إسرائيل تكشف قصة جاسوس مصري ارمني بعد 50 سنة من اعتقاله

15.08.2011 10:30 AM

 

رام الله – وطن للانباء - كشف جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك)، في موقعه الرسمي، عن هوية مواطن مصري كان قد اعتقل عام 1963 في إسرائيل بتهمة التجسس، وأدين في المحكمة وحكم عليه بالسجن 18 عاما، وتم إطلاق سراحه في صفقة تبادل سنة 1966. والقضايا التي أدين بها في المحكمة الإسرائيلية تتضمن: التعريف بموقع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة، الذي كان حتى ذلك الوقت سرا أمنيا خطيرا، وتحديد مكان معسكر سلاح المدرعات الإسرائيلي في جولس (قرب بلدة عربية في الجليل)، وعدد الدبابات فيه، وتحديد مكان معسكر جيش آخر في الشمال، وتقديم معلومات عن مقر قيادة الدفاع المدني للجيش الإسرائيلي في يافا، والجهود الإسرائيلية للحصول على طائرات «ميراج» الفرنسية المقاتلة، ودبابات وأسلحة حديثة أخرى، وتصوير تدريبات عسكرية لطائرات «ميراج» و«ميستر» وغيرهما في الجنوب. والمواطن المصري يدعى كبراك يعقوبيان، الذي عرف في مصر باسمه الحركي زكي سليم، ولد سنة 1938 في القاهرة لعائلة أرمينية كانت قد هاجرت إلى مصر هربا من المذابح التركية في أرمينيا.

وحسب وثائق «الشاباك»، تورط يعقوبيان في قضية «تصوير مناف للأخلاق» سنة 1959 واعتقل. وفي سجنه في القاهرة سمع عن حاجة المخابرات المصرية إلى متكلمي لغات أجنبية بغرض تشغيلهم في جهاز الأمن الخارجي. فتقدم بطلب وحضر مندوب عن الجهاز لمقابلته، لكن عندما اتضح أن المهمة التي سيقوم بها ستكون في إسرائيل اعتذر ورفض الفكرة.

وعندما خرج من السجن تدهورت أوضاعه الاقتصادية، وتلقت والدته أمرا يقضي بطردها من مصر لأن إقامتها غير قانونية. فتوجه يعقوبيان إلى المخابرات المصرية معلنا أنه غير رأيه، وأنه مستعد للعمل في إسرائيل. فجندوه ووافقوا على شرطه بأن تمنح والدته المواطنة المصرية. وهكذا بدأت مسيرته في الخدمة. فقد رتبوا له شخصية يهودي مصري باسم يتسحاق كوتشوك وخضع لعملية طهور لكي لا يبقى شك في أنه يهودي. وتوجه إلى منظمة الصليب الأحمر طالبا الهجرة، فوجهوه إلى مكاتب وكالة غوث اللاجئين، وهناك عرضوا عليه الهجرة إلى واحدة من دولتين، فاختار البرازيل.

على الطريق من إيطاليا إلى البرازيل، تعرف إلى عائلة إسرائيلية يهودية كانت في رحلة للقاء الأقارب هناك. فتصادق معها جدا، وعرضوا عليه الهجرة إلى إسرائيل، لكنه لم يبد حماسا زائدا للفكرة، حتى لا يثير الشكوك، وفي الوقت نفسه ترك الباب مفتوحا أمام أصدقائه الجدد. وتعرف على أقاربهم في البرازيل، وخلال 6 شهور عزز العلاقات بهم ثم تقدم بطلب الهجرة إلى إسرائيل مع توصية حميمة من هؤلاء الأصدقاء. وفي 24 ديسمبر (كانون الأول) 1961 وصل إلى مطار تل أبيب.

وتقول وثائق المخابرات الإسرائيلية: إن «الشاباك» اكتشف يعقوبيان فقط بعد 3 شهور من وصوله إلى إسرائيل. فقد سكن في «كيبوتس» (تعاونية زراعية في ذلك الوقت)، ومن هناك بعث برسائل إلى مشغليه المصريين الذين أقاموا في شقة سكنية في روما. وقد اشتبهت الرقابة العسكرية بهذه الرسائل فقررت متابعة مراقبتها وتتبع آثارها، لكنها لم تتمكن من تحديد هوية المرسل والوصول إليه لاعتقاله. وبعد 9 شهور انتقل للسكنى في مدينة أشكلون، فاقتفت آثاره. وتقرر أن يتاح له الاستمرار في التجسس لصالح مصر، حتى يعرفوا ما أهداف المصريين في إسرائيل. وأتاحوا له التجند للجيش في نوفمبر (تشرين الثاني) 1962، لكنهم حرصوا على إبقائه في مهمات بسيطة، فكان سائقا لسيارة تابعة للدفاع المدني ورفضوا طلبه الدخول في دورة للضباط. لكن هذا لم يمنعه من الحصول على معلومات بمختلف الطرق. وقد أرسل 26 رسالة تحتوي على معلومات بعضها بالحبر السري والبقية بواسطة الشفرة. وعلى الرغم من المعلومات التي أرسلها إلى مشغليه المصريين في إيطاليا، تقرر اعتقاله فقط في ديسمبر 1963، وذلك عندما نوى التزوج من امرأة يهودية أحبته من دون أن تعرف أنه ليس يهوديا.

وفي شهر مارس (آذار) 1964، حكم على يعقوبيان بالسجن 18 سنة، بعد إدانته بتهمة التجسس الخطير. وقد أمضى منها سنتين في السجن الإسرائيلي؛ حيث إن صفقة تبادل أبرمت بين إسرائيل ومصر تم خلالها إطلاق سراحه مع مصريين آخرين، مقابل إطلاق سراح 3 مواطنين إسرائيليين كانوا قد دخلوا بالخطأ الأراضي المصرية في سيناء وتم اعتقالهم.

تصميم وتطوير