صور | دبلوماسيون أجانب في خيم الأغوار قبل هدمها.. ماذا قال لهم السكان؟

19.10.2017 12:52 PM

الأغوار- وطن: احتشد سفراء ودبلوماسيون مثلوا جمهورية مصر العربية، والإكوادور، وفنزويلا، وإسبانيا، وجنوب إفريقيا، وفرنسا، وإسبانيا، ومنظمة التعاون الإسلامي، ونائب القنصل التركي، ومنظمات إغاثة ودولية برفقة القائم بأعمال محافظة طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، وصحافيون في وكالات محلية وعربية وأجنبية

وعقد نائب محافظ طوباس أحمد أسعد مؤتمرًا صحافيا سبق الجولة في دار المحافظة، استعرض إجراءات الاحتلال، التي تستهدف ترحيل المواطنين، وتدمير منازلهم، ومصادرة أراضيهم، ونهب مياههم.

وبين أن إسرائيل صعدت من سياستها التعسفية في المنطقة، وزادت من وتيرة المصادرة، والإعلان عن إقامة ما تسمى مناطق عسكرية مغلقة.

وأكد أسعد أن المواطنين مصممون على العيش في مزارعهم وبيوتهم، التي تسبق الاحتلال بسنوات، ودعا السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي لتمرير رسالة الحياة والسعي للحرية والأسرلة وجرائم الحرب التي سيشاهدونها في التجمعات الغورية.

سفراء شاهدون 

وأكد ممثل مكتب جمهورية فنزويلا البوليفارية في فلسطين، السفير ماهر طه دعم ومناصرة فنزويلا للشعب والقضية الفلسطينية، وتطلعها لمعاناتهم ووقفها معهم في كل المحافل الدولية.

وأوضح طه لـوطن أن زيارته للأغوار برفقة عدد من الدبلوماسيين الأجانب، تنعكس على التحرك العملي، إذ يتم رفع تقارير للحكومة الفنزويلية عن معاناة المواطنين الفلسطينيين.

وقال "هناك ضوء أخضر من الحكومة الفنزويلية لكل سفراءها في العالم بمساعدة فلسطين بكل الإمكانيات المتاحة".

وأشار إلى المعاناة والمناطق المهجورة وصعوبة حصول الأطفال على التعليم، والمياه والكهرباء في الأغوار.

من جهته، قال السفير المصري في فلسطين سامي مراد لـوطن، إن "هناك فرق بين نراه في الإعلام وما نشاهده على أرض الواقع، فالسكان يعانون من حياة شديدة الصعوبة، ويفتقرون لأبسط الخدمات الإنسانية، من رعاية صحية، وتعليم ومواصلات ومياه وكهرباء وصرف صحي ومرافق بنية تحتية".

وأكد السفير مراد على ضرورة التحرك السريع من قبل الدول المانحة لتقديم يد العون للسكان المتضررين في الأغوار بسبب الاحتلال.

وقال إن هناك انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان، وانتهاكات لحق الشعب في الحياة بسبب انسداد الأفق السياسي، لذلك يجب استئناف عملية السلام، وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومنها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 2 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وأضاف: رغم أن هذه المنطقة تمتلئ بالعديد من الثروات الطبيعية ومنابع المياه، إلا أنها تعاني بشدة من التهميش والفقر والحرمان، ولا ينظر لها المجتمع الدولي بالعناية الكافية.

فيما قال سفير جنوب إفريقيا أشرف سليمان للصحافيين، "جئنا لنرى بأعيننا ما يجري في الأغوار، وما تفعله إسرائيل من أعمال عنصرية بحق المواطنين". مضيفًا أن الاحتلال عنصري بشكل كبير. ووعد بنقل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون إلى دولته، وهي البلد الذي سبق أن عاش نظام تمييز عنصري.

وشاهد المشاركون أحوال التجمعات المهددة، واستمعوا إلى شرح عن إجراءات الاحتلال التي تلاحقهم منذ عام 1967.

ونوه ممثل وزارة الخارجية نافز الرفاعي إلى أن الجولة سعت إلى نقل المعاناة التي يعيشها  أهالي الأغوار الشمالية، وتجنيد الدعم السياسي والقانوني والمساعدات الإنسانية.

كف ومخرز

وجلس السبعيني علي زهدي أبو محسن وحيدًا في مواجهة قرار الاحتلال هدم مساكنه في خربة الفارسية، شرق طوباس،  فهو الذي  ولد فيها قبل النكسة بربع قرن، واعتاد زراعتها بالحنطة والخضار.

وينقسم مسقط رأس أبو محسن إلى الفارسية نبعة غزال، وفارسية حميد، وفيهما قرابة 40 بيتًا، تضم  171 مواطنًا، يعمل معظمهم في الرعي، والزراعات البعلية.

وقال: حول الاحتلال أراضينا إلى منطقة عسكرية، ولم نعد نستطيع الوصول إلى خلة خضر، والجوبية، ونبع الزعبي، ومنطقة الشرك، وصدور شيخة، لكن مستعمرة (روتم) والمستوطن (ديدي) وضع يده على أراضينا، وصار يمنعنا من الرعي، واليوم ننتظر أن يهدم الاحتلال بيوتنا بأية لحظة.

وتمتد حقول الفارسية على مساحات شاسعة تحولت لمستعمرات ومعسكرات تدريب، واليوم صارت منطقة عسكرية مغلقة، ولم يبق لأهلها سوى  1500 دونم. وتابع أبو محسن: هدم الاحتلال مساكننا مرات عديدة، ولن نرحل إلا  إلى قبورنا.

شمس وظلام

واستعرض علان دراغمة من الفارسية، وعلي أبو كباش من حمصة الفوقا التهديد اليومي الذي يعشونه،  وقالا إن غياب الشمس لا تقدم لهم تطمينات بأن الهدم زال هذا اليوم، فمن تجربتهم تعرضت مساكنهم وحظائر أغنامهم تحت جنح الظلام في مرات عديدة.

وعدّد أبو كباش في مؤتمر صحافي الاعتداءات الإسرائيلية، التي تهدف لترحليهم، وتسميم حياتهم، وهي ممارسات بدأت بعد النكسة تخللتها مصادرة الماشية، واعتقال الرعاة بالطائرات العمودية ونقلهم إلى أريحا، وفرض غرامات باهظة عليها، وإجبارهم على دفع مبالغ طائلة لإطلاق مواشيهم، ومصادرة صهاريج المياه.

ولخص مسؤول الاستيطان في الأغوار معتز بشارات حالة الاستهداف اليومية المتواصلة منذ مطلع العام، وفيها إصدار 120 إخطاراً لبيوت وخيام وحظائر، عدا عن الإمعان في إخلاء المواطنين بدعوى تنفيذ تدريبات عسكرية، في وقت يحرم الأهالي من تلقي الرعاية الصحية والتعليم، ويجبرون على نقل المياه من مسافات بعيدة، فيما استشهد ثلاثة أطفال خلال شهرين عام 2016 جراء الألغام الإسرائيلية.

وقال في المؤتمر الذي عقد بخيمة في حمصة الفوقا: إن الاحتلال يستهدف بشكل خاص المساعدات الأوروبية المقدمة للأهالي، ويصادر خطوط المياه، وخلايا الطاقة الشمسية، ويعد العدة لتنفيذ عملية هدم كبيرة، قد تحدث في أية لحظة، وتعني تشريد أهالي التجمعات الثلاثة.

تهجير صامت

فيما أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، عبد الباسط خلف إلى أن الجولات الإعلامية والدبلوماسية تنقل رسالة دعم معنوي  للمواطنين، وتحث السلك الدبلوماسي على الضغط بوسائل قانونية وسياسية لوقف التهجير الصامت في المنطقة.

وأضاف إن الوزارة نظمت خلال السنوات العشرة الماضية جولات عديدة بالشراكة مع المحافظة ونقابة الصحافيين، وشملت تجمعات: الحمة، وبردلة، وعين البيضاء، والمالح، وكردلا، وعاطوف، والرأس الأحمر، وعين الحلوة، وحمصة التحتا، والساكوت، والدير، وسهل البقيعة، ويرزا، وقريتي العقبة وتياسير.

يشار إلى أن جولة الدبلوماسيين ووسائل الإعلام نُظمت من قبل وزارة الإعلام ووزارة الخارجية والمغتربين ومحافظة طوباس والأغوار الشمالية، واستهدفت مناطق: الفارسية، ومكحول، وحمصة الفوقا التي دخلت منذ مطلع الشهر الحالي في سباق مع الزمن، بعد قرار ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية هدم نحو 35 منزلاً وبركسًا في التجمعات الثلاثة، ويقطنها 171 مواطنًا، بدعوى كونها "منطقة عسكرية"!

تصميم وتطوير