منار الشولي تبرع في فن "المُصغّرات".. الجمال يكمن في التفاصيل

04.10.2017 10:56 AM

وطن- مي زيادة: وَصَفتهُ بأنه فن لمن يحب التفاصيل، ويحب ان يحتفظ بها، يحتاج لمهارة ودقة عالية في التصنيع، وليس بحاجة للدراسة، فهو يخرج من حبنا للتفاصيل، منار الشولي من نابلس تبرع في هذا الفن والذي بدأت به حديثا.

المصغرت او المنمنمات، هي مجسمات صغيرة جدا، قد تكون بحجم الاصبع او اقل، كالتي تستخدم في تصوير افلام هوليوود، لكن الفنانة الموهوبة منار استخدمت فن المصغرات لصناعة مجسمات الطعام واستخدامها كحلي واكسسوارات مميزة وفريدة من نوعها.
منار الشولي (25 عاما)، درست التصميم الجرافيكي وتخرجت من جامعة النجاح الوطنية، ميلها الى الفن ظهر منذ ان كانت على مقاعد الدراسة، فرسمت واتقنت وابهرت من حولها، لكن التغير في حياتها كان بعد زواجها وانجابها طفلها غسان ابن العام فغيّرت توجهها ولكن بقيت داخل اسوار الفن.

بدأت كهواية فانهالت الطلبات على "الفيس بوك"

تحدثنا في "وطن" الى منار التي اخبرتنا، كيف بدأ فن المصغرات معها، فكشفت لنا عن ميولها له وانها كانت تشاهد صناعتها على الانترنت وكانت متابعة جيدة لهذا الفن، فكوّنت فكرة لديها وقررت ان تبدأ المسير كهواية، اشترت ادوات بسيطة وبدأت تصنّع هذه المصغرات وتنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، فلاقت طلبا ملفتًا عليها، وهو مادفعها لتحسين جودة الانتاج فأحضرت مواد ذات جودة افضل.

وتتحدث منار عن المواد التي تحتاجها لتُعد المُصغّر او المجسم، والذي لايتعدى حجمه في بعض الاحيان عقدة الاصبع، "اولا احتاج للمادة الاسياسة وهي العجينة  المسمى polymer clay، والوان باستيل جاف، والمادة التي تعطي اللمعة للمجسم، وادوات التشكيل، واي شيء في البيت قد استخدمه للتشكيل كفرشاة الاسنان مثلا".

بعد زيارتنا لصفحتها الخاصة على "الفيس بوك" والصفحة التي تنشر عليها ماتصنع، رأينا مصغّرات جميلة، كقطعة بيتزا، وفنجان قهوة صغير مُعلّق على ثلاجة ، و طبق صيني، وعُلبة "دونات" أُكِلَت احداها، وسلّة خبز فرنسي، وسيارات متعددة الشكل واللون، ومصغرات كثيرة، بعضها مُعدة كإكسسوارات، وتعاليق للمفاتيح.

وتضيف منار ان محيطها في مدينة نابلس يطلبون ماتصنع وهناك اقبال جيد، والغالبية يطلبون المصغرات كهدايا، لكن خارج المحافظة والمدينة مازال الطلب قليل، وتأمل بأن يزيد.

وعن بداياتها في الرسم، تقول: "كنت ارسم في السابق، ولكن بعد تخرجي من الجامعة عام 2013 اصبحت ارسم باحترافية اكبر، وبعد ان انجبت طفلي قررت ان اسلك طريقًا اخر في الفن ولكن بما يحقق طموحي ايضا، فورق الرسم يمكن ان يمزّقه ابني، فتوجهت للمصغرات التي جاءت من حاجتي وحبي للفن وتتوافق مع ابني وتربيتي، وفي الوقت ذاته احقق شيئًا لنفسي من دون ان اقصر في بيتي وزوجي الذي يدعمني معنويا وماديا منذ ان تعرفنا وتزوجنا".

وعن تشكيل واعداد هذه المصغرات، تقول: "العجينة التي اشتريها بيضاء وتكون في البداية صلبة اقوم بعجنها بيدي وثم اضع اللون الذي اريد عليها، ومن ثم اشكّلها، والتشكيل يحتاج لحذر كبير لانها عند التصنيع تصبح طرية جدا، وحصل ان أعدت تصنيع مجسم اكثر من مرة بسبب اصطدامي به عن طريق الخطأ، وبعد التشكيل اضعها في صينية قصدير ويجب تغطيتها لانها تخرج غازات على المدى البعيد سامة، وثم اضعها في الفرن لمدة ساعة الا ثلث على اقل تقدير وقد تحتاج بعض القطع وقتا اطول حسب حجمها، ثم اخرجها واتركها تبرد، ثم اضع عليها المادة التي تعطي لمعة للقطعة".

وعن المصغرات المستخدمة في افلام هوليوود، تقول: اعتقد انهم يستخدمون في مواقع التصوير مواد ومصغرات أرخص قليلا، ولكن ليس هذه المادة لانها مكلفة جدا، وتأخذ وقتاً في التصنيع والتشكيل.

تصميم وتطوير