يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية.. كتب: جمال أيوب

30.03.2016 07:29 AM

في يوم السبت الثلاثين من آذار 1976 ، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل ، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري ، والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى ، والحرمان من أي فرصة للتعبير ، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني.

واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة ، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً للفلسطينيين ، حيث فتحت النار على المتظاهرين ، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين ، هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين ، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة ، والشهيد محسن طه من قرية كفركنا ، والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة ، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين ، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.

الأرض محور صراع مفتوح

كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها ، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل ، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948-1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث ، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية ، بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين .

فهبّة يوم الأرض ليست وليدة صدفة ، بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني . وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967 ، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ، ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني والشتات.

ستبقى فلسطين محور صراع مفتوح مع العدو الصهيوني , وسيجدد الشعب الفلسطيني العهد والقسم من أجل تحريرها في ذكرى يوم الأرض من كل عام .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير