إصابة محافظ طوباس بحجر خلال محاولته وضع حد لـ"تجاوزات من محتجين" !

رام الله – خاص بـ"وطن" – يوسف الشايب: أصيب محافظ طوباس والأغوار الشمالية، مروان الطوباسي، اليوم، بجروح طفيفة، إثر تعمد شبان محتجين رشقه بالحجارة، خلال محاولة إقناعهم الالتزام بسلمية الاحتجاجات، وفق ما صرح لـ"وطن".

وقال الطوباسي في مكالمة هاتفية مع "وطن": قام مجموعة من الشبان باستغلال اعتصامات احتجاجية ضد الغلاء، لارتكاب أعمال مخالفة للقانون، اليوم، في طوباس، من خلال إحراق إطارات سيارات، وتخريب لوحات إعلانية، ومحاولة إغلاقهم بعض الطرق في المحافظة، وعليه قررت الحديث معهم بشكل مباشر، ودون الطلب من قوات الأمن بالتدخل، مشدداً على احترامنا لحرية التعبير، والعمل على إقناعهم بأن لا جدوى من "تخريب البلد"، ليقوم عدد منهم برشقي بالحجارة عن قصد.

وأضاف الطوباسي: أصبت بجروح طفيفة، وصحتي جيدة، لكن ما يهمنا عدم تفاقم ظاهرة التخريب المتعمد لممتلكات عامة وخاصة خلال الاعتصامات، لافتاً إلى أن عدد من الشبان الذين يمارسون الأعمال المخالفة للقانون، مستغلين الاحتجاجات الشعبية المصانة شرط سلميتها، هم من أصحاب السوابق، مع أن أعمارهم لا تتجاوز الـ21 عاماً، أي أنهم من غير المتأثرين بموجة الغلاء، ما يدفعنا للقول بأن ثمة من يدفعهم للقيام بذلك.

وتابع الطوباسي: توجهت إلى الفارعة، وأقنعت القائمين على الاعتصامات بضرورة الحفاظ عليها سلمية، وهو ما حاولت القيام به وسط طوباس، مع التأكيد المتواصل على حرية التعبير، وعدم الرغبة في إصدار أوامر لقوى الأمن بالتدخل، لكن الأمور في بعض الأحيان تستغل بطريقة تسيء لصورة وحضارية مثل هذه الاعتصامات، حيث قام محتجون اليوم بإغلاق عديد الشوارع، ومن بينها شارع "عقابة – جنين"، وهو أمر مؤسف.

ولفت الطوباسي، إلى أن قوات الاحتلال، ومنذ بدء الاعتصامات لم تقتحم طوباس كعادتها .. وقال: كانت قوات الاحتلال تفتحم المدينة بشكل يومي، ومنذ اندلاع هذه الاحتجاجات لم تقم بأي اقتحام لطوباس، وهو ما يجعلنا نشدد على أن هناك من يستغل الاحتجاجات لأغراض "لا وطنية"، بل ويسعى من أجل "تخريب البلد"، وهذه ظاهرة خطيرة يجب الوقوف عندها.

وكان الرئيس محمود عباس شدد في مؤتمر صحافي له، اليوم، بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، على أهمية أن تبقى الاحتجاجات سلمية، خاصة بعد ما شهدته بعض المدن من عمليات تخريب لأموال عامة وخاصة، وحرق إطارات، وإغلاق للطرق، وإجبار تجار على إغلاق محالهم التجارية.

وأشار عباس إلى أن السلطة ستتصدى لأية محاولات للتخريب، مع تشديده على حرية التعبير، وإصداره تعليمات لرجال الأمن بعدم التدخل لفض الاعتصامات السلمية .. وقال: من حق الناس الخروج إلى الشوارع والتظاهر، والتعبير عن رأيهم ليصل صوتهم إلى العالم، إنما بهدوء وبسلمية، ودون تخريب للأموال العامة والخاصة، وإغلاق الطرق، وإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاقها .. "وقف ع الرصيف واحكي اللي بدك اياه (يسقط .. يعيش .. الشعب يريد)"، ونلبي بما نستطيع".. سنتصدي لأية محاولات تندرج في إطار الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أو إشاعة الفوضى، لكن الأساس أن هذه الاحتجاجات محمية، ولا أريد إصدار أوامر بالتصدي لها من قبل الشرطة، كي لا تحدث أية تجاوزات ضد الاحتجاجات السلمية، ولو بنسبة ضئيلة.