حماس غاضبة جدا من الإجراءات المصرية وتحلم بالميناء العائم

15.05.2016 03:49 PM

وطنيشعر قادة حركة حماس في هذه الأوقات بحالة عدم الرضا من الرسائل القادمة من العاصمة المصرية القاهرة، خاصة بعد فتح معبر رفح قبل يومين أمام المسافرين بشكل سيء، لم يتم خلاله التعاطي مع مطالب الحركة السابقة رغم تقديمها العديد من البوادر الإيجابية، وهو ما دفع بحماس مجددا حسب ما علمت “رأي اليوم” للعودة إلى التفاعل أكثر مع المقترح التركي لإقامة ميناء في غزة، يكون بديلا عن المعبر الذي تغلقه مصر.

وإلى بداية الأزمة، فإن الحركة شعرت بالضيق تجاه التصرفات المصرية بعد أن رفضت القاهرة فتح معبر رفح البري، خلال وبعد زيارة وفد حماس الرفيع إلى هناك قبل اكثر من شهر في إطار لقاءات كان هدفها إذابة الجليد الذي اكتسى العلاقة منذ خروج الإخوان المسلمين من المشهد السياسي المصري، ثم عادت وفتحه بعد زيارة الرئيس محمود عباس “أبو مازن”.

وتفيد المعلومات أن الحركة كانت تأمل في فتح المعبر ضمن إجراءات الاستقبال لوفدها، خاصة وأن مصر اعتادت على فتحه بعد كل زيارة لأبو مازن، وفي أحد المرات فتحته بعد زيارة لوفد حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام رمضان شلح للقاهرة.

وزاد غضب حماس، وهو ما دفعها للتعبير عنه بعدة رسائل، بعد أن فتحت القاهرة المعبر ليومين فقط، سمح خلالهما بخروج 700 مسافر فقط، بينهم مرضى بحالات خطرة، من أصل 30 ألف مواطن من غزة يرغبون بالسفر، حسب ما تقول أجهزة حماس المختصة في غزة، إذ لم تكفي العملية احتياجات السكان، كونها جاءت بعد ثلاث أشهر من الإغلاق المستمر.

يذكر أن حماس قدمت ما عليها من التزامات جاءت في إطار التفاهمات التي تمت في اللقاء الأخيرة مع المسئولين المصريين، من خلال تأمين الحدود بشكل أكبر ومنع أي عمليات لتهريب الأفراد، دون أن تتلقى أي رد إيجابي أو خطوات حسن نية من الجانب المصري.

وبسبب ذلك اندفع قادة من حركة حماس، وخطباء مساجد في غزة من أنصار الحركة في غزة الجمعة إلى انتقاد الإجراءات المصرية وعملية الفتح التي دامت ليومين فقط بشكل علني، كونها لم تمكن العدد الأكبر من المسافرين من مغادرة غزة.

وفي خطبة مذاعة لصلاة الجمعة على الهواء مباشرة ونقلها تلفزيون حماس الرسمي، انتقد القيادي البارز في حماس الدكتور مروان أبو راس الإجراءات المصرية وعملية الفتح القصيرة، وانتقد بشدة إجراءات مصر تجاه حماس، رغم حرص حركته على الحفاظ على أمن واستقرار ما اسماها في خطبته “الشقيقة الكبرى”.

ولام القيادي في حماس وزير الخارجية المصري سامح شكري، لإعلانه المباشر رفض المقترح الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة لفتح معابر غزة، حيث رد الوزير المصري أن بلاده ستفتح المعبر فقط في إطار الحالات الإنسانية، وبشكل علني انتقد القيادي البارز في حماس موقف مصر تجاه التعامل مع سكان غزة المحاصرين، وتساءل عن دور علماء مصر في الدفاع عن غزة.
وعن الحلول قال أبو راس أن غزة بسبب موقف مصر لا تريد هذا المعبر، وانها تريد ميناء يربطها بالعالم وأن حماس تدعم بذلك بشكل قوي المقترح التركي.

والمعروف أن تركيا تتفاوض مع إسرائيل في إطار تطبيع العلاقات على إقامة ميناء عائم يضمن حركة خروج ودخول المسافرين إلى غزة، وهو ما تعارضه بشده السلطة الفلسطينية بشكل علني، والقيادة المصرية بشكل غير معلن.

وقد علمت “رأي اليوم” من مصادر قيادية في حركة حماس أن مسؤولي جهاز المخابرات المصرية الذي التقوا قادة الحركة قبل أكثر من شهر في القاهرة استفسروا كثيرا عن قضية الميناء، وأن الحركة تيقنت من كثرة الأسئلة والاستفسارات أن مصر لا علم لها بشكل دقيق عما يجري من مفاوضات تركية إسرائيلية حول هذا الميناء العائم، وأن من أهداف الزيارة كانت معرفة آخر التطورات والتفاصيل في ظل عدم وجود قناة اتصال بين قادة القاهرة وقادة أنقرة.
ما وصل “رأي اليوم” أيضا من معلومات يفيد أن الاجراءات المصرية الأخيرة  تجاه حماس، والتي تعتبرها الحركة “غير مشجعة” دفعتها بقوة للعودة إلى الخيار التركي، لتخفيف القيود عن غزة، خاصة وأن الحركة كانت من الممكن أن تؤجل ملف الميناء إذا ما قامت القاهرة بفتح معبر رفح البري.

وعلمت “رأي اليوم” من المصادر القيادية في حركة حماس أن اتصالات أجريت خلال اليومين الماضيين مع مسؤولين أتراك، في إطار دعم مقترح إقامة “ميناء عائم”، كون أن ذلك أصبح الخيار الأوحد أمام حماس لتخفيف حصار غزة.
وكان السفير التركي في فلسطين مصطفى سارنيتش توقع الوصول لنتائج إيجابية في المفاوضات بين بلاده وإسرائيل بشأن عودة العلاقات بينهما خلال شهر، وقال في تصريحات صحفية “المفاوضات تتقدم بشكل إيجابي من قبل كبار المسئولين من كلا الطرفين”.
وأضاف “نأمل أن نرى بعد الوصول للاتفاق، تحسنا لحالة الشعب الفلسطيني، والشعور بالارتياح من التغيير الذي ستحدثه تركيا”.

رأي اليوم

تصميم وتطوير