شركات الأمن.. ظاهرة جديدة تلقى قبولًا في غزة
غزة-وطن-محمد أبودون:ظهرت في غزة مؤخرًا عددًا من الشركات التي تعنى بتوفير الخدمات الأمنية واللوجستية والحراسات، حيث تقدم هذه الشركات خدماتها على أشكالٍ مختلفة، منها تأمين الشركات والمصانع الاحتفالات ونقل الأموال وتوفير الحماية للشخصيات والوفود الأجنبية.
"رويال سكيورتي" إحدى هذه الشركات العاملة في هذا المجال، تأسست الشركة في شهر نوفمبر عام 2015 بعد حصولها على الترخيص الرسمي من وزارة الداخلية بغزة، والذي جاء بعد عدد من المحاولات مع الوزارة، التي كانت ترفض الفكرة في البداية كونها جديدة على المجتمع الفلسطيني.
يقول المدير التنفيذي للشركة خالد صبيح "بعد حصولنا على الترخيص قدمت لنا وزارة الداخلية الكثير من التسهيلات، في الجوانب المتعلقة بترخيص الأسلحة وتدريب الأشخاص العاملين في الشركة، حيث تم اخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة مدفوعة، في معسكرات جهاز الأمن والحماية التابع للوزارة".
ويؤكد صبيح أن الفكرة على الرغم من أنها جديدة على المجتمع الفلسطيني إلا أنها لاقت رواجاً و انتشاراً كبيراً في وقت قياسي، حيث يزداد الإقبال عليهم بشكل مستمر من قبل الشركات والمصانع والأشخاص، خصوصاً بعدما يرون ما تقدم من خدمات مميزة.
وعن العاملين في تلك الشركة يستكمل حديثه قائلاً "يتم اختيار العاملين في الشركة ممن تتوفر فيهم قدرات جسمية وعقلية محددة، ويجري اختيارهم بعد اجتياز عدد من الفحوصات الطبية وإجراء التحريات الأمنية عنهم".
ويشير المدير التنفيذي إلى أنهم يعانون من عدة معيقات وتحديات، أهمها الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عدة سنوات، مما يعيق وصول الكثير من الوفود إلى غزة والتي تكون بحاجة للخدمات الأمنية، وكذلك الحصار يقف في وجه الكثير من المستثمرين الذين يرغبون في افتتاح المصانع والشركات والتي تحتاج لخدماتهم بشكل دائم.
ويطمح صبيح كغيره من القائمين على تلك الشركات، إلى امتلاك عدد من الشبان ممن يمتلكون قدرات ومهارات عالية جدًا، توازي تلك المعمول بها عالميًا، ويستكمل هذا لن يحصل إلا في حال رفع الحصار وامتلكنا القدرة على السفر، لإلحاق الشباب بأكاديميات تدريبية متخصصة في مجال عملنا.
وفي أحاديث منفصلة أجرتها "وطن" مع عدد من العاملين في هذا المجال، أجمعوا على أنهم يمارسوا هذا العمل من أجل تلبية رغبة وإشباع طموح، ومن جانب أخر يعد هذا العمل مصدر دخل لهم في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة يعيشها القطاع منذ عدة سنوات.
وأوضحوا أن نظرة المجتمع لهم نظرة إيجابية بناءة، والدليل على ذلك أن كثير من المواطنين يبدون إعجابهم بهم حين يرونهم ويسرعون لالتقاط صور تذكارية معهم، وبينوا أن للمهنة عدد من المخاطر والصعاب، لكنهم يتغلبون عليها بما يمتلكون من مواهب وقدرات عالية.
ومن جهته قال الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم في تصريحات صحفية "أنهم سمحوا بإيجاد هذه الشركات في القطاع منذ ثلاث سنوات تقريباً، بعد منح أولى هذه الشركات التراخيص اللازمة للعمل"، وأشار إلى أن الوزارة تشرف على هذه الشركات بشكل مباشر وتتابع عملهم أولاً بأول، وتسهل لهم عملية امتلاك السلاح وترخيصه بشكل معقول يتناسب مع طبيعة عملهم.
وبلغ عدد الشركات العاملة في هذا المجال والمرخصة لدى وزارة الداخلية بغزة ثلاث شركات، يعمل بها ما يقرب من ستين رجل أمن بشكل ثابت، عدا عن مئات الشبان الذين يعملون بنظام القطعة والساعة.
ويتوقع أن تمنح المزيد من الفرص للشباب الراغبين بالعمل في هذا المجال، في حال فتحت المعابر وتنامت حركة التنقل من وإلى القطاع.