عندما تفقد الصحافة الورقية هيبتها

02.04.2016 07:20 PM

كتب: عطا الله شاهين

لا يمكننا التغاضي أو أنْ ننسى أو لا نتذكّر كيف كانتْ للصحافة الورقية هيبة كبيرة، وكلنا يعلم بأن معظم كبار الكتاب أو جلهم وكل الأدباء العرب، وحتى معظم الأدباء العالميين كانوا يرسلون كافة مقالاتهم ونصوصهم وأشعارهم إلى الجرائد والمجلات من خلال إرسالها إلى البريد، ويظلوا ينتظرون شهوراً، لكيْ يأتيهم الجواب بقبول النشر أو رفضه وكانوا يتذمرون من انتظارهم مدة طويلة، وكان الكاتب يشعر بألمٍ وغصة، حينما يتم رفض نشر مادته مع أنها اتسمت الموضوعية في مضمونها وأفكارها إن كانت نقداً أو فكرا أو مقالة سياسية أو حتى مقالا ساخرا، أو قصيدة، أما إذا نُشرَ له فكان يعدّ عاملا معززا للكاتب، وبلا شك عملية مساهمة في شهرته وإبرازه، كان الأمر كذلك وبقي لمدة طويلة إلى أنْ أتتنا العولمة وأصبحنا متعولمين ، فغزوها لنا كان مجنونا على رأي الأغلبية المتكلمة والساكتة في مجتمعات تخاف أن ترفض أو تنتقد سلبيات هذا الغزو، ونحن نرى بأنها أهملت الصحافة المطبوعة إهمالا تاما، وطبعا لا ننسى بأن التكنولوجيا وفّرت كل المواد التي يحلم القارئ بقراءتها مجانا عبر مواقع إلكترونية وبكل سهولة، فأصبح من الصعب على الشاعر أو أي كاتب أن يتابع الجرائد والمجلات، ويقوم بالتحري عن موعد صدورها، ويدفع مالاً لاقتنائها، فالكل يعرف بأن الجرائد والمجلات كانت تبيع بأرقام مذهلة، لكنها أصبحت تصدر كل بضعة شهور فقط، ليبقى ترخيصها، وحتى لكيْ لا يسحب منها، وأصبحت تتحمل أعباء مالية كبيرة، لكيْ تقدر أن تغطي تكاليف الطباعة..

ومعروف لدى الجميع بأن الصحافة الورقية كان لها الفضل في صناعة معظم الكتاب، فهي اهتمت بهم أحسن اهتمام، وأسماء الكتاب وصلوا للعالمية من جراء بروز أسمائهم في تلك الجرائد والمجلات.

لربما الناس في وقتنا الحاضر استسهلوا النظر إلى الشاشات، والنشر الرقمي بدلا من أن يقوموا كأسلافهم بلمس الورق، وقراءة محتوياته من مقالات وقصص وإعلانات، فلعل عملية الاستسهال ساهمت بالبُعدِ عن الصحافة الورقية.. 

فكل يوم يمرّ تضعفُ فيه هيبة الصحافة الورقية، وتفقد كل رونقها، وهيبتها، التي لازمتنا لعقود .. فهلْ سيتم الاستغناء عن الجرائد؟ سؤال ما زالتْ الإجابة عليه صعبة..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير