غراندي : اللاجئون الفلسطينيون يعانون من الآثار السلبية للنزاعات الدائرة

10.11.2012 11:07 AM
نيويورك - وطن للانباء - دعا فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إلى التوصل لحل عادل لمحنة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المفوض العام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وخلال عرضه لتقرير الأونروا السنوي لعام 2011 أمام اللجنة الخاصة بالسياسة وإنهاء الاستعمار، أعرب غراندي عن "قلقه البالغ" من أن معظم لاجئي فلسطين في سورية والذين يبلغ تعدادهم 518,000 نسمة قد أصبحوا الآن متورطين مباشرة بالنزاع، ودعا إلى توفير حماية أكبر للمدنيين في البلاد.

وأضاف غراندي أن "عددا كبيرا من لاجئي فلسطين والسوريين قد قتلوا وجرحوا وأجبروا على مغادرة منازلهم".

وأعرب غراندي عن تقديره الخاص لموظفي الأونروا الخمسة من الفلسطينيين الذين قتلوا في سورية، وآخرهم كانت معلمة تعمل في إحدى مدارس الأونروا.

وقال في بيان وصل لـ " وطن " إن هذه الخسارة تعبر عن حالة الضعف التي يعيشها أكثر من 500,000 لاجئ فلسطيني في البلاد.

واضاف غراندي "إن فقدان موظفينا، وهم أنفسهم من اللاجئين الفلسطينيين، لهو تذكير لنا بأوضح الأشكال بالبعد الإنساني لمسألة اللاجئين الفلسطينيين".

لاجئو فلسطين يتحملون عبء النزاعات

واكد غراندي أنه في كافة مناطق عمليات الأونروا، فإن لاجئي فلسطين يعانون من الآثار السلبية للنزاع الدائر ، وفي غزة، وما لم يتم رفع الحصار وإعادة تشغيل الاقتصاد، فإنها لن تصبح مكانا قابلا للحياة بحلول العام 2020. وكانت الأونروا تناضل في سبيل توفير المساعدة الغذائية لحوالي 800,000 لاجئ ممن هم معرضون للمخاطر في غزة، مثلما اضطرت أيضا إلى إيقاف عدد من الأنشطة الخاصة.

وفي الضفة الغربية التي يشكل اللاجئون حوالي 30% من إجمالي عدد سكانها، حيث أشار غراندي إلى التوسع في المستوطنات وعنف المستوطنين ومصادرة الأراضي ومنع تشييد المباني وزيادة عمليات الهدم والقيود المفروضة على الحركة وخنق سبل المعيشة التقليدية للرعي تعد "تآكلا تدريجيا في المساحة وفي حقوق لاجئي فلسطين، بل ولكافة الفلسطينيين في واقع الأمر ...
وقد كانت الأونروا تعمل عن كثب مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى في محاولة منها لمساعدة مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين الأشد عرضة للمخاطر في المناطق المكشوفة مثل القدس الشرقية، إلا أنه ومع جفاف التمويل الإنساني، فقد أجبرت الأونروا على التفكير بالقيام بالتقليص لبعض من خدماتها.

وقال غراندي أن أوضاع لاجئي فلسطين في لبنان لا تزال صعبة للغاية، حيث أن محدودية فرص العمل ومحدودية حقوق التملك تساهم في انتشار الفقر في بعض من أسوأ الظروف المعيشية في المنطقة.

تزايد إحباط اللاجئين

إن مهمة الأونروا بتوفير المساعدة والحماية لخمسة ملايين لاجئ فلسطين يعيشون في مختلف مناطق الشرق الأوسط "لم تعد تصبح سهلة على الإطلاق"، وذلك على الرغم من التطورات السياسية في المنطقة التي بشر بها ما يطلق عليه "الربيع العربي". ولا يزال الفلسطينيون – وتحديدا اللاجئون الفلسطينيون بمنأى عنه. كما أن ركود عملية السلام في الشرق الأوسط وغياب حل عادل لقضية لاجئي فلسطين قد أصبحت متفاقمة جراء المشاكل الدائرة. وأضاف غراندي بالقول "علينا أن لا نستغرب من تزايد الإحباط في أوساط مجتمع لاجئي فلسطين، الأمر الذي يعكس فقدان الأمل واليأس الذي يطغى عليهم".

وختم غراندي كلمته بالقول "إن الأونروا -- وهي ليست القضية ولا هي الحل لمسألة اللاجئين ولكنها الدعم الملموس الوحيد الذي يشعر به العديدون منهم -- لهي ضرورية أكثر من أي وقت مضى". وقال موجها كلمته للحاضرين "امنحونا دعمكم بحيث نستطيع سويا أن نضمن أن لاجئي فلسطين يحيون حياة منتجة في الوقت الذي يتم فيه التعاطي مع الأبعاد السياسية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بطريقة شاملة وعادلة".
تصميم وتطوير