الأسير اياس.. لم يشفع له مرضه من الأسر، فأتمّ 11 عاماً وسيتحرر غداً

12.08.2017 11:59 AM

رام الله- وطن- رولا حسنين: لا غرابة جديدة من ممارسات الاحتلال اليومية التي ينفذها ضد الفلسطنييين، في سبيل تنكيل عيشهم وتنغيص أفراحهم وجعلها بائسة حزينة.

قبل 11 عاماً، تحديداً في  الرابع عشر من آب 2006،  اختطفت قوات خاصة من جيش الاحتلال الأسير اياس عبد حمدان الرفاعي، قبل ساعات قليلة من اتمام العائلة مراسم زفاف نجلها الأكبر فراس، كأول فرحة لعائلة الرفاعي، وذلك أثناء عودته من مدينة رام الله الى قريتهم  كفر عين في الشمال الغربي.

فاختار الاحتلال لحظة الفرح لينغص فيها على عائلة اياس، والتي لم تعلم بخبر اختطافه على يد قوات خاصة الا في اليوم التالي، حيث خبئ أهالي القرية الخبر عن العائلة، حتى لا يشتت فرحها وتنقلب فرحتها غمّاً وقلقاً.

يقول عبد الرفاعي والد الأسير اياس لـ وطن، إن نجله مكث في بداية اعتقاله نحو شهرين في زنازين تحقيق سجن "المسكوبية"، لاقى فيها أشد أنواع التعذيب، وحكمت  عليه محكمة الاحتلال حكماً أولياً مدة 8 أعوام، بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الاسلامي، ومشاركته في أعمال مقاومة ضد الاحتلال، ثم استأنفت المحكمة العسكرية الحكم، وأضافت عليه سنوات أخرى، ليكون اجمالي الحكم 11 عاماً.

ويضيف إن اياس اعتقل وهو بصحة جيدة، ثم بدأت سلسلة الأمراض التي تصيبه خلال الاعتقال، حيث تنقل في زنازين سجون الاحتلال مختلفة، الأمر الذي أدى الى اصابته بأمراض في جهازي التنفس والهضمي نتيجة الرطوبة والاهمال الطبي المتعمد الذي لاقاه اياس على يد ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية، حيث كانت تكتفي باعطائه الأدوية المسكنة فقط كلما ألمّت به الأوجاع.

غابت عن العائلة الأخبار الصحية للأسير اياس، بسبب الزيارات المتقطعة التي كان يسمح  بها الاحتلال لذويه، ليتفاجأوا في عام 2014، بأن نجلهم في مشافي سجون الاحتلال وبأوضاع صحية غاية في الخطوة، حيث خضع اياس فيما بعد لعمليتين جراحيتين في الجهاز الهضمي بعد انتكاسات صحية خطرة فقد على إثرها نحو 30 كيلو غرام من وزنه، واستئصلت منه تكتلات في الأمعاء الدقيقة والغليظة، وفق ما تحدث به والد اياس لـ وطن، واصفاً ما حدث مع نجله بـ "الاهمال الطبي الممنهج".
ويعاني الأسير حالياً اياس من مرض "الكرونز" والذي يصيب الجهاز الهضمي نتيجة تعرضه لأجواء غير صحية من الرطوبة والضغط والاهمال الطبي، ما يتفاقم الوضع سوءً ويصبح  المرض مزمناً على مرّ الأيام.

بعيون الشوق التي حملت ذكريات غياب 11 عاماً، تنتظر عائلة الاسير اياس غداً موعد الافراج عنه، فلم يبقَ سجناً الا وحمل ذكريات اياس وأوجاعه وأمنياته، فلم يشفع له مرضه، بل أصرّ الاحتلال على أن يقتل فيه أمل الحرية، ليأتي اليوم الذي يتحرر فيه اياد من براثن سجون تعفنت أبوابها ولم تتعفن فيها قلوب آمنت بحب الوطن.

11 عاماً، كانت شاهدة على تقلبات جغرافيا الأرض التي ترعرع فيها اياس، وتقلبات الوجوه التي ستغيب عنه ولن تتجهز لاستقباله كما البقية، حيث غيّب الموت شقيقته أثناء ميلادها لطفلها، فلم يحضر اياس عزائها ولم يطبع قبلة وداعها حتى، فيما تزوج أشقاؤه وأنجبوا الأطفال الذين يشبهون اياس في الشكل وحب الوطن.

تصميم وتطوير