القومية الدينية تسيطر في اسرائيل وعلى حزب العمل المبادرة

11.08.2016 06:20 PM

وطن:كتب  آري شبيط

أظهر استطلاع معهد “جيوكرتوغرافيا” الذي تم نشره في بداية اسبوع منح كتلة اليمين الصهيوني (الليكود – البيت اليهودي – اسرائيل بيتنا) 41 مقعدا. واليسار الصهيوني (العمل وميرتس) 13 مقعدا. وحسب الاستطلاع فان حزب نفتالي بينيت سيحصل في الانتخابات القادمة على 16 مقعدا وحزب اسحق هرتسوغ على 8 مقاعد. تأييد المعسكر القومي أكبر الآن بثلاثة أضعاف تأييد معسكر السلام، وتأييد الحزب الصهيوني الديني ضعف تأييد الحزب الذي أقام الدولة.
حتى لو كان الحديث عن نتيجة متطرفة تعكس مزاج معين في لحظة معينة، فان الصورة التي تتشكل هامة، حضارة اسرائيلية واحدة تتراجع وحضارة اخرى تصبح مسيطرة. ولم يبق شيء تقريبا من ارث دافيد بن غوريون، ونجح ارث الحاخام تسفي يهودا هكوهين كوك في السيطرة بدرجة كبيرة على دولة اسرائيل.

بصفتي يهوديا اسرائيليا غير متدين وغير قومي متطرف فأنا لست ضد الصهيونية الدينية. بل على العكس، على العكس من الاساطير المتحضرة المنتشرة في مركز تل ابيب فان رجال “مركز الحاخام” و”غوش ايمونيم” لم يسرقوا أي شيء من أحد. وما قاموا به على مدى 49 سنة كان التربية – هذا أمر ملفت. التجنيد والتجند – هذا رائع. الذهاب من موقع قوة الى آخر والسيطرة عليه – هذا مشروع. حسب الطريقة القديمة والجيدة لـ دونم آخر وعنز آخر. وبالتدريج أصبحت هناك نخبة هي النخبة الوحيدة تقريبا، وتحولت القبعة المنسوجة الى المسيطرة الجديدة.

مثلا صحيفة “هآرتس″. المئات من اصحاب الاقلام الجيدين والاكفاء كتبوا فيها على مدى سنوات، والمئات من اصحاب الاقلام الجيدين والاكفاء يكتبون فيها الآن ايضا. ولكن صاحب قلم واحد قام بتغيير الواقع. فقط اسرائيل هرئيل قام بتأسيس عوفرا وأقام “نكوداه” وأسس معهد الاستراتيجية الصهيونية وقام بعمل حقيقي من اجل أن تكون هنا دولة واحدة. هرئيل ليس وحده.

في الجيش الاسرائيلي والموساد و”الشباك” – صهيونية دينية. في سدروت، يروحم ويافا – صهيونية دينية. في وسائل الاعلام الجديدة وفي النيابة الجديدة وفي خدمات الدولة – صهيونية دينية. في مركز الليكود – صهيونية دينية. وايضا في حركات السلام وبعض منظمات حقوق الانسان يبرز وجود خريجي الصهيونية الدينية.

ما الذي حدث في المقابل، مع الجيل الاخير في الطرف الثاني من المتراس؟ ما الذي استبدل مجتمع العمال الذي اختفى؟ ما الذي جاء بدل الحركة الكيبوتسية التي تلاشت؟ من ملأ الفراغ الذي خلفه تيار العمال وراءه، المشاريع الثقافية وصحف “دافار” و”لمرحاف”؟. هل هناك أحد معروف لدى الجمهور الآن مثل بيرل كتسنلسون؟ هل يمكن الالتقاء اليوم مع أحد يستمر في طريق لوبا الياف؟ هل رأينا مؤخرا عاموس عوز شاب أو أ.ب يهوشع شاب أو شلومو أفنري إبن الثلاثين؟.

في الوقت الذي تقوم فيه النخبة التي يمثلها بينيت بالعمل التربوي والتنظيمي والسياسي المنظم والممنهج – فان النخبة التي جاء منها هرتسوغ لم تعد تفكر، لم تعد تقود ولم تعد نخبة. ما يميزها هو قلة التفكير وغياب العمل وضعف الروح. هكذا وصلت الى المقاعد الثمانية البائسة. وهكذا تحولت الى أقلية صغيرة ليست ذات صلة. وهكذا منحت الدولة بدون معركة لمؤمني ارض اسرائيل الكاملة.

هل يمكن عكس الاتجاه؟ بالتأكيد نعم. لدى حزب العمل وقت قصير جدا من اجل محاولة انقاذ نفسه واعادة تعريف نفسه. واذا لم يتم فعل ذلك على الفور – سينقرض. ولكن السؤال الأهم ليس حزبيا. فقط تغيير عميق في المواقف وأنماط عمل الجمهور الديمقراطي في اسرائيل تستطيع اعادة الحزب للقيادة. فقط اذا تعلم المتحضرون من الاصوليين، يمكنهم منع الاصوليين من أخذ دولة اسرائيل الى الضياع.

هآرتس 11/8/2016

تصميم وتطوير