلاس كبير المفاوضين للرئيس ارئيل شارون. مع مديح خاص لمعاهدة أوسلو التي نظمت الاحتلال لمدة عشرون عاما تقريبا ، حيث قال،"اخبرني فلسطيني بان اوسلو هي ترتيب إسرائيلي عبقري."

سألته : كيف ذلك؟ اجبني قائلا ، انه السجن الوحيد في العالم الذي يقوم به السجناء به بإعالة أنفسهم بدون ايه مشاركه من أداره السجن "إسرائيل". وتابع ويسجلاس، "تمتع بكل ميزات السيادة فوق الأراضي الفلسطينية ، بدون مسئوليات السيد، هاهي اوسلو اليوم الهدف الاسرائيلي هذا ليس بالجديد ولا مقترحات وسجلاس ، موضع ثقه في الفوائد المقدمه لاسرائيل.



لقدم تم وضع حجارة البناء لوجود إسرائيل الدائم في الضفة الغربية والأراضي الأخرى المحتلة من قبل إسرائيل عام 1967 بواسطة تحالف بين المؤسسات الأمنية والسياسة بزمن يسبق الحركة الاستيطانية وشدتها في الضفة.
دافع الاستيطان يكمن في الديانة والايديولوجيه ولكن الحملة الاستيطانية كانت نتاج وجهة النظر السائدة وهي امن إسرائيل والتي تحسنت بتوسيع الراضي ونشر القوات والمواطنين الى ما بعد حدود عام 1967 تشكل هذه الفكرة قلب الحركة الاستيطانية والدعم المستمر للاحتلال من قبل المؤسسات الإسرائيلية ألرئيسة .

السياسة الإسرائيلية هذه ليست معصومة حيث انها لم تنجو من انتفاضة غزه في كانون اول 1987 والتي لم تتوقف حتى تم انسحاب إسرائيل في ايلول 2005 من غزه .

في كلتا الحالتين ، توصل الزعماء الإسرائيليون الى قناعه بان الأمن الإسرائيلي سوف يتحسن من خلال انسحاب جيش الاحتلال والمستوطنين من غزه وسيناء- بالنسبة لمصر تم الانسحاب من سيناء من خلال توقيع معاهده للسلام وفي غزه إتباع سياسة الردع.

يحمل هذا التاريخ امل ضئيل في ان تقوم إسرائيل بالعمل ذاته في الضفة الغربية رغم المعارضة الشديدة وبهذا يتحقق الأمن القومي لإسرائيل أكثر.

الولايات المتحده في فتره انتقاليه :

قام الرئيس الأمريكي اوباما في تعريف الوضع الراهن في الشرق الأوسط بأنه فتره "انتقاليه".ان حالة الإحباط السائدة بين صناع السياسة و "التجميد" الدبلوماسي الذي يشوب وجهة النظر الأمريكية حول الصراع العربي الإسرائيلي في ليلة انتخابات تشرين ثاني، والذي لا يعد من نتاج السياسة الأمريكية الداخلية.وإنما يعكس عجز الرؤية ألاستراتيجيه الامريكية .
الاحتلال والاستيطان سوف تدمر الأمن الإسرائيلي .وان الوضع الحالي سوف يهزم حقوق الشعب الفلسطيني المعترف بها دوليا للحرية والتقرير الذاتي، سوف تثير الشعور السائد بعد الأمن للفلسطينيين خاصة في المناطق النائية من الضفة و التي ينتشر بها مستوطنون أوغاد- شباب رؤوس الهضاب- وحتى في غياب المقاومة الفلسطينية العنيفة للوضع الراهن فانه يولد الرضا بين الإسرائيليين.

حيث ان عدد المستوطنين في الضفة بازدياد مستمر بنسبه ضعفي النمو السكاني في إسرائيل ، كذلك التهديد للأراضي الفلسطينية والتي تعد مصيريه للسكان العرب حتى ان هذا التهديد يصل الى مرحلة الوجود والحياة للفلسطينيين ، خاصة في منطقه ج (2) والتي تشكل 60 % من أراضي الضفة والتي لا وجود بها للسلطة الفلسطينية معترف به . (تقرير روبرت سيري في هذا التقرير) كذلك في توصيات تقرير ليفي(اب 2012) وان وزارة الداخلية الإسرائيلية تقوم بتوسيع نطاق صلاحيتها. مع نجاح المستوطنين وإغلاق الباب بإحكام في وجه حل الدولتين فهذا لا ينهي هذا الصراع الخطير ولا يعزل الرئيس الأمريكي اوباما من تأثير هذا الصراع المدمر للأمن الوطني الأمريكي.

يخشى المسلون في القدس بان ألازمه ألاقتصاديه للسلطة الفلسطينية ستزداد مما يسبب تقهقر في استقرارها الى درجه تؤثر على المؤسسات الأمنية الفلسطينية والذي قد يؤدي الى انتفاضه ثالثه ضد إسرائيل مما يؤدي الى تدمير استقرار فتح وسيطرتها على الضفة الغربية الى درجه قد تنهار بها هذه السيطرة.

كذلك يخشى ان تبدأ ألانتفاضه بحيث يحاول الفلسطينيون التسلل للمستوطنات وتقع إحداث دامية ومتسمة بعنف، وسيبدأ رمي الحجارة والقنابل الحارقة على السيارات في الطرقات حيث ستؤدي الى ردود فقعل من قبل المستوطنون اليهود.معاريف 11 ايلول،2012

--------------
نشره تصدر مره كل شهرين عن منظمة السلام للشرق الاوسط
وستقوم " وطن للانباء"بنشر هذا التقرير بـ 3 حلقات متتالية لوضع قراءها بصورة ما يجري على الوضع الفلسطيني الاسرائيلي ، بدءا من اليوم الجمعة وحتى الاحد القام الـ 25 من الشهر الجاري

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير