مؤمن كميل رصاصات الأمن العشوائية شلّته وأفقرته، وهو يوجه مناشدة للعلاج

03.08.2017 10:45 AM

رام الله- وطن- مي زيادة: لم يخترق الرصاص رأسه فحسب، بل قاد الى تحطيم احلامه وإعطاب طموحاته وافقاره وابقاءه شبه مشلول، الشاب مؤمن فواز حسن كميل تعرض لاصابة قبل تسع سنوات، خلال حملة أمنية عندما كان ذاهبًا لعمله صباحًا، وعلى غفلة منه جاءته رصاصتان وأصابتاه بالشلل.

يروي لنا مؤمن كميل ماحصل في ذلك اليوم المشؤوم وقبل تسع سنوات، قائلاً: "تعرضت لاصابة خلال حملة امنية اطلق عليها في ذلك الوقت اسم حملة سيادة القانون (البسمة والامل) في بلدة قباطية يوم 6/5/2008،اصبت حينها برصاصتين احدهما استقرت في الراس وسببت لي شللا طوليا مازالت أعاني منه الى الان، بينما الرصاصة الاخرى في الحاجب ادت الى انحراف في العين اليمنى ومازال أعاني الى الان من جراء الاصابتين".

مؤمن الذي كان يعمل فني صيانة في مصنع بجنين، كان لديه طموح بتطوير مهنته والارتقاء بمستوى معيشي افضل، ولكن الاصابة اخترقت طموحاته وسببت شللا لآماله واحلامه.

هو اليوم يبلغ من العمر 37 عاما، ليس له مصدر دخل، ولايستطيع العمل بسبب العجز الناتج عن الاصابة ،حيث انه يعاني من شلل نصفي ولايقوى على تحريك ذراعه اليسرى مطلقا، ومازال بحاجة لعلاج طبيعي ووظيفي بشكل مستمر ويومي، حيث انه اليوم يخضع لجلسات علاج طبيعية في مركز صحي في بلدتهم وتحتاج الجلسة الواحدة 40 شيقل، لكنه ينقطع في العلاج لعدم توفر ثمن الجلسة الواحدة، على الرغم من انه بحاجة إلى جلستين يوميا، كما يحتاج لقطرة لجفاف العين كل شهر ثمنها 65 شيقل.

وأشار كميل إلى انه وبعد اصابته أجرى عملية في المستشفى العربي التخصصي وتم تحويلة الى مستشفى "تل هشومير" في الداخل، وكانت على حساب السلطة، لكن بعد عودته لبيته لم يتّعرف احد عليه.

توجه مؤمن الى الرئيس ورئيس الوزراء بمناشدات عديدة مسبقًا وطوال السنوات الثمانية دون مجيب، وطالب مؤمن بتعويض وانصاف يؤمن له حياة افضل حيث اصبح عاجزا عن تلبية ابسط مقومات حياته.

ويطالب مؤمن الرئيس والجهات المعنية توفير مصدر دخل له او مشروع يمكن من خلاله ان يكون مصدر رزق له، ويعوّضه عن العطل المالي الناتج عن اعاقته، وتخصيص معاش شهري يراعى فيه غلاء مستوى المعيشة ، ومنحة مالية تعوضه عن ثماني سنوات من المعاناة والحرمان.

ووفق كتاب مصدّق من وزارة الصحة ، وتنشره  "وطن" مع اوراق ثبوتية اخرى وفواتير وكُتب مناشدة وجهها مؤمن للجهات المعنية بعلاجه واصابته، تُظهر أن العجز لديه 80%، واصابته ادت الى نُدبة جراحية في عظم الجمجمة من الجهة اليمنى، وشلل في الطرف العلوي الايسر، وضعف شديد في الطرف السفلي الايسر، ومحدودة في البصر على الرؤوية الجانبية في كلا العينين.

كما ناشدت والدة الشاب مؤمن رئيس الوزراء والرئيس عبر كتاب رسمي تنشره "وطن"، انها كأم صبرت كثيرا وتحملت آلامًا عظيمة وهي ترى فلذة كبدها يصارع بين الحياة والموت منذ بداية الاصابة، و آلامًا لايمكن وصفها عانتها معه في مشوار علاجه، والألم الأكبر يعيش معها الان وهي تراه رهين الاعاقة غير قادر على استئناف مشوار حياته الذي كان قد بدأه بقوة ونجاح، وتقول: "اكبر امنياتي الان فقط هي ان لا اموت قبل ان اطمئن على مستقبله وان اراه يعيش مستقرا وقد تم تأمين مصدر دخل يؤمن له عيشا كريما".

 

المرفقات هنا

تصميم وتطوير