هبة الضفة - صالح مشارقة
15.11.2012 02:18 PM
الدم ينادي من غزة، والهراوات ترفع على الجمهور المكسور في مدن الضفة، الفصائل تنظم وقفات تضامن وربما تجمع البطاطين والمعلبات هذا المساء، افعالنا لن تكون بحجم الجرح المفتوح هناك، ستكون منظمة التحرير وجمهورها خارج ادوات الفعل، لن يستطيعوا التأثير على أية مجريات.
الآن وفي الساعات الاخيرة لحسم التردد الاسرئيلي الذي تبدى في اجتماع حكومتهم مساء الاربعاء، وبعد ساعات من مفاجأت جديدة ظهرت في سلاح غزة، دوت صوت الصفارات في اذان الناخب الاسرائيلي، يجب ان نحسب: لماذا هبة الضفة؟ لماذا يجب ان تدخل الهبة كمخرج لوقف الهجوم؟ ما الذي تكشف، اين تقع الانهيارات والخيبات، لماذا الشعب الان يجب ان يظهر الشعب ككتلة تاريخية صعبة. ولا تهزم وتصنع القرار؟
اولا: لأن اسرائيل خدعت المخابرات المصرية، الخدعة كبيرة، الجانب المصري نقل لغزة: "لن تأتي الحرب"، وعندما تكشفت اللعبة في الليل، اضطر الرئيس المصري لسحب السفير، وهي حركة كبيرة تحسب لمحمد مرسي، ولن تمر في تل ابيب مرور الكرام.
ثانيا: لان اسرائيل الان تتحسس رأسها، الصحف الاسرائيلية نقلت امس صور الطوابير في محطات القطارات، صافرات الانذار تدوي، الاستنفار غطى خمسة مدن في بئر السبع واسدود وعسقلان وعراق المنشية "كريات غاد" والقسطينة "كريات ملاخي" التي قتل فيها ثلاثة اسرائيليين.
اسرائيل العظمى لديها اسئلة كثيرة الآن، توتر في الجولان، عدم وضوح اميريكي، رئيس وزراء مكروه في اوروبا، يمين متطرف يستدعي الاهانة، صواريخ من غزة وقد تأتي من جنوب لبنان، وصفعة مصرية صعبة جراء الخديعة.
ثالثا: لأن الاجنحة العسكرية في غزة هي كل شيء، هي اكبر من حماس نفسها، واكبر من منظمة التحرير ايضا، منتسبوها لن يسمعون من القيادات، وكتائب ابو علي مصطفى وما هو مسموح به من ابناء فتح في غزة والديمقراطية والجهاد والقسام، كل هؤلاء لن يجدوا ما يشتغلون به غير التنافس في اطلاق الصواريخ، وتسمية العمليات، والتسابق على دهن الوجوه والابتعاد عن المنازل وحمل الـ "غراد والكورنيت" وبث الاغاني والغضب على الشاشات، تماما مثلما كانوا في الحرب الاخيرة على غزة. وهذه يوميات حتمية على اي مقاتل.
رابعا: مفاجأة الثانية فجرا على تخوم تل ابيب الجنوبية تفرح القلب، وتصرخ: "خان يونس ليست ضعيفة"، لا شيء يؤثر على الاذرع العسكرية البعيدة عن ضوضاء الاعلام والتصريحات السياسية، ستفرط هذه الاذرع في صواريخ الحنين الى المدن والقرى التي هجر اجداد المقاتلين منها.
خامسا: يجب ان تشعر منظمة التحرير بالخيبة، الجمهور لا يبالي بالتوجه الى الامم المتحدة ليس معارضة للخطوة، بل نفورا يتفاقم من محنات الانقسام والرواتب والمفاوضات والتجريح الداخلي، المنظمة صارت خارج لعبة الحسم، ليست رقما صعبا كما رددنا منذ عقود، مرسي فرض نفسه بقوة، اسرائيل الحالية تستحق ان يبصق احد في وجها ويقول لهم: لستم قادة تاريخيون، بل بقايا مومسات من الموساد ومخلفات بائع ومسوق اميركي لم يبع البضاعة في باريس، وجنرال معقد وميؤوس منه، لم يتعلم السياسة منذ العام الفين عندما انفجرت الانتفاضة الثانية المظلومة وافسح الكرسي لشارون.
منظمة التحرير المشغولة بالتوجه الى الامم المتحدة وتوسل الدول للتصويت لنا، بامكانها في هبة محدودة ان تفوز بصوت ليس موجودا في قاعة الامم المتحدة، هو صوت الشعب الفلسطيني بكل توجهاته وانتماءاته السياسية، هذا الصوت سيجذب اصواتا من حيث لا ندري.
هذا ممكن، يا قادة فصائل منظمة التحرير، لا تكونوا عنوانا لعمل سياسي مترهل ودبلوماسيات غير مسنودة وبيانات بلهاء، ووقفات تضامن وايقاد شموع، الناس سيحبونكم وسيحملونكم على الاكتاف اذا قدتم الهبة. سيصفى القلب الفلسطيني عليكم تماما.
هي الهبة فقط..الهبة الشاملة، التي ستفتح الشارع الفلسطيني والعربي الى لحظة التأثير على كل الاطراف وعلى كل القوى، هي من ستمنع رحلة الدم الاسرائيلي المتوحش على غزة، وستحمي مئات الرضع من ان يلاقوا مصير الرضيع المحروق احمد المشهراوي، وستقول للعالم امنعوا اشعال افران نازية توقدها حكومة نتنياهو لاطفال غزة.
الآن وفي الساعات الاخيرة لحسم التردد الاسرئيلي الذي تبدى في اجتماع حكومتهم مساء الاربعاء، وبعد ساعات من مفاجأت جديدة ظهرت في سلاح غزة، دوت صوت الصفارات في اذان الناخب الاسرائيلي، يجب ان نحسب: لماذا هبة الضفة؟ لماذا يجب ان تدخل الهبة كمخرج لوقف الهجوم؟ ما الذي تكشف، اين تقع الانهيارات والخيبات، لماذا الشعب الان يجب ان يظهر الشعب ككتلة تاريخية صعبة. ولا تهزم وتصنع القرار؟
اولا: لأن اسرائيل خدعت المخابرات المصرية، الخدعة كبيرة، الجانب المصري نقل لغزة: "لن تأتي الحرب"، وعندما تكشفت اللعبة في الليل، اضطر الرئيس المصري لسحب السفير، وهي حركة كبيرة تحسب لمحمد مرسي، ولن تمر في تل ابيب مرور الكرام.
ثانيا: لان اسرائيل الان تتحسس رأسها، الصحف الاسرائيلية نقلت امس صور الطوابير في محطات القطارات، صافرات الانذار تدوي، الاستنفار غطى خمسة مدن في بئر السبع واسدود وعسقلان وعراق المنشية "كريات غاد" والقسطينة "كريات ملاخي" التي قتل فيها ثلاثة اسرائيليين.
اسرائيل العظمى لديها اسئلة كثيرة الآن، توتر في الجولان، عدم وضوح اميريكي، رئيس وزراء مكروه في اوروبا، يمين متطرف يستدعي الاهانة، صواريخ من غزة وقد تأتي من جنوب لبنان، وصفعة مصرية صعبة جراء الخديعة.
ثالثا: لأن الاجنحة العسكرية في غزة هي كل شيء، هي اكبر من حماس نفسها، واكبر من منظمة التحرير ايضا، منتسبوها لن يسمعون من القيادات، وكتائب ابو علي مصطفى وما هو مسموح به من ابناء فتح في غزة والديمقراطية والجهاد والقسام، كل هؤلاء لن يجدوا ما يشتغلون به غير التنافس في اطلاق الصواريخ، وتسمية العمليات، والتسابق على دهن الوجوه والابتعاد عن المنازل وحمل الـ "غراد والكورنيت" وبث الاغاني والغضب على الشاشات، تماما مثلما كانوا في الحرب الاخيرة على غزة. وهذه يوميات حتمية على اي مقاتل.
رابعا: مفاجأة الثانية فجرا على تخوم تل ابيب الجنوبية تفرح القلب، وتصرخ: "خان يونس ليست ضعيفة"، لا شيء يؤثر على الاذرع العسكرية البعيدة عن ضوضاء الاعلام والتصريحات السياسية، ستفرط هذه الاذرع في صواريخ الحنين الى المدن والقرى التي هجر اجداد المقاتلين منها.
خامسا: يجب ان تشعر منظمة التحرير بالخيبة، الجمهور لا يبالي بالتوجه الى الامم المتحدة ليس معارضة للخطوة، بل نفورا يتفاقم من محنات الانقسام والرواتب والمفاوضات والتجريح الداخلي، المنظمة صارت خارج لعبة الحسم، ليست رقما صعبا كما رددنا منذ عقود، مرسي فرض نفسه بقوة، اسرائيل الحالية تستحق ان يبصق احد في وجها ويقول لهم: لستم قادة تاريخيون، بل بقايا مومسات من الموساد ومخلفات بائع ومسوق اميركي لم يبع البضاعة في باريس، وجنرال معقد وميؤوس منه، لم يتعلم السياسة منذ العام الفين عندما انفجرت الانتفاضة الثانية المظلومة وافسح الكرسي لشارون.
منظمة التحرير المشغولة بالتوجه الى الامم المتحدة وتوسل الدول للتصويت لنا، بامكانها في هبة محدودة ان تفوز بصوت ليس موجودا في قاعة الامم المتحدة، هو صوت الشعب الفلسطيني بكل توجهاته وانتماءاته السياسية، هذا الصوت سيجذب اصواتا من حيث لا ندري.
هذا ممكن، يا قادة فصائل منظمة التحرير، لا تكونوا عنوانا لعمل سياسي مترهل ودبلوماسيات غير مسنودة وبيانات بلهاء، ووقفات تضامن وايقاد شموع، الناس سيحبونكم وسيحملونكم على الاكتاف اذا قدتم الهبة. سيصفى القلب الفلسطيني عليكم تماما.
هي الهبة فقط..الهبة الشاملة، التي ستفتح الشارع الفلسطيني والعربي الى لحظة التأثير على كل الاطراف وعلى كل القوى، هي من ستمنع رحلة الدم الاسرائيلي المتوحش على غزة، وستحمي مئات الرضع من ان يلاقوا مصير الرضيع المحروق احمد المشهراوي، وستقول للعالم امنعوا اشعال افران نازية توقدها حكومة نتنياهو لاطفال غزة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء