قراءة في علاقة حماس والجهاد الإسلامي بين الواقع والمستقبل د. منتهى ياسين
13.11.2012 01:41 PM
بحكم الاقتراب في الرابط الأيدلوجي بين حركة الجهاد الإسلامي وحماس والمتمثل بالدين والقران كدستور، كانت دعوات كثيرة بين الطرفين في الاونه الأخيرة للنظر في إمكانية الاندماج بينهما، وقد شكلت لجان لدراسة ذلك ، الا أن كثير من المحللين وجدوا صعوبة ذلك بحكم الاختلاف بين الطرفين، الأمر الذي يبقي الباب مفتوح أمام شكل وطبيعة العلاقة بين الحركتين ومستقبل هذه العلاقة التي قد تذهب باتجاه خلافي بينهما .
مواطن الخلاف بين الحركتين :
• انقلاب حماس بالعام2007 وتداعياته :
خطوة اقدمت عليها حماس بشكل مفاجئ دفعت نحو تفرد حماس بالحكم في قطاع غزة ليصبح بذلك كل مقدرات القطاع بكافة أشكالها رهينة بأيدي حماس، الأمر الذي فرض على الفصائل الوطنية والإسلامية هناك واقع جديد مقيد برؤية حماس نفسها وكان له تأثير على طبيعة العلاقات بينها بما يخص العناصر التالية :
- المقاومة التي كانت تتغنى بها حماس كسبيل وحيد لدحر الاحتلال أثناء وجودها في جبهة المعارضة، موقف اختلف بعد أن أصبحت حماس على رأس سلم السلطة في القطاع ، فكانت تنتقد كل تصريحات القيادة الفلسطينية حيال أي عمليات للحركة ضد الاحتلال أو أي عمليات إطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية من منطلق إدراك القيادة الفلسطينية في حينه للأضرار التي ستتسبب بها هذه العمليات على القضية الفلسطينية .
على النقيض من ذلك بعد استلام حماس للحكم أصبح موقفها مغاير تماما لما كان لدرجة أن الزهار وصف المقاومين بالعملاء وان إطلاق الصواريخ هي إضرار بالمصلحة الوطنية أيضا ، كما أن حماس شكلت قوات وظيفتها مراقبة الحدود ومطاردة مطلقي الصواريخ ، فلا زال يعلق في أذهان الجميع كيف كانت ردة فعلها حيال عملية اغتيال احد قادة لجان المقاومة الشعبية (النيرب/ جهاد إسلامي ) ، حيث وقفت في وجه فصائل المقاومة للرد على تلك العملية .
- بعد انقلابها وتكريسا لحكمها أقدمت حماس على ممارسات غريبة في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة لم يعهدها الناس هناك ، ممارسات كشفت عن حالة من الانتقام أو الثار من أبناء التنظيمات أو العائلات، الأمر الذي انعكس على مكونات الشارع السياسي عبر لجوء كثير من أبناء التنظيمات أو النشطاء في الشارع إلى اللجوء إلى حركة الجهاد الإسلامي لحماية أنفسهم من قمع حماس، بالإضافة إلى ذلك فإن كثير من أبناء حماس نفسها غير الراضين عن هذه الممارسات لجئوا إلى الجهاد بحكم التوجه الديني.
• العلاقات الخارجية :
بحكم ارتباط حماس بعلاقات سابقه مع المحور الإيراني السوري، والتي أخذت بالتراجع والانحسار بشكل كبير نتيجة لموقفها من الأزمة السورية وتخليها عن سوريا، وهو ما قد يلقي بظلاله على طبيعة العلاقة مع إيران بحكم الارتباط السوري الإيراني ، ليكون ذلك لصالح الجهاد الإسلامي بديلا عن حماس كحليف أخر لإيران في المنطقة من باب الرغبة الايرانيه في استغلال القضية الفلسطينية لاستقطاب التعاطف معها عربيا وتثبيت نفوذها في الإقليم، الأمر الذي قاد إلى تعزيز العلاقة بين الجهاد الإسلامي وإيران، وهو واقع سيضع حماس والجهاد الإسلامي بحاله من المواجهة نتيجة اختلاف الارتباط الخارجي بالتالي اختلاف الأجندات والأولويات، حيث أن حماس عززت علاقاتها مع الدول العربية خاصة الخليجية منها ( منافسين إيران ) .
• الخلاف الأيدلوجي :
إن الخلاف الإيديولوجي بين حماس و الجهاد الإسلامي يعود في الأساس إلى الاجتهاد في المواقف، الأمر الذي يجعل اختلاف الحركتين بالمواقف هو أساس اختلافهما الإيديولوجي .
من باب أن الحركتين هما تفرع من الشجرة إلام (الإخوان المسلمين) فإن ذلك يفرض نفسه في حالة من التعارض في كثير من المواقف، كان أشدهما الاختلاف في موضوع الجهاد في سبعينيات القرن الماضي، فحركة الجهاد الإسلامي عارضت موقف الإخوان المسلمين حول الأهمية التي أولتها جماعة الإخوان في بناء الشخصية الإسلامية ، على أهمية الجهاد بهدف التحرير، وهو ما عادت الحركتان للاتفاق حوله بعد تكوين الإخوان المسلمين لفرعهم الخاص( حماس ) في الأرض المحتلة عقب انطلاقة شرارة الانتفاضة الأولى.
بالرغم من أن منبع الخلاف الإيديولوجي بين الحركتان كان نتيجة الموقف من الجهاد و توقيته و بالرغم من اضمحلال هذا الخلاف إبان انطلاقة حماس في عام 1987م و انخراط حماس بعد أشهر في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إلا أن الخلافات الأيديولوجية عادت للظهور نتيجة انخراط حماس في الحياة السياسية ودخولها لمؤسسات السلطة الوطنية و قبولها التنافس في الانتخابات الفلسطينية التشريعية عام 2006م، الأمر الذي قد يكون عزز جملة من الخلافات المتراكمة بين الطرفين نتيجة تباين في المواقف السياسية للحركتين.
من جانب آخر فإن الارتباطات الخارجية للحركتين و الصراعات الأيديولوجية واختلاف المصالح بين تلك الأطراف لها دور هام في تكريس الخلافات الأيديولوجية بين حماس و الجهاد الإسلامي، وهو ما يظهر في هذه الفترة الزمنية بشكل كبير نتيجة ارتباط الجهاد الإسلامي بإيران وتعزيز علاقاتهما بسبب إفرازات الربيع العربي على حساب تراجع علاقة إيران مع حماس نتيجة موقفها من سوريا، وذهاب حماس باتجاه الإخوان المسلمين .
حاله تكرس بروز قطبين في المنطقة العربية ( سني / شيعي ) ستشهد العلاقة بينهما حالة الصراع قد تطفو على السطح ، مما سيزيد من تكريس الخلاف الطائفي بين حماس و الجهاد الإسلامي ولعل اتهام قيادات من حماس للجهاد الإسلامي بنشر حالة التشيع في قطاع غزة أولى علامات بروز الخلافات الأيديولوجية بين الحركتين.
مظاهر تفوق الجهاد على حركة حماس :
• استثمار حركة الجهاد لحاجة حماس لها في غزة كطرف مقاوم عند حاجتها للرد على إسرائيل ، الأمر الذي دفع حماس إلى غض الطرف عنها حيال تنامي قوتها وقدرتها العسكرية واستقطابها لأبناء القطاع، وهو ما مكنها من بناء قوة عسكرية كبيرة انعكست من خلال العرض الذي قدمه الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها، حيث أظهرت حالة من التطور في هذا السياق بصورة فاجأت حماس من حيث العدة والعتاد ونوعية الأسلحة والتعداد الفردي، حيث استشعرت حماس خطورة ذلك فدفعت بعروض عسكرية مماثله من باب الرد واستعراض العضلات أمام الجهاد الإسلامي .
• رفض الجهاد الإسلامي بالدخول إلى مؤسسات السلطة الوطنية أو المشاركة في الانتخابات العامة ( الرئاسية والتشريعية ) أو الانتخابات المحلية، الأمر الذي جعلها في منأى عن أي تداعيات أو أثار من شأنها أن تطال مصداقيتها اتجاه مواقفها أو ثوابتها حيال كثير من القضايا التي تنادي بها، بعكس حماس التي تراجعت عن جملة من الثوابت في مضمار دخولها السلطة لتضع نفسها في موقف المتناقض بين القول والفعل، وهو ما افقدها شعبيتها لصالح الجهاد الإسلامي، سواء من أبنائها الغير راضين عن أدائها السياسي و الميداني أو من أبناء المجتمع الفلسطيني ذوي التوجه الديني.
