كبير الأطباء في إنجلترا يحذر من نهاية مفعول المضادات الحيوية

19.05.2016 07:29 PM

وطن:  كتبت سارة بوسيلي

ربما يؤدي المضاد الحيوي إلى نهاية العالم قريبًا، فوفقًا لسالي ديفيز كبير الأطباء في إنجلترا، يموت حوالي 50.000 شخص سنويًا في أوروبا والولايات المتحدة نتيجة العدوى التي فقدت المضادات الحيوية القدرة على علاجها.

قادت ديفيس جهود المملكة المتحدة ضد "مقاومة مضادات الجراثيم" (AMR) وكان لها دور رئيسي عالمي، وكانت قد وصفت التهديدات الناجمة عن فقدان تأثير المضادات الحيوية في العالم، بأنها تعادل الإرهاب وتغير المناخ.

وبعد نشر التقرير الأخير لجيم أونيل الخبير الاقتصادي المُكلف من قِبَل رئيس الوزراء لإيجاد حلول للأزمة، حذرت ديفيس من أن عدد الوفيات مرتفع بالفعل وربما يتناقص متوسط أعمارنا - الذي بدا وكأننا سنحيا للأبد -.

كتبت ديفيس في مقدمة تقرير صادر عن معهد وكلية "Actuaries on antimicrobial resistance" تقول: "نحن نشهد بالفعل عواقب "AMR" بوفاة حوالي 50.000 شخص سنويًا في أوروبا والولايات المتحدة نتيجة العدوى المقاومة للمضاد الحيوي، كما أن الأعداد أكبر بكثير في جميع أنحاء العالم".

وتضيف ديفيس قائلة: "الأرقام المتوقعة مثيرة للقلق بشكل كبير، فمن المحتمل -وربما المرجح بشكل كبير - أن هذا العصر الأخير من تحسّن أرقام الوفيات سوف يفسح المجال لتفاقم أعداد الوفيات لسنوات عديدة".

فمن مرض السل إلى مرض السيلان، أصبحت الأمراض التي اعتدنا علاجها بسهولة، تهديدًا خطيرًا مرة أخرى، فقد تم تقدير حوالي 480.000 حالة سنوية من السل المقاوم للعلاج "MDR-TB" يموت منهم حوالي 190.000 شخص، من الصعب علاج هذا النوع من السل "MDR-TB" حيث يتطلب علاجه عامين من المضادات الحيوية والتي تكون غير متوفرة أو متاحة بأسعار غير مناسبة في البلدان الفقيرة، كانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت بفترة علاج أقصر تتراوح بين 9 إلى 12 شهرًا، لكن الحالات المقاومة للعلاج بشدة ظهرت بالفعل وغالبًا ما تكون قاتلة.

المضادات الحيوية لها دور هام جدًا في الوقاية من الأمراض وعلاجها، وبدونها فإن عمليات الجراحة سوف تصبح خطرًا يهدد الحياة مرة أخرى، فمرضى زراعة الأعضاء يعتمدون كليًا عليها لأن جهاز مناعتهم لمكافحة العدوى يتم قمعه من خلال أدوية أخرى لمنع الجسم من رفض العضو الجديد، عمليات الولادة أيضًا قد تصبح أكثر خطورةً، أما الالتهاب الرئوي والذي كان معروفًا بأنه "صديق الرجال المسنين" لتسببه في الموت قبل عصر المضادات الحيوية؛ فربما يصبح خطيرًا مرة أخرى.

كان العصر الذهبي للمضادات الحيوية - حيث يتم اكتشاف أدوية جديدة في كثير من الأحيان - قد ولى منذ زمن، وأصبح من الصعب على شركات الأدوية تطوير أدوية جديدة عندما تفقد القديمة قوتها نتيجة فرط الاستخدام، فقد تطورت البكتيريا في مقاومتها للأدوية لتتمكن من التغلب على المضادات الحيوية، وهذا يعني أن استخدام الأدوية الجديدة يجب أن يكون قليلًا قدر الإمكان، للحفاظ عليهم في الأوقات الصعبة عندما تفقد الأدوية القديمة تأثيرها.

لذا فالنموذج القديم، حيث تقوم شركات الأدوية بتطوير عقار جديد ثم تقوم بتسويقه بأقصى قدر ممكن، ليس في مصلحة أحد، لأنه كلما ازداد استخدام تلك الأدوية كلما فقدت تأثيرها وقوتها بشكل أسرع.

من بين مقترحات اللورد أونيل، طريقة جديدة لمكافأة الشركات على اختراعاتهم، من خلال "مكافأة دخول السوق"، دفع حوالي 1.3 مليار دولار(890 مليون جنيه إسترليني) للمطور الناجح لمضاد حيوي لمرض ليس له علاج.

وللمرة الأولى يتم قطع الصلة بين البحث والتطوير ومن ثم العلاج، وهو النموذج الذي دعا إليه نشطاء بالنسبة لأمراض أخرى ارتفع فيها سعر الدواء بشكل لا يمكن توفيره.

المصدر: الجارديان

تصميم وتطوير