خلود.. تقص الخشب.. وتدق بالمطرقة مقتحمة عالم الرجال

29.05.2017 12:01 PM

رام الله- وطن- مي زيادة: خلود قاسم اخترقت صفوف الرجال وامتهنت النجارة، تلك المهنة التي تعد حكرًا على الرجال، متحدية العادات والتقاليد، عملت منذ قرابة العامين جنبا الى جنب مع زوجها في منجرته الخاصة.

خلود قاسم (36 عاما)، ام لست ابناء وربة بيت، تعمل مع زوجها في ورشة النجارة منذ سنتين، تتحدث لـ"وطن" عن بدايتها قائلة: كنت اذهب لأزوره في الصباح او بعد عودة الاولاد من المدرسة، واحببت مايعمل واصبح لدي الفضول لأتعلم وهذا ماحصل اليوم انا اعمل مع زوجي اقص الخشب وأركب الخزائن وأفك البراغي.

تتقن النجارة.. ولا تهمل واجباتها المنزلية

وتتابع حديثها: "لدي 6 أبناء، اكبرهم في الصف السابع واصغرهم عمره 7 شهور، أذهب الى المنجرة وقت الظهيرة واعود لأعد الغداء للأولاد لحين عودتهم من المدرسة، على الرغم من أنني في اغلب الايام أُعد الطعام قبل ان اذهب وأُنجز أعمال البيت ايضا قبل ذهابي للعمل مع زوجي في المنجرة القريبة من بيتنا في بلدة ديربلوط غرب سلفيت.

وعن الدافع وراء عملها مع زوجها في مهنة هي صعبة على الرجال في الاساس، تقول: "اليوم العمال قليلين فالاغلب اصبح يستصدر تصريح للعمل في الداخل، وهو مااضطرني لمساعدة زوجي في عمله الشاق والذي نقتات منه".

كلام الناس اصعب من النجارة

ولا تخفِ خلود أن العمل شاق عليها وصعب كان في البداية، ولكن كلام الناس هو الاصعب، مضيفة: "الى الان على الرغم من مرور عامين على عملي هذا الى جانب زوجي الا ان الناس لاتمل فهي تتحدث عني وعن عملي وزوجي ولكني لا أبه لهم، العمل ليس عيب ولكن ان تمد يدك للناس لتطلب المساعدة هو العيب".

وتوضح الى أنها لن تُرغم اولادها على العمل في النجارة او اي عمل مهني اخر ما لم يكونو مقتنعين ويختارون بأنفسهم، لكنها في المقابل ستوفر لهم كل مايحتاجونه ليتمّو تعليمهم المدرسي والجامعي ولن تحرمهم شيئًا هي وزوجها والذي قال لـ"وطن"، أنه فخور بزوجته ويؤيد عملها معه وفَرِحٌ جدا بعملها معه ومساعدته، رافضا ان يعطي كلام الناس اي اهتمام.

وخلود قاسم ليست اول نجارة في فلسطين فقد سبقتها الى هذه المهنة عدد من الغزيات، واللاتي اخترن العمل لتحصيل لقمة العيش.

 

تصميم وتطوير