• تماسك القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي أبعدها عن مقومات الضعف التي ترتبط بالاختلاف في العلاقات الخارجية والأجندات الإقليمية بصورة قد يوقعها في مطبات تناقض المصالح بين الأقطاب فيها مما سينال من وحدتها في مواجهة الضغوط عليها داخليا أو خارجيا, وهي ميزة افتقدتها حماس لما تعيشه من خلاف داخلي بين أقطابها نتيجة تضارب مصالحهم الخاصة الاقتصادية منها والسياسية نتيجة الاختلاف في الارتباطات والأجندات الخارجية والتي عكست نفسها على الانتخابات الداخلية للمكتب السياسي ورئيسه مما قد يشكل نقطه محورية في تماسك الحركة مستقبلا لما في ذلك من تأثير في خط الحركة السياسي بناءا على إفرازات قيادتها السياسية والاتجاه المسيطر فيها.
• عدم تأثر الجهاد بشكل كبير بتداعيات ما سمي بالربيع العربي نتيجة محافظتها على مصداقيتها في الساحة الخارجية بإبقاء نفسها في موقف المناورة بين ارتباطاتها ومصالحها، الأمر الذي ساعدها في كسب واستقطاب أطراف خارجية ذات مصالح في المنطقة، لتكون الجهاد بديلا لها عن حماس.
• إخفاق تجربة الإخوان في حكم مصر وانعكاسها على حماس بحكم الارتباط بينهما دونا عن الجهاد. (عدم وجود ارتباطات تنظيمية خارجية ).
مستقبل العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي :
على الرغم من وحدة التوجه والطابع الديني الذي تحتكم له كل من حماس والجهاد الإسلامي من باب أن كلا الحركتين انبثقت عن الإخوان المسلمين بالأساس، إلا أن مواطن الخلاف بين الحركتين كثيرة لدرجة التناقض في بعض المواطن، الأمر الذي قد يقود إلى إمكانية خلق تصور لطبيعة العلاقات المستقبلية بين هاتين الحركتين على النحو التالي :
• عدم خروج دعوات الاندماج بينهما عن الإطار النظري نظرا لحالة الخلاف الإيديولوجي النابع من الاختلاف في المواقف السياسية.
• إمكانية وجود حالة من الصراع (السياسي في اقل تقدير) بين الحركتان بهدف الحصول على اكبر تأييد مجتمعي ممكن، وهذا أمر طبيعي نتيجة وجود خلفية إسلامية مشتركة للعمل التنظيمي للحركتين.
• إن بروز بعض التنظيمات الإسلامية على الساحة الفلسطينية قد يقود إلى إعادة إرساء أسس جديدة في التحالفات بين أقطاب الإسلام السياسي الفلسطيني يكون مبني في الأساس على وجوب توسيع القاعدة الجماهيرية لتلك التوجهات، الأمر الذي قد يعزز حالة من الصراع بين حماس الجهاد الإسلامي.
مواطن الخلاف بين الحركتين :
• انقلاب حماس بالعام2007 وتداعياته :
خطوة اقدمت عليها حماس بشكل مفاجئ دفعت نحو تفرد حماس بالحكم في قطاع غزة ليصبح بذلك كل مقدرات القطاع بكافة أشكالها رهينة بأيدي حماس، الأمر الذي فرض على الفصائل الوطنية والإسلامية هناك واقع جديد مقيد برؤية حماس نفسها وكان له تأثير على طبيعة العلاقات بينها بما يخص العناصر التالية :
- المقاومة التي كانت تتغنى بها حماس كسبيل وحيد لدحر الاحتلال أثناء وجودها في جبهة المعارضة، موقف اختلف بعد أن أصبحت حماس على رأس سلم السلطة في القطاع ، فكانت تنتقد كل تصريحات القيادة الفلسطينية حيال أي عمليات للحركة ضد الاحتلال أو أي عمليات إطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية من منطلق إدراك القيادة الفلسطينية في حينه للأضرار التي ستتسبب بها هذه العمليات على القضية الفلسطينية .
على النقيض من ذلك بعد استلام حماس للحكم أصبح موقفها مغاير تماما لما كان لدرجة أن الزهار وصف المقاومين بالعملاء وان إطلاق الصواريخ هي إضرار بالمصلحة الوطنية أيضا ، كما أن حماس شكلت قوات وظيفتها مراقبة الحدود ومطاردة مطلقي الصواريخ ، فلا زال يعلق في أذهان الجميع كيف كانت ردة فعلها حيال عملية اغتيال احد قادة لجان المقاومة الشعبية (النيرب/ جهاد إسلامي ) ، حيث وقفت في وجه فصائل المقاومة للرد على تلك العملية .
