خرم ابرة اتعلموا أوباما - بقلم- رامي، مهداوي،

11.11.2012 12:30 PM
بكتب هذا المقال وأنا بعيد سماع خطاب نصر "مستر برزدنت" أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية للمرة الثانية، بكتب وأنا مغيور... مغتاظ... بدي أفقع... كيف بأدّي مستر أوباما خطابه بأسلوب وااااااااااااااااااو، خطاب لازم كل سياسي أو حتى رجل دين يتعلم منه، كل قائد فريق أو مسؤول أو مدير شركة أو رئيس بلدية أو مدير مدرسة أو مختار، احضروا الخطاب وتعلموا إذا بدكم تتعلموا مهارات وأسلوب الخطابة من مستر أوباما.
بتحب أو بتكره أوباما مش مشكلتي، بتحب أميركا أو بتكره سياستها مش مشكلتي، أنا هون بحكي كيف بخاطب الشعب بقوة الكلمة ذات الهدف والرؤية الواضحة، كيف تلهم الملايين وتقنعهم باستخدامك الأساليب والمهارات. كيف تتحدث أمام شعبك بمسؤولية ومستند إلى فن الإقناع بمواجهة القضايا والمشكلات، نعم نعم مستر أوباما أعاد للخطاب السياسي حضوره كالزمن الماضي للزعيم نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كينج، جون كيندي، بيل كلينتون، رونالد ريجان، الملك حسين، جمال عبد الناصر. مع العلم إنه تاريخ الخطابة كان عنا العرب شي رائع. مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه إحنا العرب شاطرين بس بالخطابة، وفي الوقت الحالي مش شاطرين في شي للأسف.
يعني تحليل خطاب النصر لمستر أوباما وكيف تحركاته ورنين صوته وطبقاته كان يتحكم فيها بطريقة إنه بغني ولغة واضحة مفهومة 100% حتى لمن لا يتقن اللغة الإنجليزية كلغة أم. المضمون والهدف من الكلمة كان يتناسق مع إيقاع الصوت، لدرجة إنك بتحس بالأمل، القوة، النصر، الحزن، الإصرار. حتى سكوته للحظات كان لها معنى وخصوصاً لما اتوقف عن الحكي لبعض الثواني شاكراً المتطوعين في الحملة الانتخابية.
حتى الخصم، أوباما ذكره بالخير، مش حكى عنه صاحب أجندات خارجية، مشبوه، متواطئ، أو ما غلط عليه ولا على عيلته، بالعكس كلياً، ويا حبيبي إحنا لما ننتصر بالانتخابات شو بنسوي، المطافي بتشتغل، والإسعاف والشرطة على استعداد، الأهم لما حكى أوباما عن خصمه حكى باحترام وتقدير وطلب منه العمل من أجل رفع علم أميركا خفاقاً بين العالم، وما بهم إذا شعار الفيل أو شعار الحمار (شعار الحزبين) اللي ينجح.
أوباما بحفز الجميع نحو العمل، خلق روح الحماسة والنشاط بخلقه أرضية مشتركة وهو الحلم الأميركي وذلك بإيمانه بقدرات شعبه، وكمان بحديثه عن شؤون الأفراد وبناء جسور للتواصل مع جمهوره، وأكبر مثال طرح أوباما مثال الأب اللي بتعاني بنته من مرض "اللوكيميا" وهو بحاجة لعلاجها. وهيك وصل الرسالة بأنه بهتم بجميع الطبقات وبالأخص الفقراء.
وأهم شي يعترف أوباما بالأزمة وما بنكرها، وبواجه دائماً القلق وهذا ما حدث بخطاب النصر، فهو دق مبكراً أجراس عديدة لمصادر القلق التي تواجهه وطالب بالتعامل معها بطريقة مباشرة، وبخرج من الموضوع بصياغة الأشياء المشتركة ونبذ الخلافات وبحكي عن القيم والأخلاق والأحلام المشتركة وبحيي الجيش والمعلم والطبيب... الخ وبركز على الديمقراطية الأميركية رغم انه الشعب مختلف، والاختلاف هو قوة لتحقيق الحلم الأميركي وهذا دائماً ما بركز عليه في خطاباته، ففي عام 2008 تحدث اوباما أثناء حضوره غداء عمل أقامته وكالة "أسوشيتد برس" في واشنطن: "لا يهمني ما إذا كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين، ينتمون الى مدن صغيرة أم كبيرة، يقومون بالصيد أم لا، يذهبون إلى الكنيسة أم إلى معبد أم مسجد أم لا يذهبون. لقد أتينا من أماكن مختلفة ولكل واحد منا قصته التي تختلف عن الأخرى، لكننا نتقاسم الآمال ونتقاسم حلماً أميركيا واحد".
أنا لما اسمعت مستر أوباما كيف بحكي كنت بدي أفقع ـ محدش يحكي طول بالك ـ بدي خطاب نصر خطاب قوة مصارحة مع الشعب، بدي الواقع مش حكي هبل في هبل ما فيه طعم، وإذا بنيجي انكحلها بنعميها... أفهم ليش؟ خلص ما تحكي من أصله ما تبيعنا خطب فارغة من أساسه. الشعب صاحي والناس قرفانة حالة الفراغ، طب يا عمي احكوا مع الشعب... وين قيادة الأحزاب المجيدة، الخطب مش بالوقت والحكي الخطب بالإيمان والعمل والمكاشفة مع أبناء حزبك ومؤسستك ووطنك، يا جماعة إحنا فلسطينية مش سائحين ولا بفيزا دخلنا البلد، قبل ما تحكوا مع العالم احكوا معنا، اقنعونا، فهمونا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير