فوزهم هزيمتنا

29.04.2016 02:25 PM

كتب معن سمارة

استغرب جدا شماتة الناشطين وبعض المؤسسات والافراد من هزيمة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت الاخيرة.

واستغرب بعض الاصوات في فتح ان تعتبر هذه النتيجة تقدم وانتصار يجب ان يراكم عليه؛ وكأنهم يلخصون تاريخ فلسطين الممتليء بالهزائم والموت وتغنيهم الدائم بإنتصاراتهم الوهمية فيه.

وهنا لا اريد اجادل في وعي حماس لهذا الفوز المزيف؛ او فرحهم به؛ وكأنه استفتاء لصالح منهج حماس او مقاومتها الكاذبة او انتصار لقمعها الناس في غزة؛ وحكمهم بالصوت والكرباج في ذات الوقت الذي لا اريد ان اجادل فيه في فوضى فتح وصراعاتها الداخلية؛ وتشرذمها في اطياف مختلفة؛ وإمتهانها لتاريخ الحركة ودور شبابها عبر قيادة صارت قديمة لا تتعاطى مع توجهات وفكر ونضال شبابها... ولا عن مواقفها في العديد من المواقف والتي تعبر عن ترهل وبعد عن تطلعات المواطنين الفلسطينين.

اود هنا ان اقول ان هزيمة بيرزيت هي هزيمة لكل منظومة العمل الوطني الفلسطيني.... هي صرخة في وجه  قادة المجتمع المدني ومؤسساتهم او دكاكينهم ويرامجهم الشبابية والتي لم تقدم اي تدخل توعوي او تأطيري للشباب... فهم يعيشون في واد والشباب في واد اخر... يحلمون بالتمويل  والسيارات والدولارات ويتركون الشباب يتخبط في رؤاه وتطلعاته مما جعله حتما فريسة سهلة للاخوان المسلمين وحماس وغيرها من الاطياف المتطرفة في فلسطين.

فلا برامج المؤسسات ولا برامج الديمقراطية ولا برامج المرأة ولا برامج العمل المجتمعي ولا برامج الاحزاب ؛ وهذه وحدها تحتاج إلى شرح مفصل؛ ولا النقابات ولا الاتحادات ولا القطاع الخاص قادر على فهم دور الشباب واعطائهم فرصة حقيقية للعمل والاختلاف والتميز وبالتالي البناء المستمر ومقاومة الاحتلال.

ولعل اخطر ما تقود له نتائج الانتخابات هو مكانة اليسار الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والبناء المجتمعي.

فقد اكدت النتائج حالة الخصي التي يمر بها هذا اليسار وقادته؛ وصغرهم وقلة تأثيرهم في هذا العمل الوطني.
ان احزاب يسارية لا قدرة لها على التأثير والمنافسة في اي انتخابات طلابية او نقابية يجب ان تقيل فورا قادتها المهترئين في الفكر والعمر والرؤى.

على هذه الاحزاب ان تخجل من نفسها ومن هزائمها المتراكمة منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن...
عليها ان تعترف ان هذه النتائج هي هزائم لها ولفلسفتها وعملها الاهلي المزور والفاسد وعدم قدرتها على تأطير الشباب وبناء برامج سياسية وطنية ذات قدرة على لملمة الجماهير.

وعلى شبابها الثورة على قادتها وطردهم فورا قبل ان يغرق المركب كاملا فيها؛ رغم انه غارق فعلا...

انتصرت حماس ... انتصر وهم الدين على زيف العمل العلماني....وفقر العمل الوطني...

وتبقى فلسطين وشبابها التائه في حالة انتظار حقيقي لايدلوجيا التغيير والبناء الوطني الحقيقي...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير