سوزان.. أم وموظفة وطالبة أنهت الجامعة في سنتين

20.12.2016 12:45 PM

إن حضر التفاهم زالت العقبات

رام الله- وطن- مي زيادة: كيف يمكن لامرأة ان تعمل موظفة بدوام كامل، وطالبة بدوام كامل، وام وربة بيت بدوام كامل؟ بالتأكيد انها الارادة، ولكنها أيضا سعة صدر الزوج وايمانه بزوجته وحقها في التطور والتقدم دون ان يشكل ذلك، كما عند الكثيرين عقدة من رؤية زوجته ترفع مستواها المهني والعلمي فهو يرى نجاحها نجاحا له ونموذجا لعائلة تنمو في بيئة من التفهم والتفاهم
هي أم وموظفة وأنهت الثلاثاء 19 كانون اول،  تعليمها الجامعي في وقت قياسي، ليس بالأمر السهل ان توفّق بين مسؤولياتها كأم وزوجة ومايتطلبه عملها وان تجد لنفسها وقتًا لتدرس الخدمة الاجتماعية وتنهيها في عامين فقط، في الوقت الذي يستغرق الامر من الطالب الجامعي 4 سنين على اكثر تقدير.

سوزان جمال علي نتشة (27 عاما)، من القدس، متزوجة وتسكن في رام الله، وام لطفلة تبلغ من العمر 3سنوات، وموظفة في مجلس القضاء الاعلى، إلى جانب ذلك فقد أنهت بكالوريوس خدمة اجتماعية يوم أمس من جامعة القدس المفتوحة في وقت قياسي جدا.

تقول سوزان والتي سنطلق عليها لقب"الام الخارقة" لـ"وطن": انهيت ادارة مكاتب من كلية في القدس قبل الزواج، وبعد الزواج اتخذت قرار استئناف تعليمي الجامعي فسجلت في جامعة القدس المفتوحة، لأطور نفسي أكثر.

عائلة زوجها تفهمت وشجعت

وجدت تقبلاً كبيرا من زوجي واهلي واهل زوجي والذين وافقوني وشجعوني على الفكرة أكثر، فكان زوجي متعاونًا جدا معي وخاصة في ايام الامتحانات، كان يأخذ ابنتنا لين ويخرج بها ليهيئ لي جوًا دراسيًا، وفيما يتعلق بعملي أيضًا كانوا متعاونين معي جدا.

وتتابع حديثها: "في سنتين انهيت ماينهيه الطالب في اربع سنوات، لم أكن احضر المحاضرات، فلا اذكر أني ذهبت لمحاضرة سوا مرتين فقط، كان الاعتماد على جهدي الذاتي، وكنت أسجل ساعات كثيرة في الفصل الواحد، آخر فصل لي في الجامعة سجلت 19 ساعة، وكنت بدل الفصل الصيفي الواحد أأخذ فصلين صيفيين، كنت اضغط نفسي لأنهي بسرعة، فكان لدي التزامات كثيرة مابين البيت والطفلة والعمل، وحتى لا يذهب من عمري الكثير وانا منشغلة بين الكتب، وكان كل من يرى علاماتي ويعرف ظروفي وكيف أسيّر اموري ونهج حياتي انا وزوجي يتفاجأ، ويشجعني عندما يعلم ان معدلي ايضًا 82.8.

سوزان ناقشت يوم أمس مشروع تخرجها والذي يحمل عنوان: الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية للاسرى المحررين في مدينة رام الله والبيرة، ويشرح العنوان مضمون المشروع بشكل تفصيلي.

وعن الصعوبات التي واجهتها خلال اعدادها مشروع تخرجها والذي استمر اربعة شهور، تقول: الصعوبة الكبيرة كانت في الاستبيان والتحليل الاحصائي للمشروع، لكني لم اجد صعوبة في ايجاد حالات لاسرى محررين فكل بيت فلسطيني لا يخلو من اسير، فمشروعي ناقش حالة 100 اسير.

بيتان في كفر عقب والجلزون والسبب هوية سوزان

وفي سياق الحديث، تطرقت سوزان لإخبارنا انها تحمل هوية مقدسية ومنحتها لابنتها، لكن هذه الهوية حتّمت عليهم أن تفتح العائلة  منزلين أحدهما في كفر عقب للمحافظة على هويتها، لانه وفق القانون الاحتلاليي يجب ان يكون لحامل الهوية الزرقاء منزلا في منطقة تابعة للقدس حتى لاتُسحب منها الهوية، ومنزل اخر في مخيم الجلزون.

وتؤكد أنها كانت تعلم بالمشاكل التي ستواجهها من اقدامها على الزواج من رجل يحمل هوية ضفة، لكنها لم تشكل لها اي عائق ولم تتردد في اقبالها على هذه الخطوة المصيرية ولم تندم على اتخاذ هذه الخطوة.

الزوج يتعلم ايضا

الزوج مهدي حمدان من مخيم الجلزون، يعمل موظفًا في دائرة السير برام الله، كان سعيدًا جدًا بنجاح زوجته وتفوقها، وهو من قصدنا لنشر قصة نجاح زوجته التي يفخر بها.

يقول لـ"وطن": "انا وزوجتي أنهينا دراستنا الجامعية خلال زواجنا، فأنا ايضا تخرجت قبل عام فقط تخصص ادارة اعمال، وربما هذا ماشجعها ايضا لأن تكمل تعليمها".

ويضيف الزوج: "كنت أتابع امورها في الجامعة وكل مايلزم وتحتاجه من تسجيل ومواد ومحاضرات، تخصصها لا يحتاج لحضور كافة المحاضرات، وعملها تساهل معها ايضًا".

وعن علاقتهما الزوجية وحياتهما اليومية، قال: "كنا نوفّق الامور فيما بيننا بحيث نساعد كلا منا الاخر، ونتغلب على كافة المشاكل في العمل والدراسة والمنزل، حتى طفلتنا الوحيدة، كنا نتساعد في تربيتها نومها واكلها ولعبها".

 

 

تصميم وتطوير