موسم قطاف الزيتون بتوقيت الاحتلال.. كبارًا وصغارًا لقطف الذهب الأخضر
رام الله- وطن- مي زيادة: مع انبلاج الصباح وانكشاف أولى خيوط الشمس الذهبية يكون المزارع رمزي زيادة قد وصل أرضه وأفرغ معدات القطاف من الجرار" التراكتور" وبدأ عمله بالتقاط اولى حبات الزيتون هو ومن معه من عائلته ومن يعمل بالأجرة لديه، مبتسمين سعيدين بأن الموسم مبشّر هذا العام.
ويستغرق المزارع زيادة، في العادة، قرابة 60 يومًا في قطاف الزيتون ان كان الموسم "ماسي" وان كان "شلتوني" يحتاج ل35 يومًا على اقل تقدير، والطقس يلعب دورًا في تأخير القطاف، لكن زيادة والذي بدأ قطاف زيتونة يوم أمس السبت، مستغلاً بذلك العطلة المدرسية لأبنائه والاعياد اليهودية حتى ينضم له ابنه الذي يعمل في مستوطنة "بركان" وعمال آخرون مستغلين فترة الاعياد اليهودية حتى يقطفوا زيتونهم.
وهنا يتبادر إلى أذهاننا هل أصبحنا نعمل بتوقيت الاعياد اليهودية؟ أم أنها مصادفة أن يأتي الموسم بالتزامن مع هذه الاعياد؟ وهل كلنا نستغل هذه الظروف لننهي الموسم قبل قدوم الشتاء؟
المزارع زيادة يقول في حديث لـ "وطن"، يمكن قطف ثمار الزيتون بعد تارخ 27 أيلول /سبتمبر اي بعد عيد الصليب وهو التوقيت الفلسطيني الذي كان اجدادنا يعتمدونه ، وبالتزامن مع هذا التاريخ تبدأ الاعياد اليهودية، فتلقائيًا سوف نستغل هذه الفرصة لحشد أكبر عدد ممكن من قاطفي الزيتون، كما يستغل يومي الجمعة والسبت اي عطلة المدارس أيضًا، فالاولاد مهما كانو صغارًا فإنهم يساعدون في القطف والجمع ولو بصورة بسيطة، فضلا عن انهم يعيشون تجربة مثيرة بالنسبة لهم.
يا وزارة التربية، عطلوا المدارس في الموسم
ويوجه زيادة كلمة لوزارة الترية والتعليم ومجلس الوزراء قائلا: موسمنا يعتبر عيدًا بالنسة لكل مزارع لماذا لاتُتخذ خطوة جدية بتعطيل المدارس في هذا الموسم، في الوقت الذي تقر فيه الحكومة العطل في كل المناسبات والاعياد الشرقية والغربية، فبدلاً من ان ننتظر العامل في المستوطنات، لا بل نصطحب أبناءنا ليساعدوننا وليعرفو أرض آبائهم ويساعدوا في جني ثمار أشجارها، أليست هذه خطوة لتثبيتنا في أرضنا أم أن التربية والحكومة ابتعدت عن هذا النهج وهذه الخطة الوطنية، والتي يتسابق المحتل لسلبها منا وسرقتها واقتلاع اشجارها.
يا وزارة الزراعة: تحددون السعر ولا تشترون به من المزارع
وفيما يخص وزراة الزراعة، وعن تحديدها موعد القطاف يوم 15 من الشهر الجاري، قال زيادة: للأسف وزارة الزراعة لاتراعي أن هناك مزارعين يأخذون بالحسبان نسبة حموضة الزيت والطعم واللون ومعايير أخرى تطلبها أوروبا كشرط لشراء الزيت الفلسطيني من المزارع، فلو تأخرت حتى منتصف الشهر تلقائيًا سترتفع نسبة الحموضة للزيت، فهل أنت كوزارة زراعة مستعدة لشرائه مني كمزارع؟، إضافة إلى ذلك فهي تضع سعرًا وتكون غير مسؤولة عنه، فهل انت مستعدة يا وزارة لشراء الزيت بـ25 شيقلاً للكيلو كما اقوم ببيعه في الخارج إن تأخرت في القطاف إلى التاريخ الذي تحدديه؟.
ويضيف، عندما تطلب مني ومن غيري وزارة الزراعة أمرًا يجب عليها أن تعطي الحل في المقابل، فلاتعمل بالمثل القائل: " تعطينيش رغيف وتقلي لا توكلو كلو ولاتقسم منو"، كيف بدي اشبع منو؟.
واتفق في الحديث مع المزارع زيادة المواطن أحمد طعم الله والذي يستغرق في قطف ثمار الزيتون قرابة 50 يوما، حيث يقول لـ "وطن": كل سنة بنستنا الصليب يوم 27/9 وبننزل الزتون عشان نلحق نخلص قبل ما يدخل الشتا ويشتد.
ويضيف أن السبب الأهم من كل هذا أن أخوته يعملون في الداخل وعطلتهم أسبوع، فترة جيدة ومكسب للكل، في الوقت الذي يعمل فيه هو كموظف وعطلته تقتصر على يومي الجمعة والسبت.
"للأسف هذه الأيام تغيرت وحال الناس غير أيام زمان، زمان كانوا الناس طول وقتهم في هالأرض يحرثوا ويشقوا ويثنوا وينقبوا ويعشبوا الأرض بس اليوم لا بنحرث ولا بنّقب، وإذا ما حرثنا بنخلي حدا يرشهن مبيد أريح، وبننزل على موعد عطلة العمال بنلقطهن، هيك حالنا صار" على حد قوله.
ويتطرق في حديثه إلى عادة العونة ( من ينتهي من قطف زيتونه يساعد الاخرين) التي كانت سائدة زمن اجداده رغم بقاء بقايا منها لدى البعض: "أحسن شي أيام زمان أنه الناس بس يخلصوا أراضيهم يميلوا على جيرانهم وما يطلعوا من الوجه (مجموعات اراضي) إلا والكل مخلصة محدش كان يهمل هم الزتون مثل هالايام"..
بدورها قالت المواطنة نادين وليد والذي يعمل والدها داخل الخط الاخضر وبدأت عطلته اليوم بسبب الاعياد اليهودية، أنهم يستغلون فرصة الاعياد والمناسبات ليبدأو قطف ثمار الخير، بوجود والدها.
وتضيف أنهم يحتاجون لقرابة الشهر لينتهو من قطف الزيتون بسبب كثرة الاشجار وقلة العاملين والقاطفين، لذلك ينتظرون عطلة والدها بفارغ الصبر، مضيفة أن والدها بدأ اليوم عطلته التي تنتهي يوم الاربعاء، وهو سعيد للغاية لأني سيقطف ثمار زيتونه بيده ويساعدنا في ذلك، فكلنا ننتظر موسم الزيتون بفارغ الصبر وبساعده.
وتؤكد وليد أنه في هذا الشهر هناك اعياد يهودية كثيرة، وهو أمر سيساعد العائلات الفلسطينية وخاصة انها تتصادف مع موسم قطف الزيتون
وزارة الزراعة: تحديد موعد القطاف مبني على دراسة علمية
بدوره، قال مدير زراعة سلفيت المهندس ابراهيم الحمد لـ "وطن"، ان وزارة الزراعة تحدد موعد قطف الزيتون استنادًا لأمور كثيرة، منها: حِمْل الزيتون (كل ما كان الحِمل قليلا بكون النضج اسرع وبالتالي القطف ابكر والعكس صحيح)، والظروف الجوية من ارتفاع الحرارة وتأخر الشتاء، فكلها تؤثر على موعد الازهار.
ويشير، نقوم بعملية حسابية من تاريخ الإزهار للزيتون فهي تحتاج 180-210 يومًا حتى تصبح ناضجة للقطف، وبذلك نحدد موعد قطف الزيتون، وتم تحديدها منتصف شهر اكتوبر هذا العام، ولكنها تختلف من عام لآخر.
ويتابع الحمد حديثه ، في مدينة سلفيت هنالك لجنة تدعى اللجنة الزراعية هي موجودة من قبل وزارة الزراعة اي منذ زمن بعيد يقوم عليها فلاحين ومزارعين، بالعادة تحدد موعد قطف الزيتون بعد موعد وزارة الزراعة وبالعادة تلتزم مدينة سلفيت بهاذين الموعدين(موعد اللجنة وموعد وزارة الزراعة) ولاتبدأ القطف قبل ذلك رغم ان قرى وبلدات محيطة بدأت بقطف الزيتون منذ يوم الجمعة.
ويضيف، للاسف الشديد يستغل الناس عطلة العمال داخل الخط الاخضر وعطلة المدارس وعطلة المناسبات للموظفين كاليوم الذي يصادف رأس السنة الهجربة، وهذا كله دون الاخذ بعين الاعتبار نضج الزيتون من عدمه فهم في عجلة من امرهم، يريدون ان ينهو الموسم قبل فصل الشتاء والامطار مع ان الامطار مفيدة للزيتون وخاصة أن الاشجارعطشت بسبب الحر الشديد الذي مر عليها في الصيف، فقد كان فصلاً حارًا، كما ان المطر يغسل الاشجار من الغبار ويبعد الامراض الذي تنتج عنه، والامطار عادة تأتي بعد منتصف الشهر ولذلك يفضل أن يتأخر المواطنين في قطف ثمار زيتونهم، لذلك يفضل ان يتاخر المزارعون في قطف الزيتون حتى تهطل الامطار.