(صور) قصر أبو حجلة فن معماري شاهد على العمارة والتاريخ

09.02.2017 10:21 AM

وطن- إبراهيم عنقاوي: تشكل البلدة القديمة في ديراستيا (شمال غرب سلفيت) نموذجاً معمارياً فريداً من نوعه لا يزال شاهداً على حقب الرومان والمماليك والعثمانيين، إذ تشكل بيوتها المتلاصقة والمرتفعة حصنا يحميها من الهجمات والأعداء، وبوابتها المقوسة مدخلا لكنز لن تجده إلا في القدس والمدن القديمة، حيث تعتبر البلدة نموذجاً مصغراً في بيوتها وقصورها وبلاط أزقتها ومكانها للمدن القديمة الكبرى.

 

المضافة .... فخامة المكان دلالة الكرم

تبلغ مساحة البلدة القديمة 65 دونماً وتحتوي على أربع مضافات لاستقبال المسافرين والضيوف، حيث كانت البيوت المجاورة للمضافات تقوم بإطعام وسقاية الضيوف وخيولهم ومع بزوغ الشمس يتحركون في مسيرهم نحو الشمال أو الجنوب.

كانت المضافات مكاناً للحراسات أيضاً، حيث تخضع البلدة للحراسة على مدار الساعة يتشارك فيها جميع رجال البلدة حتى لا تتعرض لهجمات أو غزوات قطاع الطرق واللصوص والأعداء من خارجها.

اللافت عند زيارة البلدة قصر عبد الرحيم موسى أبو حجلة، الذي بناه أحد الإقطاعيين العثمانيين قبل نحو 600 عام، ثم تحول إلى مركز حكومي للعثمانيين الذين حكموا البلاد لفترة طويلة، وبعد رحيلهم عن فلسطين منحوه لأحد جباة الضرائب من الفلاحين ثم اشترته عائلة أبو حجلة  في البلدة، وقامت بتأجيره قبل سنوات قليلة للبلدية لمدة 20 عاماً مقابل ترميمه لاستعماله كبيت للضيافة في البلدة.

ما يميز القصر دقة البناء ورفاهية العيش فيه، فهو يحتوي على بلاط مزخرف يشكل لوحة فنية تسرّ الناظرين، إضافة إلى تدفئة شتوية ومكيفات صيفية قديمة، ففي عدد من جدرانه تنتشر غرف صغيرة كانت تستعمل كتدفئة في الشتاء تم اكتشافها حديثاً صدفة بعد الشروع في عمليات الترميم، فأثناء حفر العمال في الجدران وجدوا غرف صغيرة تحتوي على دواخين للأعلى كانت مغلقة بالطين، يرجح أن العساكر العثمانيين أغلقوها حتى لا يهرب المساجين منها.

أوان فخارية لشربة ماء باردة صيفا

و ينتشر على سطحه وجدرانه الخارجية أوانٍ فخارية كالأنابيب مرتبة فوق بعضها بما يشبه بيوت الحمام. يقول عايد المشني المشرف على عملية ترميم القصر الأولى لـ وطن، إن الأواني الفخارية كانت تستخدم للتبريد على ساكني القصر في فصل الصيف، حيث يتم ترطيبها  بالمياه لتعطي هواءً بارداً ورطباً.

وفي أسفل القصر يوجد بئران واحد للمياه عمقه ثمانية أمتار والآخر للزيت، ما يؤكد أن البلدة كانت وما زالت من أكثر البلدات الفلسطينية إنتاجاً للزيت حيث تعتبر ثالث بلدة في إنتاج زيت الزيتون حالياً وتبلغ مساحتها 36 ألف دونم غالبية أراضيها مزروعة بالزيتون، وفق ما أخبرنا رئيس البلدية سعيد زيدان.

في كل قصر اقطاعي ، سجن ومشنقة 

أما زوايا القصر وأجزائه الأخرى فهي تشكل القسم الأكبر منه، فيحتوي على 10 غرف كبيرة، تم تحويل بعضها إلى مكان للعسكر العثماني، وأماكن للسجن، إضافة إلى غرفة صغيرة تتسع لشخص واحد تم تحويلها لسجن إنفرادي "زنزانة". كما أنه يحتوي على ساحة كبيرة كانت تستخدم اسطبل للخيول، ومكاناً للإعدام حيث كانت تعلق بها المشنقة وفق ما أكد المشني.

يرتفع القصر نحو 492 متر عن سطح البحر وهو بذلك يضع كافة أراضي البلدة ومنازلها القديمة تحت أعين ورقابة العثمانيين وسكان القصر.

مقتطفات من القصر والبلدة 

تصميم وتطوير