منير استشهد 50 مرة، اغتالوه طفلاً واعادوه صوراً

10.11.2016 11:23 AM

رام الله- وطن- رولا حسنين:بعد 24 عاماً على اغتياله.. الاحتلال يفتك جراح عائلة جرادات بـ50 صورة للشهيد بعدد الأعياد 50 عيداً بعدد الأعياد التي غاب عنها الشهيد منير.. 50 صورة بعدد الأعياد الراحلة، وشقيق يحمل الاسم والأثر ولأن ذكرى الراحلين لا يخبو حنينها،

أمسكت الحاجة فاطمة صور ابنها الشهيد منير، بعد 24 عاماً من استشهاده، ظل فرط الحنين يدلّها على ذكريات ابنها، صورة طبعت 50 نسخة ولا تدري ما وراء هذا العدد، ولكنها تعلم ذكرى الصورة والعدد الذي يشبه عدد الأعياد التي مرت على العائلة وهي تفتقد كل مرة الشهيد منير.مع كل تكبيرة عيد .

الذكريات كلها تدفقت على رأس ام منير، بحلوها ومرها، ومر شريط حياة الشهيد منذ لحظة ولادته مرورا بطفولته وشبابه وانتهاءا بمشاركته في الانتفاضة الشعبية، حيث انهت رصاصة الاحتلال مسيرة حياة شاب كان الطموح يملأ صدره، وضحى بحياته من اجل وطنه، كل ذلك مر بعد ان سلّم الارتباط العسكري الاسرائيلي، صباح اليوم الخميس، عائلة الشهيد منير جرادات، مغلفاً باسم الشهيد ورقم هويته، مغلف لم تكن العائلة تدري فحواه، الى أن وجدت فيه 50 نسخة من صورة تعود للشهيد.

تحسست الحاجة فاطمة (62 عاماً) صور ابنها، وقلّبتها ودموعها تخطّ طريقاً على وجنتيها، وتمتمات لسانها مستمرة منذ استشهاده، دعاءا له ان يحستبه الله شهيدا وهي تكرر" الله يرضى عليك يا بنيي رضى قلبي ورضى ربي "، قبّلت الصور كيوم تقبيلها للشهيد في آخر وداع له، واسترجعت بذاكرتها ميعاد الصورة التي قال لها الشهيد قبل 26 عاماً "هذه صورتي في الهوية"، ولم تكن فاطمة تعلم أن هذه الذكرى ستعيد ترتيب المشهد في مخيلتها بعد سنوات طوال من الرحيل، حيث اغتالت وحدة من المستعربين التابعة لجيش الاحتلال الشهيد منير وهو بعمر الثامنة عشر ربيعاً، طفلا على اعتاب الرجولة، بعد مطاردته عامين كاملين.

17 حزيران، تاريخ محفور في وجدان العائلة: " اختار المستعربون تصفيته بدل اعتقاله"
17/6/1992 تاريخ طُبع في ذاكرة عائلة جرادات، كما طُبع على جدران الوطن، مرفقاً بخبر اغتيال منير، الشهيد الذي كان أحد أفراد مجموعة "الفهد الأسود" وخاض اشتباكات مسلحة مع الاحتلال، شهدت عليه أشجار الوطن وجباله وحجارته، وكان آخر شاهد عليه قرية عانين التي خاض فيها آخر اشتباك مسلح مع الاحتلال، قبل اغتياله بأيام قليلة. يقول خالد جرادات شقيق الشهيد منير، إن" وحدة المستعربين كانت قادرة على اعتقال شقيقي، ولكنها اغتالته عن بعد مترين فقط، حينها أدركنا حجم القلق لدى الاحتلال من شقيقي، قلق ما زال مستمر ا حتى هذا اليوم، ليقدم الاحتلال على تسليمنا 50 صورة لأخي، بعدد الأعياد التي غاب عنا فيها منير".

يضيف خالد لـ وطن إنهم لا يعرفون ماهية الرسالة التي أراد الاحتلال ايصالها للعائلة بعد ارساله لهذه الصور، ولا يعرفون ما اذا كانت هذه الصور بعددها منتشرة على حواجز الاحتلال في الأعوام التي كان فيها منير مطارداً، ليتم التعرف عليه، أم أنها رسالة قلق للعائلة ونكأ الجراح التي رافقتهم مع رحيل منير، ولكن كل ما يعرفونه أن ربع قرن من استشهاد منير ما زال الاحتلال قلقاً من كل شيء يتعلق بالشهيد.


استشهد منير، فانجبت الام منيرا آخر
رحل منير الشهيد، وأصرّت الأم على أن يكون لمنير أثر باق، فكانت العائلة على موعد مع قدوم منير آخر، أنجبت والدة الشهيد طفلاً عام 1994 وأسمته باسم شهيدها، ليظل منير حاضراً في مخيلتها، منير الحيّ يُمثل منير الشهيد، منير الحيّ كان قدره مع الاحتلال يشبه قدر والده واخوته، حيث كان الأسر المتكرر موعدهم، أشقائه خالد وأنور ومحمد وأحمد ومنير ذاقوا مرارة السجون، وكذلك الأب عبد الكريم الذي حرمه الاعتقال من وداع ابنه الشهيد آنذاك وكان يقضي حكماً بالسجن 3 أعوام.

تصميم وتطوير