شارك فيه فلسطينيون.. يوم دراسي في "تل أبيب" يثير جدلاً "تطبيع أم وطنية" ؟

القدس- وطن: انطلقت ادانات واستنكارات واسعة، أمس الاثنين، عقب مشاركة جهات فلسطينية في يوم دراسي عقهده معهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلي (INSS) في "تل أبيب".
وكانت الجهات الفلسطينية التي شاركت في اليوم الدراسي، خليل الشقاقي عن المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PCPSR)، والبروفيسور أمل جمال عن معهد "ولتر ليباخ" للتربية على التعايش العربي اليهودي في جامعة "تل أبيب"، بالإضافة إلى النائب في الكنيست عايدة توما عن القائمة العربية المشتركة في الكنيست الاسرائيلي.
اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، حركة المقاطعة BDS، عبرتا عن استنكارهما لمشاركة الجهات الفلسطينية في اليوم الدراسي الاسرائيلي، وقالت اللجنة "إن مشاركة أي فلسطيني من أراضي العام 1967 أو 1948 في مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي، الذي يختص في تعزيز نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي ضد شعبنا، توفّر أوراق توت فلسطينية لأجندة هذا المركز الاستعمارية وتعتبر تطبيعاً، حسب تعريف التطبيع الذي تم تبنيه من قبل الغالبية الساحقة للمجتمع المدني الفلسطيني في مؤتمر حركة المقاطعة الأول في العام 2007 ووفق معايير التطبيع الخاصة بأراضي 1948".
وأضافت "إن تورط المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في دراسات فلسطينية-إسرائيلية مشتركة حول الشعب الفلسطيني لتقديمها كمعلومات تساهم في عمل مركز أبحاث يُعنى تحديداً بالأمن القومي الاسرائيلي، ليس تطبيعاً وحسب بل تحدياً لقيم الشعب الفلسطيني الوطنية".
أما النائب في الكنيست عايدة توما قالت لـ وطن للانباء إنها شاركت في اليوم الدراسي الذي عقدته جامعة "تل ابيب" ومركز "تامي شتاينمتس" لابحاث السلام ومركز أبحاث الامن القومي ومعهد وولتر ليبخ للتربية للتعايش اليهودي العربي، وهي جميعا مراكز اكاديمية تابعة لجامعة تل ابيب.
وأضافت "اليوم الدراسي عقد تحت عنوان "استطلاعات رأي للشعبين، مواقف الجمهور الاسرائيلي والفلسطيني تجاه الصراع وطرق حله" حيث قمت بتقديم مداخلة حول ضرورة انهاء الاحتلال من اجل احقاق السلام العادل والشامل في المنطقة، وشددت على عدم الامكانية للموازنة بين اراء من يقبع تحت الاحتلال ويعاني منه بشكل يومي ومن يحتل شعب اخر، اذ لا يمكن باي شكل من الاشكال المساواة او حتى المقارنة بين كلا التوجهين".
وبررت مشاركتها "لقد طوّرنا على مدار عشرات السنوات اليات نضالنا الوطني من خلال فهمنا لخصوصياتنا كجماهير فلسطينية صامدة في وطنها، واعتبرنا طرح مواقفنا الواضحة ضد الاحتلال ومن اجل تحرر شعبنا الفلسطيني مهمة وطنية نواجه بها العالم كله بدون تلعثم ومن على كل منصّة، بما في ذلك منصة الكنيست، البرلمان الاسرائيلي" وفق قولها.
وحول الادانات التي أعقبت مشاركتها، قالت توما لـ وطن للانباء "بالنسبة لبيان حركة مناهضة التطبيع، وهم حركة قائمة بلا شك، على أسس ورؤى وطنية، قد نجد في حالات معينة، اختلافا مع بعض اجتهاداتهم، ولكن يبقى المنطلق وطنيا، إلا أن البعض يلج في العديد من الأحيان الى مساحتنا، الجزء الحي من الشعب الفلسطيني في وطننا، دون الأخذ بالاعتبار تجربتنا على مدار السنين، وخصوصيّتنا كجماهير فلسطينية عربيّة صامدة في وطنها، فمنهم من يرى مجرد مواطنتنا تطبيع، ومنهم من يرفض كليا المشاركة في الانتخابات البرلمانية".
وأردفت "ان مشاركتي في اليوم الدراسي كانت لاسماع الموقف الواضح من سياسات الاحتلال والهيمنة، وبين ذلك وبين "المشاركة في صياغة سياسات والتطبيع مع النظام الاستعماري" بونٌ شاسع وتجنٍ وتطاول".
وشارك في اليوم الدراسي كل من الجنرال الإسرائيلي المتطرف مئير إلران، رئيس برنامج "الأمن الوطني" وبرنامج "العلاقات الاجتماعية العسكرية" في المعهد وذو التاريخ الحافل في مجال الاستخبارات العسكرية، خاصة في الحرب على لبنان والانتفاضة الأولى، بالإضافة إلى رئيس معهد دراسات الأمن القومي، الجنرال عاموس يدلين، الذي كان مرشحا عن حزب العمل لمنصب وزير الدفاع، بالإضافة إلى أنه شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) لعدة سنوات.