هل تجرؤون على التحول من دمشق إلى غزة؟- عادل سمارة

15.11.2012 10:16 PM
الحرب كما الثورة تختصر السنين في لحظات وتقيم تحديات يستحيل الالتفاف حولها. والدم في الحرب يتدفق أكثر مما هو في الثورة والحرب الأهلية. هي لحظة يتفجر فيها كل شيء. وبما هي لحظة الحقيقة فلا مناص من تغيير كافة المعادلات والحسابات. ما كان يجوز بالأمس لا ينفع اليوم:
الدم الغزِّيُّ يسأل:
أين طائرات السعودية وقطر والإمارات التي دمرت طرابلس الغرب؟ فلا أقل من استهداف هرتسليا كما استهدف باب العزيزية وبني وليد وسرت!
والطفل الغزي يسأل: ما معنى سحب السفير بدل تزحيف الصواريخ من مصر إلى غزة عبر الأنفاق وفوق الأنفاق لتعويض الصواريخ السورية التي مُنعت؟ وما معنى بقاء الجدار الفولاذي؟
ما معنى منع تهريب الصواريخ السورية إلى غزة؟ بينما يقوم النظام الجديد في مصر بدفع موجات الإرهاب العلني إلى سوريا اشخاصا وإعلاماً وتسهيل تهريب السلاح من ليبيا الناتو عبر الموانىء المصرية إلى ثوار الوهابية في سوريا؟ أليست غزة اقرب؟ وما الذي سيحصل لو ضربت طائرات قطر قلب تل أبيب؟ سيرد الكيان بالتدمير؟ حبذا؟ عل الأقل حينها سوف يُعاد بعض المال السيادي النفطي المتراكم في مصارف وخزينة الولايات المتحدة لإعمار ما هُدم فتكون دورة مالية محلية. أليس هذا جميلاً؟ وعندها ايضاً تتوقف السعودية عن شراء أجيال من اسلحة تصدأ دون استخدام، ويتراكم ثمنها في بنك أوف أميركا.
لتكن المعادلة دمار متبادل أو ردع متبادل كما فعل حزب الله وسوريا. لماذا لا يتم استخلاص العبرة من هذه المعادلة. وحينها سنرى حدود تحمُّل الكيان.
هذه المعادلة التي على مثقفي النفط والتسوية أن يفهموها لأنها تفسر السبب وراء تدمير سوريا كي لا تظل بوابة قوة تفتح على فلسطين، من باب الجنوب اللبناني لا بأس، وما الخلل في هذا؟
هذه المعادلة التي على اليسار العالمي فهمها بدل ان يواصل قرائتنا استشراقياً.
حتى الآن تقاتل غزة بصواريخ سوريا، وماذا لو نفذت؟ هل ستكون الاستباحة التامة للدم الفلسطيني في القطاع المقدس؟ وطرد الناس إلى سيناء لاحتلال آبار الغاز؟ وحينها تكون شركة ثلاثية بين مرسي وحمد ونتنياهو؟
صار سلاح الشجب معرَّة ومهزأة. وصارت المطالبة بوقف النار خصياً لمشروع المقاومة وحماية للكيان وتثبيتاً له.
في هذه اللحظة على كل نظام عربي أن يرسل جول جمال كل يوم إلى الكيان وحينها سنرى كيف سيرد الكيان. سوف يدمر، فليكن، وحينها سوف يتم تدوير عوائد النفط داخل جسد الوطن الكبير.
لا باس بسحب السفراء من مصر، وهو ما لن تفعله عمان. وحتى لو فعلت لا يكفي؟ ولكن ماذا عن البعثات التجارية والثقافية والمخابراتية المتبادلة بين حكام عرب والكيان؟ وماذا عن طرد سفير الكيان في الدوحة د. عزمي بشارة، وكثيرون امثاله وعلى حجوم أقل؟
وماذا يا حماس الحبيبة عن سحب مقاتليك من بين صفوف الوهابية في سوريا؟
هل عرفت يا حماس معنى سوريا ومعنى ليبيا؟ أم تقولين هو جرح ويندمل. جراح الوطن لا تندمل.
ها هو دم غزة برسم إزالة سوء التفاهم بين نتنياهو وأوباما.
وأخيراً، في حين يتسابق هولاند وكاميرون وميركل على الفتك بسوريا، هل يتسابق حكام الخليج على حماية غزة. أما سوريا فكفيلة بالأوغاد؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير