نشطاء حقوق الانسان في اوروبا ملاحقون من اسرائيل

17.08.2016 06:16 PM

وطن: كتبت عميره هاس

هو يقدم نفسه باسم أبو نبيل، لكن اللغة العربية ليست لغته الأم. مطاردة الناس وتهديدهم بالقتل هما عمله. يمكن القول إنه يحصل على راتب من هذا. هو يعمل في طاقم مسلح بتكنولوجيا متقدمة لمتابعة الناس والوصول اليهم.
في 25 شباط اتصل أبو نبيل بعائلة ندى  كسوانسون في السويد، وهي محامية فلسطينية تحمل الجنسية الاردنية والسويدية. وحذر أبناء العائلة من أنه اذا لم تترك إبنتهم مكان عملها فلن يرونها من جديد.

كسوانسون تبلغ 30 سنة من عمرها وهي تعيش في هولندة مع زوجها وابنتهما الصغيرة. وبصفتها موظفة في منظمة حقوق الانسان الفلسطينية “الحق” فهي حلقة الوصل الدائمة بين المنظمة وبين محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. قبل اسبوعين من المكالمة التهديدية قدمت كسوانسون وموظف في منظمة حقوق الانسان “ميزا”، الموجودة في غزة، الى المحكمة تقرير مفصل حول “يوم الجمعة الاسود” في رفح في الاول من آب 2014. التقرير هو من بين الوثائق التي تجري المحكمة بشأنها فحصا أوليا حيث ستقرر اذا كانت هناك امكانية لوجود جرائم حرب في عملية الجرف الصامد.

بعد بضعة ايام من المكالمة مع العائلة اتصلت امرأة مع كسوانسون وقالت إنها تعمل في وزارة الصحة الهولندية، وطلبت منها المشاركة في استطلاع حول مواجهة جرثومة زيكا. ولم تتم بعد اضاءة ضوء التحذير. كسوانسون أعطت عنوانها وبعدها اتصل أبو نبيل بهاتف المنزل وقال لها إنه من المخابرات الفلسطينية وأن حياتها وحياة شعوان جبارين، مدير مؤسسة “الحق”، في خطر. وأظهر الفحص أنه ليس هناك استطلاع كهذا في وزارة الصحة الهولندية.

استمرت المكالمات والتهديدات، واحيانا في الليل. وقامت كسوانسون بتغيير رقم هاتفها وتحدثت من هاتف زوجه الذي هو برقم خاص. ولكن في لحظة اتصالها مع الزملاء في رام الله تم الكشف عن رقم الهاتف وعنوانها ايضا من خلال تطبيق الاتصالات الخاصة “سغنال”. والى هناك ايضا وصلت رسائل تحذير وتهديد. وقد تم اختراق حاسوبها وتعطيله. باقة من الورود وصلت الى منزلها وعلى البطاقة كان توقيع أبو نبيل. هذه الباقة تم ارسالها من امستردام، ووجدت الشرطة أن هناك من حاول دفع ثمنها سبع مرات عن طريق الانترنت بواسطة بطاقة اعتماد من لوكسمبورغ.  هذا لم ينجح، فقام شخص ما بالذهاب الى المحل وشراء الباقة، لكنه لم يتم الكشف عن هويته من خلال كاميرات الحراسة.

في صناديق البريد في الحي الذي تعيش فيه تم توزيع منشور باسم “الحق” يطالب بالتبرع بالاغراض للاجئين في هولندة. والعنوان الذي كُتب كان عنوان “بيتها”. وبدأت الاغراض تتراكم أمام المنزل والجيران غضبوا. في 10 آب حصل زميلها من “ميزان” الموجود في اوروبا عن طريق البريد الالكتروني على ست صور لمكان سكنه في اوروبا مع التهديد بقتله هو وأبناء عائلته.

تهديدات القتل قزمت ظاهرة اخرى واجهها موظفو “الحق” و”ميزان” والمركز الفلسطيني لحقوق الانسان – المنظمات الفلسطينية الثلاث التي تعمل من اجل محاكمة اسرائيل في لاهاي. وقد تم اقتحام حساباتهم في البريد الالكتروني، ومنذ شهر شباط وصلهم عدد من الرسائل التي حاولت زرع الفتنة بينهم وبين اداراتهم، حيث نشرت فيها شائعات كاذبة واقترحت فيها اقتراحات وهمية للعمل في اوروبا مع اللاجئين. وقد اتصل اشخاص مجهولون مع المتبرعين لهذه المنظمات في الخارج وطلبوا منهم وقف تبرعاتهم بسبب الفساد.

المدعي العام سيمون مينكس من مكتب المدعي العام في لاهاي يقوم بالتحقيق في التهديدات تجاه كسوانسون. وحسب الصحيفة الهولندية “ان.آر.سي” التي كانت أول من تحدث عن القضية، مينكس مختص في الجرائم الدولية مثل جرائم الحرب والارهاب. والاستنتاج الاولي للمحققين هو أن من يقف من وراء المطاردة ليسوا أفرادا. والمنظمات الفلسطينية استنتجت أن التهديدات هي اثبات على أن عملهم الجماهيري والقضائي لمحاكمة اسرائيل في لاهاي يقلق من يجب عليه أن يقلق.

هآرتس   17/8/2016

تصميم وتطوير