الاسد يفقد صبره..بقلم: آفي يسسخروف/ هارتس
(المضمون: قصف سلاح البحري السوري للحي الجنوبي في اللاذقية ليس بالضرورة فقدانا للتوازن من جانب الرئيس بل محاولة مدروسة لقمع كل شكل من أشكال الاحتجاج، ولا سيما في ضوء الصمت الدولي - المصدر).
يواصل الجيش السوري الذبح بلا رحمة للمواطنين بل وأمس قصف لاول مرة من سفن حربية أحياء مأهولة في مدينة اللاذقية، في ظل التجاهل الفظ لدعوات الدول العربية الكف عن المس بالمواطنين.
سفن سلاح البحرية السوري قصفت حي الرمال في المدينة. وهذا هو الحي الجنوبي لمدينة الميناء المركزي في سوريا. الحي مأهول باكتظاظ ويسكن فيه عشرات الاف الاشخاص. في قصف سلاح البحري السوري وهجمات الجيش قتل اكثر من 21 شخصا في المدينة. 4 متظاهرين آخرين قتلوا في مواجهات في أماكن اخرى في الدولة. وأول أمس دخل ما لا يقل عن 20 دبابة ومجنزرة الحي فهربت بالنار الثقيلة سكانا كثيرين. وقال نشطاء المعارضة ان شخصين على الاقل قتلا في الاجتياح. بعد أن اجتاحت الحي يوم السبت عادت القوات العسكرية الى اللاذية أمس أيضا.
ولكن، رغم القصف على الحي المأهول باكتظاظ، فان الاسرة الدولية برئاسة الولايات المتحدة لا تسارع الى التدخل في المذبحة الجارية بلا عراقيل تقريبا. ومع ان الرئيس الامريكي اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحادثا قبل ثلاثة ايام هاتفيا، واتفقا على أنه "يجب الوقف الفوري لسفك الدماء وعنف قوات الحكم ضد الشعب السوري". ولكن الزعيمين لم يتفقا على خطوات عسكرية ضد سوريا تشكل عمليا خيارا وحيدا لوقف الرئيس بشار. اردوغان واوباما استوعبا منذ الان بانه طالما لم تسند الافعال تصريحاتهما، فليس في نية الاسد وقف اعمال الذبح.
قصف سلاح البحري السوري للحي الجنوبي في اللاذقية ليس بالضرورة فقدانا للتوازن من جانب الرئيس بل محاولة مدروسة لقمع كل شكل من أشكال الاحتجاج، ولا سيما في ضوء الصمت الدولي. في نظر الرئيس السوري، فان العمل الهجومي وحده ضد معارضيه سيؤدي الى اعادة حكمه في أرجاء الدولة. كما أنه يفهم بانه طالما كان العالم متجلدا على أفعاله، فانه مجرد مسألة وقت حتى يصفي معارضيه جسديا.
ولكن يبدو أنه في سوريا يتصدى الحكم لمعارضة بدأت تبدي مؤشرات تنظيم تشبه تلك التي نشأت في ليبيا في بداية القتال. فقد تحدث في بث "الجزيرة" أمس "ابو أحمد"، عضو "لجنة تنسيق الثورة"، الذي يسكن في اللاذقية. وشرح بان بتقديره قصف الحي الجنوبي اساسا في ضوء مشاركة سكانه في مظاهرات ضد النظام، أو بكلمات اخرى، كانتقام من رجال بشار لمحاولة سكان الحي الاحتجاج على حكمه. كما روى بان الحي الجنوبي واحياء اخرى تقصف كل الوقت من البر ومن البحر وفي الشوارع يوجد عشرات المصابين والقتلى.
التقرير في القناة شدد على أن اللاذقية قصفت في 2006 من طائرات سلاح الجو الاسرائيلي دون أن تطلق حتى ولا رصاصة واحدة من جانب الجيش السوري. وحتى عندما صفي الجنرال محمد سليمان بنار قناص عندما كان في مدينة الميناء، في اطار عملية تصفية اسرائيلية على حسب منشورات أجنبية، امتنع الاسد عن الرد. بالمقابل، يواصل الاسد نيل الرعاية الايرانية. وأمس كان رجل الدين آية الله ناصر مكرم شيرازي هو الذي قال ان "من واجب المسلمين المساعدة في تحقيق الاستقرار في سوريا". ودعا المسلمين في كل أرجاء العالم للحظر من مؤامرة الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تحاولان ضعضعة الوضع في سوريا.