الاحتلال يتوقع عمليات مشابهة لما فعله أبو صبيح

10.10.2016 11:33 AM

وطن:

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان ارهاب الافراد الفلسطيني الذي اندلع بقوة كبيرة قبل سنة، يتواصل الان خلال فترة الاعياد اليهودية الحالية. في المكان الذي يمكن فيه للمخرب وضع يده على السلاح، كما حدث صباح امس الاحد، في "جبعات هتحموشيت" في القدس، فسيكون ذلك مسألة مفضلة بالنسبة له مقارنة بعمليات الطعن والدهس التي تسبب في غالبية الحالات، عددا قليلا من الاصابات. بما ان المخرب الذي قتل امس امرأة وشرطيا هو من سكان القدس الشرقية، فانه لم يواجه اي عائق يمنعه من الوصول الى المكان بسيارته.

لقد سارعت حماس والجهاد الاسلامي الى الترحيب بالعملية، لكن اتجاهات الارهاب خلال الأشهر الاخيرة تشير حتى الان الى فشل التنظيمين بالذات. قبل سنة، حاولت حماس الركوب على موجة الارهاب وحث سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية على حمل السلاح الساخن، يحذوها الأمل بتصعيد العنف وتوليد الاشتعال الداخلي الذي سيهدد استمرار السلطة الفلسطينية. عمليا، تواصلت عمليات الافراد في الوقت الذي واجهت فيه حماس صعوبة في تفعيل خلايا تابعة لها، باستثناء عملية انتحارية واحدة وقعت في القدس في نيسان الماضي، والتي نفذها مخرب من بيت لحم، وكان القتيل الوحيد في العملية. في الغالبية المطلقة للعمليات، نجح الشاباك واجهزة الأمن الفلسطينية باعتقال خلايا حماس في الضفة قبل خروجها لتنفيذ العمليات.

مصباح الذي عمل صباح امس، وتم قتله خلال تبادل النيران مع الشرطة، هو ناشط محلي معروف في حماس، وعضو حركة المرابطين، قوات الدفاع التي اقامتها الحركة الاسلامية في اسرائيل، بهدف مواجهة الشرطة والمصلين اليهود في الحرم القدسي (والتي اخرجتها اسرائيل عن القانون قبل سنة). انه من سكان حي سلوان، احد الاماكن التي تشهد اشد احتكاك في شرقي المدينة بين الفلسطينيين والمستوطنين والشرطة والبلدية. وسيكون على الشاباك والشرطة فحص عدم توفر انذار مسبق حول مخطط المخرب (وكيف تمكن من الحصول على سلاح ناري)، رغم انه اكثر من النشر المتطرف على الفيسبوك، بل كان يجب ان يبدأ امس، بقضاء عقوبته في السجن لأربعة اشهر، بعد ادانته بمهاجمة شرطي.

العامل الديني في العملية الأخيرة واضح. انه يرتبط بالصراع الفلسطيني على الحرم القدسي والخوف الدائم في القدس الشرقية من محاولة اسرائيل منع المسلمين من دخوله، خاصة في فترة الاعياد العبرية. وبما ان العملية حدثت في مكان رئيسي، فقد ادت الى خسائر في الأرواح، وتم توثيقها بكاميرات من الجانب الفلسطيني، ومنفذها هو شخص معروف نسبيا بين النشطاء في القدس – هناك اسباب كثيرة للتكهن بأنه في اعقابها يتوقع قيام مقلدين ومحاولة تنفيذ اعمال مشابهة في الفترة القريبة، خاصة في القدس والخليل.

على خلفية تجدد تقوض الشعور بالأمن الشخصي في القدس، ستدرس الشرطة تعزيز قواتها بشكل اكبر في المدينة، بالإضافة الى الاستعداد المتزايد للجيش في الضفة خلال فترة الاعياد. في تشرين الاول الماضي بدأت بشكل مشابه في القدس موجة ارهاب تم صدها بشكل تدريجي في نيسان – ايار من العام الجاري، وكان لها وميض آخر عدة مرات في الأشهر اللاحقة. يمكن الافتراض بأنه في الجانب الاسرائيلي تم استخلاص العبر العملية وسد عدة نقاط ضعف، بشكل يفترض ان يساعد على تقليص خطر اندلاع واسع. لقد تم امس نشر نتائج استطلاع فلسطيني اجرى في الضفة والقطاع بمشاركة حوالي الف شخص، ويستدل منه – ربما بشكل مفاجئ – ان اكثر من نصف الشبان الذين تم استطلاع آرائهم، يعتبرون البطالة مركز القلق والعدو الأول بالنسبة لهم.

لكن الفارق الأساسي مقارنة بالظروف قبل سنة يتعلق بالضعف المتواصل لمكانة السلطة الفلسطينية. في الأسبوع الماضي، بعد عدة ايام من تعرض الرئيس ابو مازن الى انتقاد بالغ من قبل حماس وفتح بسبب مشاركته في جنازة بيرس، تم اجراء عملية قسطرة له في مستشفى رام الله. الى جانب مشاكله الصحية، تواصل السلطة اظهار مصاعب في السيطرة على الميدان. صد الارهاب في الجولة السابقة تم تحقيقه الى حد كبير بفضل التنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة، رغم انه مرت عدة اشهر حتى قررت التعاون في الجهود المبذولة لوقف العمليات.

الانتقادات العلنية للسلطة، ومعها التوقعات بانتهاء ولاية عباس والصراع على وراثته، يمكن ان تتحول الى محفز على اندلاع موجة اخرى. وهذه المرة، ايضا، ستكون القدس، والحرم القدسي خاصة، اماكن سيتضح فيها ما اذا سيحدث التصعيد الطويل والقاسي في المناطق، ام ان المقصود مرة اخرى ارتفاع وهبوط شبه مصادف، لا يعكس حدوث تحول ملموس في المواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين.

تصميم وتطوير