- بعد انقلابها وتكريسا لحكمها أقدمت حماس على ممارسات غريبة في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة لم يعهدها الناس هناك ، ممارسات كشفت عن حالة من الانتقام أو الثار من أبناء التنظيمات أو العائلات، الأمر الذي انعكس على مكونات الشارع السياسي عبر لجوء كثير من أبناء التنظيمات أو النشطاء في الشارع إلى اللجوء إلى حركة الجهاد الإسلامي لحماية أنفسهم من قمع حماس، بالإضافة إلى ذلك فإن كثير من أبناء حماس نفسها غير الراضين عن هذه الممارسات لجئوا إلى الجهاد بحكم التوجه الديني.
• العلاقات الخارجية :
بحكم ارتباط حماس بعلاقات سابقه مع المحور الإيراني السوري، والتي أخذت بالتراجع والانحسار بشكل كبير نتيجة لموقفها من الأزمة السورية وتخليها عن سوريا، وهو ما قد يلقي بظلاله على طبيعة العلاقة مع إيران بحكم الارتباط السوري الإيراني ، ليكون ذلك لصالح الجهاد الإسلامي بديلا عن حماس كحليف أخر لإيران في المنطقة من باب الرغبة الايرانيه في استغلال القضية الفلسطينية لاستقطاب التعاطف معها عربيا وتثبيت نفوذها في الإقليم، الأمر الذي قاد إلى تعزيز العلاقة بين الجهاد الإسلامي وإيران، وهو واقع سيضع حماس والجهاد الإسلامي بحاله من المواجهة نتيجة اختلاف الارتباط الخارجي بالتالي اختلاف الأجندات والأولويات، حيث أن حماس عززت علاقاتها مع الدول العربية خاصة الخليجية منها ( منافسين إيران ) .
• الخلاف الأيدلوجي :
إن الخلاف الإيديولوجي بين حماس و الجهاد الإسلامي يعود في الأساس إلى الاجتهاد في المواقف، الأمر الذي يجعل اختلاف الحركتين بالمواقف هو أساس اختلافهما الإيديولوجي .
من باب أن الحركتين هما تفرع من الشجرة إلام (الإخوان المسلمين) فإن ذلك يفرض نفسه في حالة من التعارض في كثير من المواقف، كان أشدهما الاختلاف في موضوع الجهاد في سبعينيات القرن الماضي، فحركة الجهاد الإسلامي عارضت موقف الإخوان المسلمين حول الأهمية التي أولتها جماعة الإخوان في بناء الشخصية الإسلامية ، على أهمية الجهاد بهدف التحرير، وهو ما عادت الحركتان للاتفاق حوله بعد تكوين الإخوان المسلمين لفرعهم الخاص( حماس ) في الأرض المحتلة عقب انطلاقة شرارة الانتفاضة الأولى.
بالرغم من أن منبع الخلاف الإيديولوجي بين الحركتان كان نتيجة الموقف من الجهاد و توقيته و بالرغم من اضمحلال هذا الخلاف إبان انطلاقة حماس في عام 1987م و انخراط حماس بعد أشهر في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إلا أن الخلافات الأيديولوجية عادت للظهور نتيجة انخراط حماس في الحياة السياسية ودخولها لمؤسسات السلطة الوطنية و قبولها التنافس في الانتخابات الفلسطينية التشريعية عام 2006م، الأمر الذي قد يكون عزز جملة من الخلافات المتراكمة بين الطرفين نتيجة تباين في المواقف السياسية للحركتين.
من جانب آخر فإن الارتباطات الخارجية للحركتين و الصراعات الأيديولوجية واختلاف المصالح بين تلك الأطراف لها دور هام في تكريس الخلافات الأيديولوجية بين حماس و الجهاد الإسلامي، وهو ما يظهر في هذه الفترة الزمنية بشكل كبير نتيجة ارتباط الجهاد الإسلامي بإيران وتعزيز علاقاتهما بسبب إفرازات الربيع العربي على حساب تراجع علاقة إيران مع حماس نتيجة موقفها من سوريا، وذهاب حماس باتجاه الإخوان المسلمين .
حاله تكرس بروز قطبين في المنطقة العربية ( سني / شيعي ) ستشهد العلاقة بينهما حالة الصراع قد تطفو على السطح ، مما سيزيد من تكريس الخلاف الطائفي بين حماس و الجهاد الإسلامي ولعل اتهام قيادات من حماس للجهاد الإسلامي بنشر حالة التشيع في قطاع غزة أولى علامات بروز الخلافات الأيديولوجية بين الحركتين.
مظاهر تفوق الجهاد على حركة حماس :
• استثمار حركة الجهاد لحاجة حماس لها في غزة كطرف مقاوم عند حاجتها للرد على إسرائيل ، الأمر الذي دفع حماس إلى غض الطرف عنها حيال تنامي قوتها وقدرتها العسكرية واستقطابها لأبناء القطاع، وهو ما مكنها من بناء قوة عسكرية كبيرة انعكست من خلال العرض الذي قدمه الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها، حيث أظهرت حالة من التطور في هذا السياق بصورة فاجأت حماس من حيث العدة والعتاد ونوعية الأسلحة والتعداد الفردي، حيث استشعرت حماس خطورة ذلك فدفعت بعروض عسكرية مماثله من باب الرد واستعراض العضلات أمام الجهاد الإسلامي .
• رفض الجهاد الإسلامي بالدخول إلى مؤسسات السلطة الوطنية أو المشاركة في الانتخابات العامة ( الرئاسية والتشريعية ) أو الانتخابات المحلية، الأمر الذي جعلها في منأى عن أي تداعيات أو أثار من شأنها أن تطال مصداقيتها اتجاه مواقفها أو ثوابتها حيال كثير من القضايا التي تنادي بها، بعكس حماس التي تراجعت عن جملة من الثوابت في مضمار دخولها السلطة لتضع نفسها في موقف المتناقض بين القول والفعل، وهو ما افقدها شعبيتها لصالح الجهاد الإسلامي، سواء من أبنائها الغير راضين عن أدائها السياسي و الميداني أو من أبناء المجتمع الفلسطيني ذوي التوجه الديني.
• تماسك القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي أبعدها عن مقومات الضعف التي ترتبط بالاختلاف في العلاقات الخارجية والأجندات الإقليمية بصورة قد يوقعها في مطبات تناقض المصالح بين الأقطاب فيها مما سينال من وحدتها في مواجهة الضغوط عليها داخليا أو خارجيا, وهي ميزة افتقدتها حماس لما تعيشه من خلاف داخلي بين أقطابها نتيجة تضارب مصالحهم الخاصة الاقتصادية منها والسياسية نتيجة الاختلاف في الارتباطات والأجندات الخارجية والتي عكست نفسها على الانتخابات الداخلية للمكتب السياسي ورئيسه مما قد يشكل نقطه محورية في تماسك الحركة مستقبلا لما في ذلك من تأثير في خط الحركة السياسي بناءا على إفرازات قيادتها السياسية والاتجاه المسيطر فيها.
• عدم تأثر الجهاد بشكل كبير بتداعيات ما سمي بالربيع العربي نتيجة محافظتها على مصداقيتها في الساحة الخارجية بإبقاء نفسها في موقف المناورة بين ارتباطاتها ومصالحها، الأمر الذي ساعدها في كسب واستقطاب أطراف خارجية ذات مصالح في المنطقة، لتكون الجهاد بديلا لها عن حماس.
• إخفاق تجربة الإخوان في حكم مصر وانعكاسها على حماس بحكم الارتباط بينهما دونا عن الجهاد. (عدم وجود ارتباطات تنظيمية خارجية ).
مستقبل العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي :
على الرغم من وحدة التوجه والطابع الديني الذي تحتكم له كل من حماس والجهاد الإسلامي من باب أن كلا الحركتين انبثقت عن الإخوان المسلمين بالأساس، إلا أن مواطن الخلاف بين الحركتين كثيرة لدرجة التناقض في بعض المواطن، الأمر الذي قد يقود إلى إمكانية خلق تصور لطبيعة العلاقات المستقبلية بين هاتين الحركتين على النحو التالي :
• عدم خروج دعوات الاندماج بينهما عن الإطار النظري نظرا لحالة الخلاف الإيديولوجي النابع من الاختلاف في المواقف السياسية.
• إمكانية وجود حالة من الصراع (السياسي في اقل تقدير) بين الحركتان بهدف الحصول على اكبر تأييد مجتمعي ممكن، وهذا أمر طبيعي نتيجة وجود خلفية إسلامية مشتركة للعمل التنظيمي للحركتين.
• إن بروز بعض التنظيمات الإسلامية على الساحة الفلسطينية قد يقود إلى إعادة إرساء أسس جديدة في التحالفات بين أقطاب الإسلام السياسي الفلسطيني يكون مبني في الأساس على وجوب توسيع القاعدة الجماهيرية لتلك التوجهات، الأمر الذي قد يعزز حالة من الصراع بين حماس الجهاد الإسلامي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء