نقابة الصحافيين ستجد نفسها تقود جيشا من الصحافيين العاطلين عن العمل؟

22.10.2012 06:11 PM
رام الله- وطن: (122400) طالبا وطالبة هذا هو الرقم التقديري الذي تضخه الجامعات والمعاهد والكليات في الأراضي الفلسطينية من خريجي الصحافة والإعلام خلال 10 أعوام مقبلة، الأمر الذي يعني في المحصلة بأن نقابة الصحافيين الفلسطينيين سوف تقود جيشا من الصحافيين العاطلين عن العمل إذا لم يتم التدخل العاجل ووضع السياسات والخطط والبرامج الكفيلة بتقنين أعداد الخريجين اولاً وتوفير فرص عمل للطلبة الخريجين الباحثين عن العمل في وسائل الإعلام المحلية.

قرابة 122 الف طالب وطالبة تعني أننا بحاجة لذات العدد من الوظائف في مؤسسات إعلامية محلية تبدو قدراتها الاستيعابية غير قادرة على امتصاص هذه الأرقام الكبيرة من أعداد الخريجين، خاصة إذا علمنا بأن عدد الكليات والمعاهد والأقسام في 17 جامعة محلية تخرج سنوياً قرابة 1020 طالبا وطالبة في مجال الصحافة والإعلام بمعدل 510 في الفصل الواحد و30 طالبا وطالبة يتم تخرجهم من الجامعات والمعاهد.

ولم يغب عن المؤتمر موجة من الانتقادات المتعلقة بتدني مستوى التأهيل الأكاديمي للطلبة الخريجين من بعض الكليات والمعاهد وافتقارهم للمهارات الأساسية التي تتطلبها هذه المهنة، وفي الاتجاه الأخر جرى الحديث عن ضعف الكوادر التدريسية المتخصصة في مجال الصحافة والإعلام التي تتولى تدريس الطلبة في تلك الكليات، إضافة إلى ضعف البنية التحتية "الجوانب التقنية" للعديد من الكليات والمعاهد الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على ضعف قدرات ومهارات الطلبة الخريجين.

نقيب الصحافيين د.عبد الناصر النجار، وقف أمام العشرات من طلبة الإعلام الخريجين في المؤتمر الذي نظمته مؤسسة "إعلاميون بلا حدود" بالتعاون مع نقابة الصحافيين ورعاية العديد من المؤسسات الأكاديمية والتعليمية والمؤسسات الإعلامية، مطالبا بمساعدة الخريجين من طلبة الإعلام نقابة الصحافيين من أجل الضغط على الحكومة لإقرار سياسات وخطط تستهدف توظيف الإعلاميين والصحافيين الخريجين في دوائر العلاقات العامة في المؤسسات الرسمية واشتراط التوظيف في دوائر العلاقات العامة والإعلام في هذه المؤسسات الرسمية بحصول المتقدمين لهذه الوظائف على شهادة الصحافة والإعلام، وسط تأكيده في الوقت ذاته على أهمية ايلاء تطويرات ومهارات الخريجين الاهتمام الكافي من الخريجين انفسهم والمؤسسات الإعلامية خاصة في مجال التدريب النوعي.

موقف وكيل وزارة الإعلام د.محمود خليفة ، لم يقل أهمية عن ما تحدث به نقيب الصحافيين بل زاد عليه إعلانه عن فتح باب الوزارة لاستقبال أية شكاوي من الصحافيين والصحافيات في حال تعرض حقوقهم للمس من قبل أية مؤسسة إعلامية، مشيراً إلى الوزارة بالتعاون مع النقابة بصدد البدء بحملة من أجل إلزام كافة المؤسسات الإعلامية بإبرام عقود عمل للصحافيين والصحافيات لديهم، متفقا في الوقت ذاته مع أهمية بلورة خطط وبرامج وسياسات واضحة قادرة على استيعاب الطلبة الخريجين في مجال الصحافة والإعلام.

وبينما انتقد رئيس جامعة القدس المفتوحة، د.يونس عمرو، ضعف مهارات القراءة والكتابة في أوساط الطلبة الخريجين وحثهم على الاستعانة بقراءة القران الكريم للتغلب على اشكاليات ضعف القراءة والكتابة، اتفق الإعلامي ماهر شلبي مع ذلك وزاد عليه بمطالبة الخريجين الاهتمام بقدراتهم ومهاراتهم اللغوية من خلال قراءة الصحف اليومية والاستعداد للعمل في هذه المهنة التي لا يمكن اعتبارها وظيفة بدوام محدد.

وطالب شلبي الذي يتولى إدارة فضائية الفلسطينية، بضرورة تكامل الأدوار وتحمل المسؤوليات ما بين المؤسسات الإعلامية ونقابة الصحافيين والحكومة من أجل سن قانون لتنظيم مهنة الصحافة مع إعطاء تسهيلات وامتيازات للمؤسسات الإعلامية لتشجيعها على استيعاب الطلبة الخريجين.

وقال الصحفي شادي زماعرة ممثل مؤسسة إعلاميون بلا حدود ، "هذا المؤتمر يمكن البناء عليه من أجل بلورة توصيات واضحة تقود إلى رسم سياسات واضحة في السوق الإعلامي الفلسطيني بما يساهم في خلق فرص عمل حقيقية للطلبة الخريجين والخريجات سيما أن الخريجات المحجبات يشتكين من وجود تمييز واضح بحقهن في الحصول على الوظائف، حيث يقوم هذا التمييز على أساس الشكل وليس على ما تتطلبه الوظيفة من أسس ومعايير مهنية.

ولحين بلورة السياسات والخطط والبرامج ورسم استراتيجيات واضحة للتدريب في المجال الصحافي وسن قانون تنظيم مهنة الصحافة في الأراضي الفلسطينية فإن آلاف الخريجين من طلبة الصحافة والإعلام يجدون أنفسهم عالقين شهاداتهم العلمية وبين حصولهم على وظيفة في هذا المجال الذي يتطلب مهارات وقدرات لا توفرها الجامعات والمعاهد لغاية الأن.
تصميم وتطوير