نِذر الحاج عابد ... حفنة تراب استنشقها بعد 45 عاما
رام الله - وطن: تحت شجرة قرب عين ماء عين الساكوت، يجلس الحاج عابد محمود 68 عاما، وامامه 4 مستوطنين مستلقين تحت خيمة، يتناوبون على السباحة في عين الماء، تحت حماية عدد من جنود الاحتلال.
الحاج عابد الذي ولد في منطقة عين الساكوت في الاغوار الفلسطينية، وكبر وترعرع فيها، استطاع العودة الى ارضه بعد اكثر من 45 عاما من الخروج منها، بعد طرده من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين في عام 1969، ومصادرة اكثر من 300 دونم لعائلته.
ويستذكر الحاج عابد الذي وصل الى ارضه قبل سنتين، لقاءه الاول مع ارضه، قائلاً "كنت قد قطعت نذر على حالي، اني لما ارجع على الارض امسك حفنة تراب منها واشمها، وهذا اول شي اعملته لما ارجعت".
وكانت محكمة الاحتلال قد اصدرت قرارا باعادة 3500 دونما من اراضي عين الساكوت الى اصحابها بعد رفعهم قضايا، لكن ذلك القرار لم يرى النور حتى اللحظة.
ولا زالت ذاكرة الحاج عابد مليئة بصور المكان قبل طرده وعائلته منه، وبيوت الاهالي وحدود ارضهم، لكن اليوم لم يعد في المكان سوى ارض مفتوحه جرداء، تحيطها حقول الغام، وجدار شائك، وقوات من جيش الاحتلال تتواجد في المنطقة باستمرار ، ومستوطنين يستولون على مساحات كبيرة من الاراضي لزراعتها.
ويقول الحاج عابد " في عام 1969 تم منعنا من دخول ارضنا وطردونا منها، خرجنا الى المناطق المجاورة كطوباس وبردلة وعين البيضا، واصبحنا نعمل لدى الناس، وبعد ان كانت لدينا اراضي نعمل بها.
الحاج عابد الذي عاش على الارض، ويقرا بعينيه ما يجري، يبدو انه غير مصدق لقرار محكمة الاحتلال، في ظل ما يراه في منطقة عين الساكوت من اجراءات تتناقض مع ذلك القرار، قائلاً " نعم نحن اليوم نجلس هنا في ارضنا، لكن في اي لحظة يمكن ان ياتي الجيش ويطردنا منها".
ويضيف " الكلام انه تم اعادة الاراضي، لكنه يبقى كلام وليس على ارض الواقع، الانه يمنع على اي من اصحاب الاراضي ان يحرث ويزرع ارضه، في الوقت الذي يستولي مستوطن على 5 الاف دونم ويزرعها بشتى اصناف المزروعات، نبقى نحن ممنوعين من زراعة اي شيء".
واضاف "المستوطنين الهم حكومة تساعدهم ونحن مين يساعدنا"، مضيفا ان قرار محكمة الاحتلال هو حبر على ورق، لا قيمة له اذا لم يخولنا بزراعة ارضنا، فنحن على استعداد لانزال كامل معداتنا منذ يوم غد.