السوداني لـ"وطن": قرار اليونسكو بشأن الحرم القدسي انتصار معنوي وقيمة سياسية

27.10.2016 11:00 AM

رام الله- وطن: صوتت لجنة التراث في منظمة الثقافة والعلوم التابعة للامم المتحدة، امس الاربعاء، على مشروع قرار ينفي علاقة اليهود بالحرم القدسي.

وتعقيبًا على القرار، قال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني لـ"وطن":  اتخذ القرار بعشر اصوات مقابل ثمانية اصوات ممتنعة واثنين رافضة، وهي تنزانيا وكرواتيا، ولكن القرار اتخذ وحسم لصالح فلسطين لان التصويت سرّي وليس علنيا، لكن رجحت الكفة لصالح فلسطين، وهو انتصار معنوي وذي قيمة سياسية.

ويضيف: "اليونسكو برلمان ثقافي دولي تعتني بالموروث والذاكرة والعلوم والثقافة والتربية، وتوصياتها يُستأنس بها في السياقات،  وتؤكد على حقوق الشعوب، ووتدافع عن الموروث والذاكرة والتراث في المناطق المهددة بالخطر، والمسجد الاقصى في عام 1981 قُدّم من قبل الاردن على لائحة التراث العالمي، وفي 1982 قُدّم للجنة التراث العالمي المهدد بالخطر، ومازال يتعرض الى الان للحفريات اسفله ومازال يتعرض للاعتداء على المقابر كمقبرة الرحمة ومأمن الله، وتغير المنهاج الفلسطيني، الاستيطان والجدار، وسكك الحديد، وتغير معالم المدينة، والاعتداء على وعيها وحجارتها القديمة، ومحاولة خلق رواية نقيض عن المكان، يقوم بها الاحتلال من خلال دبلوماسية واماكن اعلامية.

وأكد السوداني على أن اليونسكو منذ عام 1967 وهي ترفض كل هذه الاجرءات والاعتداءات سواء من اعتداءات يومية من قبل المستوطنين الى اقامة صلوات تلمودية، والاعتداء على المرابطين والمصلين، والتقسيم الزماني والمكاني، استباحة المقدس وتدنيسه من خلال اقامة حفلات وخمور، في اطار الاساءة للدين، وكل ذلك تحت باصرة اليونسكو التي ترفض كل مامن شأنه ان يسيء الى التراث العالمي والمقدس الاسلامي، وعادت للتأكيد على ان المسجد الاقصى والحرم الشريف ملك للمسلمين بعيدا عن اوهام الاحتلال بالهيكل المزعوم والبحث في طبقات التاريخ والجغرافيا عن مزاعم باطلة وادعاءات مفبركة ومشوهة لها علاقة بالواقع والوقائع، بالتالي قرار اليونسكو يأتي استكمالا للقرارت السابقة في المجلس التنفيذي الاسبوع الماضي، في التأكيد انه لابد من الحفاظ عليه كأحد قناطر الثراث الموجودة على قائمة لجنة التراث المهدد بالخطر والحيلولة دون الاعتداء عليها من قبل الاحتلال.

ماذا بعد التصويت؟

وأشار إلى أن الاحتلال يريد ان يكتب روايته عنه وعنا، وهذا هو التحدي الكبير، من خلال تزوير الحقائق ونفيها عبر اكاذيب واقاويل احتلالية محمولة على عقد توراتية لكي يحوّل الصراع الى صراع ديني، فمثلا: حائط البراق يقابله "حائط المبكى"، وهو مالا يمكن ان نقبل به لأن الصراع صراع سياسي على الثقافة والوعي والمكان والمكانة، مضيفًا أن صراع الشعب الاعزل في حواري القدس وكل سياقات فلسطين، والتحدي هنا في ان يكتب الفلسطيني روايته بكل صدق وحق، مقابل رواية دخيلة هجينة يتم تخليقها بناء على ادعاءت واكاذيب لحرف الوعي العالمي عن حقيقة مايجري في القدس من استباحة واهوال يعاد انتاجها على جسد المدينة ووعيها وذاكرتها وثقافتها العميقة.

وتابع القول: "لذلك ان يتم التأكيد على هذا المكان بما له من مكانة انما هو تأكيد على قوة الثقافة الفلسطينية والذاكرة والوعي الفلسطيني الذي يرفض الكي وان ينكسر او يخضع لانه قادر على منازلة الاحتلال واثبات هذه الاحقية التي تُحمَل على المعراج المقدس والبطولات العالية والتضحيات الكبيرة".

ودعا السوداني المثقفين الفلسطينين في الوطن والشتات والعرب و احرار العالم ان يعيدو تصويب البوصلة بما يتعلق بكتابة تاريخ فلسطين بكل تفاصيله، لأن المعركة الان هي معركة على الوعي، ونحن هنا في فلسطين لانكتب بالحبر البارد بل بالحبر الساخن، بحنّاء دماء الشهداء الذين مازالو يواصلون طريق الحرية والاستقال.

وطالب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من المثقين والتربويين  والمشرفين والمشتغلين بالوعي بالشأن الثقافي ان يكرّسو كتابة الرواية الفلسطينية التي يريدها الاحتلال من خلال استدخال عليها ماليس منها، عبر الحذف والتزوير، كما يفعل بالقدس في المنهاج الفلسطيني، حين قامت بحذف العلم الفلسطيني ونشيد "فدائي"، وكل مايتعلق بالهوية والثقافة والوعي الفلسطيني ليستبدله بروايات لها علاقة بالاحتلال، ويقوم بتوزيعه متجاوزا حقوق الملكية الفكرية التي من حق التربية والتعليم الفلسطسنية والتعليم العالي كحقوق محفوظة في قانون الملكية الفكرية في العالم، متجاوزين كل هذه القوانين وضاربين بعرض الحائط كل هذه لقرارات.

وقال السوداني : "وبلغ التبجّح لدى الاحتلال بأن يقوم مندوب اليونسكو الاحتلالي عندما صدر القرار لصالح المسجد الاقصى بأن يضع سلة المهملات على الطاولة وان يضع القرار فيها في استهانة لارادةالمستمعين واساءة للانسانية وغطرسة تعودنا عليها من قبل الاحتلال".

تصميم وتطوير