الانتخابات المحلية والقادم اصعب- بقلم صلاح هنية

16.10.2012 01:00 PM
نسبة المراقبين لسير التحضيرات للانتخابات المحلية في محافظات الضفة الغربية أكثر بكثير من نسبة المتحمسين والمتحفزين للانتخاب من أصحاب حق الاقتراع، فالمراقبين على اختلاف انواعهم يراقبون كل شاردة وواردة وتارة يعلقون وتارة يفترضون أن العملية ستشهد حالة ما.
المواطن الفلسطيني صاحب حق الاقتراع يواجه بمجموعة من الظروف المنفرة تراجع القدرة الشرائية وارتفاع الاسعار وعدم صرف الرواتب وعدم انتظام مواعيدها.
ويقف على رأس ذلك كله حالة من الانطفاء الوظيفي التي طالت المعلمين والموظفين العمومين لانعدام الموازنات لتحقيق مشاريع وبرامج تعكس قدراتهم وابداعاتهم الأمر الذي اثر على حالة الانطفاء الوظيفي، ألى جانب منع التعينات والترقيات في الوقت الذي تجري فيه بعض التعينات بصورة مفاجئة.
عمليا هذه الحالة لدى 140 الف موظف وموظفة تنعكس نفسيا لدى اسرهم ومحيطهم الأمر الذي يؤثر سلبيا على رغبتهم بالتوجه لصندوق الاقتراع لأنهم في غالبية الحالات يجدون أن القوائم تحوي اشخاصا لا يختلفون مطلقا عن اولئك الذين سببوا لهم انطفاء وظيفيا وسببوا لهم ارباكا في ترتيب موازناتهم الشخصية .
فأذا كان من سنذهب لكي ننتخبه هو نسخة طبق الأصل عن فئات أخرى بالتالي هو بعد الفوز امام خيارين اما أن يقف على بابهم طالبا مشروعا هنا ومشروعا هناك ودعما من هنا ودعما من هناك، أو أن يكون اسدا كالقلة القلييلة فنكب على عمله الذي انتخب من أجله ومن هنا تصبح الهيئة المحلية اقل حظا من بقية الهيئات الأخرى.
السؤال الملح لماذا نخرج من بيوتنا لننتخب اليس من الافضل أن نحتفظ بقوة صمتنا، لنثبت أننا قوة قادرة على التأثير من خلال خفض نسبة التصويت بصورة واضحة الأمر الذي سيدعهم يتسألون لماذا وقع ما وقع، لحظتها سيجدون الاجابة في كل زاوية من زوايا المدينة والقرية حاضرة بقوة.
هل بالامكان افضل مما كان؟
نعم لسنا في حالة ( نفذ ثم اعترض) بل نحن مواطنين محترمين لنا صوتنا ورؤيتنا لا يجوز أن يتم التعامل معنا في مراحل التحضير للعملية الانتخابية بهذا الاستخفاف وهذا التهميش غير المبرر ليس لأن كل المسجلين في السجل الانتخابي مرشحين مضمونين بل لأنهم مواطنين مضمونين لدينا بالتالي يجب اشعارهم انهم جزء أصيل من الترتيبات الجارية للتحضير للانتخابات.
هل كان بالامكان أفضل مما كان؟
نعم من خلال جودة عملية الاختيار أذ لا يعقل أن يتم اختيار فلان على أنه من جهة سياسية بعينها ومن ثم نقول لا اختير على اساس انه كفاءة نادرة، ومن ثم نعيب على الأخرين أن قائمتهم سياسية بحتة.
اعتقد انني شخصيا لم أعش تجربة انتخابية ولا اروع من تجربة انتخابات عام 1976 يومها كانت بحق تجربة غنية ورائعة ورائدة ومتميزة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير