ليبرمان: " كثيرالكلام قليل الفعل"

17.10.2016 09:30 AM

كتبت ايزابيل كيرشنر

كانت اسرائيل خاضعة الاسابيع الماضية لتحد من الارض والبحر والجو، حيث استعد ضباط الامن  لموجة من العنف في ظل الاعياد العبرية، وبمناسبة عام على اندلاع الهبة الفلسطينية.

حادث اطلاق النار المميت في القدس، فيض اعمال الطعن في الضفة، وصواريخ من غزة على اطراف سديروت، اضافة لصواريخ سورية اطلقت على طائرات اسرائيل الحربية، وعملية تحد للحصار البحري على غزة من قبل عشرات النساء قدمن من اسبانيا على قارب . كل ذلك كان امتحانا لاستجابات ليبرمان الذي يعد متطرفا.

قبل تعيينه بصفقة سياسية مع نتنياهو لتعزيز ائتلاف اليمين، انتقد نتنياهو ما سماه يد الحكومة الناعمة في التعامل مع الامن. الان وبعد خمسة شهور من كلامه القاسي، قال ضباط اسرائيليون ومحللون وخبراء فلسطينيون انه فعل القليل لتغيير سياسات اسرائيل بشكل ملحوظ.

نهج العقوبات ضد الفلسطينيين لم يتغير

" انه يتكلم عن العقوبات الجماعية" يقول عاموس هرئيل المعلق العسكري لصحيفة هآرتس عن تهديدات ليبرمان ب" ترحيل العائلات والتجمعات من المناطق التي يخرج منها المهاجمون في الضفة المحتلة. " لكن اذا كان هناك حصار لقرية، فانه غير كامل، فقد رفع من الصوت وان ليس بشكل دراماتيكي".

بعض قرى الضفة حيث خرج المهاجمون، اغلقت مؤقتا واستمرت اسرائيل في نزع تصاريح عائلات المهاجمين للعمل في اسرائيل، وهدمت بيوتهم، لكن هذا لم يبدأ مع ليبرمان.

" جزء مما تكلم به ليبرمان هو سياسة اسرائيل المستمرة قبل ليبرمان والتي تتضمن العقوبات الجماعية" كما يقول غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت. " انها ليست جديدة ان عمرها 60 سنة".

طالما قال الجيش ان استراتيجيته هي محاولة التفريق بين من يعدون للعنف وباقي الفلسطينيين. وقال احد الضباط الذي لم يصرح باسمه بسبب تعليمات جديدة للجيش بذلك في ضوء احداث العنف، لمراسلين يعملون في الضفة للصحفيين: "لم يتغير اي شيء في سياسات الجيش".

عندما انفجرت الصواريخ المطلقة من غزة في سديروت في آب، ومرة اخرى قبل اسبوع، والتي احدثت اضرارا ودون اصابات بشرية، كان الانتقام الاسرائيلي اوسع من المعتاد. انها المرة الاولى التي ترد فيها اسرائيل بخمسين غارة جوية على اهداف عسكرية في غزة  وفي ليلة واحدة، كان المتوقع اثنتان او ثلاثة، في المرة الثانية ضربت اسرائيل اهدافا اقل، لكنها كانت في وضح النهار، وليس كما كان المعتاد في عتم الليل. في كلتا الحالتين كانت الاهداف فارغة ولم يقتل احد.

قبل ان يصبح وزيرا للجيش قام ليبرمان كزعيم قومي متطرف لـ "اسرائيل بيتنا"، والذي شغل سابقا وزارة الخارجية، والمعروف بعدم دبلوماسيته، قام بنقد وقف الحرب على غزة عام 2014. والتي انتهت باتفاق وقف اطلاق النار مع حماس دون انتصار حاسم لاسرائيل.

اتهم ليبرمان نتنياهو وحكومته انهم يتبعون سياسة "انهزامية"، مصممة على شراء الهدوء وليس سحق حماس".   بعد هجمات الاسبوع الماضي حذر ليبرمان علنا ان اي اطلاق نار من غزة سوف يرد عليه بقوة ، لكنه اضاف: "  نحن قيادة مسؤولة وحصيفة. نحن لا نبحث عن مغامرات، ولا احد يدفع نحو التصعيد ضد حماس في غزة".

قال احد القادة الكبار في المنطقة الجنوبية التي تضم جبهة غزة  انه كانت هناك نية لشن 50 هجوما ضاربا وذلك لاجل" فحص قدراتنا الذاتية" و " لتوجيه رسالة للطرف الاخر". بعد ضرب سديروت قال الضابط الذي رفض التعريف باسمه ان المقاتلين في غزة "قد تجاوزوا الخط الاحمر". لكن الرد لم يكن محسوبا بما يجعله يطلق التصعيد، كانت التعليمات لدي هي اطالة الهدوء اكثر ما يمكن". وعندما اعترضت البحرية الاسرائيلية السفينة النسائية، حاولت ان تظهر انها لم تأت لتحارب، بارسالها نساء محاربات على الزورق.

في آب كشف ليبرمان عن خطته لمحاربة الارهاب والتعامل مع الفلسطينيين، واصفا اياها بسياسة "العصا والجزرة". رفض طاقمه مناقشة التفاصيل في هذه السياسة، لكنه قدم كشفا مختصرا عنها والتي قدمها ليبرمان للصحفيين.
تعطى الجزرة لغير المتورطين في هجمات ضد اسرائيليين، وتتضمن تحسين البنية التحتية وفرصا اقتصادية.  يقول:" اذا اراد احدهم ملعبا لكرة القدم، او روضة اطفال، او اراد الحديث عن الاقتصاد والاعمال والتجارة نحن جاهزون بالتأكيد. نحن هنا لنعيش جنبا الى جنب".

ليبرمان نفسه هو مستوطن في الضفة الغربية، ويتكلم عن زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين، وتسهيل الحواجز.
في لقاء عقد في ايلول عرض المسؤولون الاسرائيليون "حلويات اكثر"، منها تطوير معبر الكرامة وترخيص مستشفى للاطفال قرب بيت لحم، وخطط رئيسية لبناء ضواح في مناطق ج حيث تمنع اسرائيل البناء فيها. كما كان هناك حديث لايصال انبوب غاز الى غزة لتشغيل محطة الكهرباء وتسهيل ازمة الطاقة هناك، اضافة الى بيع الفلسطينيين مزيدا من المياه.

يقول كيري: اثناء الاجتماع: " هذه هي انواع من الخطوات التي تعبر عن تفكير سليم، اذا طبقت ستنقلنا الى الامام بطريقة ايجابية، لا احد ينكر ذلك. لكن لا افق سياسيا في اي منها".

لم يكن لهذه الحوافز اي صدى عند الفلسطينيين الذين يريدون رؤية انتهاء الاحتلال وولادة دولة فلسطينية، ويصف جمال الدجاني، مدير الاتصال الاستراتيجي في مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية هذه الاستراتيجية " كاستراتيجية قديمة- جديدة جربت سابقا ولكنها فشلت".

ويضيف:"انهم لا يعملون معروفا بالسماح ببناء روضة هنا او ملعب هناك، لتملك العقول والقلوب – لا تشتريها شراء بملعب وحضانة، يمكن ان يكون هذا دون منة".

وبالنسبة للعصا التي يريد استخدامها خارج صندوق الادوات المستخدمة سابقا وحاليا من هدم بيوت، الغاء تصاريح العمل او نزع بطاقات الشخصيات المهمة ، فان ليبرمان يبدو غامضا.

عن نيو يورك تايمز، ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير