حياتنا - مرسي بن شداد ومبارك البرغوثي -بقلم - حافظ البرغوثي

27.06.2012 11:30 AM
اعلن النائب الكويتي مبارك الدويلة ان محمد مرسي رئيس مصر الجديد يرجع في اصوله الى بني عبس. ما يضفي أبعاداً جديدة على المرسي اكثر من المرسي ابو العباس فهو اضافة الى انه مرشح من الرسول الكريم واسمه في اللوح المحفوظ منذ 50 الف سنة، على حد قول احد مشايخ الاخوان ويشبه الخلفاء الراشدين، فإن نسبه يرجع الى عنترة بن شداد، طبقا لما قاله الدويلة الذي ينتمي الى قبيلة الرشيدي التي تنحدر من عبس وهاجر بعض ابنائها قديما الى مصر، ومنهم أتى مرسي وهو بالتالي يجمع المجد من كل اطرافه وحذار لمن تسول له نفسه ان ينتقده او يشكك فيه لاحقا، فهو صفوة خلق الله على الارض وقد يرقى الى صفة التنزيه عن الزلل والخطأ لاحقا ويصير ظل الله على الارض.. مع ان الرئيس مرسي لم يدع تلك الصفات وينكرها، ولكنها آلة تصنيع الدكتاتور بدأت عملها مبكرا واسبغت عليه من المناقب والمناصب ما لا يتصور انسان، وصار انسانا بلا مثالب وأسدا بين الثعالب. فالدكتاتور لا يصنع نفسه وانما نصنعه نحن، ونزين له ذلك، ونخترع له كرامات وقدرات لا توجد فيه، فإن تواضع ونفى فإنه يحافظ على انسانيته وتواضعه وان صمت وسكت فإنه يبدأ مشوار الدكتاتورية دون ان يدري ويدوس على نفسه قبل غيره.. فقد سمعت خطيبا في صلاة جمعة في دمشق يصف حافظ الاسد بأنه أمير المؤمنين، وسمعت شاعرا عراقيا يصف صدام عبر وسائل الاعلام بأنه قمر جميل كالإله وقرأت أوصافا للسادات ونميري بأن كلا منهما أمير المؤمنين، فالعبد الفقير لله مثلا يمكنه ان يدعي طبقا لخبراء النسب في اصول العرب والنفخ في القرب وعزف الطرب انه من سلالة هانئ بن مسعود ومن فخد «ترللي» من بني شيبان.. وهاجر اجداده بعد انتصارهم على كسرى الى شمال العراق، ثم هزموا هرقل وعادوا لتمضية عطلة الصيف في جبل لبنان لأنهم مولعون بالكبة النية والعرق الزحلاوي ورافقوا قافلة من مكة في رحلة تجارة لها الى فلسطين وعادوا الى مكة وانضموا الى قريش.. الخ.. وكانوا السبب في النصر في غزوة بدر رغم انهم لم يشاركوا فيها.. والسبب في الهزيمة في معركة أحد لأنهم شاركوا فيها، وهاجروا الى فلسطين ومصر لاحقا ومات منهم من مات في الطريق في انهيار جليدي في صحراء نجد وتفرقوا بعد وقوعهم في تراشق مدفعي صاروخي بين قبيلتي خزاعة وبني هلال، ومنهم ينحدر جمال عبد الناصر في الصعيد ومحمد مرسي في محافظة الشرقية وياسر عرفات من فخد عبسان في غزة وعمر المختار من فخد ليبيا، ومحمود عباس من فخد صفد، حيث استقر هناك بعد معركة حطين، وحاربوا الى جانب صلاح الدين ومنهم ايضا بشار الاسد إن لم يسقط، وأحمدي نجاد ان حارب اسرائيل وبرهان غليون ان سقط الاسد. وأوباما ان فاز ثانية لان اجداده من نسل عنترة عبروا الى افريقيا مجاهدين لنشر الاسلام. أما احمد شفيق فلو فاز فهو ينتسب الى خالد بن الوليد وهو من فخد بني راجل من ثقيف ولهذا لقب بشفيق يا راجل.
التشبه بالصالحين والصحابة والقادة الاماجد من الماضي عادة تنم عن رجعية بحتة لان الحاضر يخلو من نقاط ضوء فبالتالي نعود الى الماضي، بينما الواجب ان نحكم على اي حاكم بما فعل وليس بما سيفعل فيمكن ان نشبه الرئيس مرسي بأحد القادة السابقين اذا ابلى بلاء حسنا في حكمه باعتبار ما سيكون.
وما يقوله النائب الكويتي يذكرنا بلجنة كويتية ترأسها وزير الاوقاف آنذاك قامت بابحاث حول سلالة صدام حسين في مطلع الثمانينيات وخلصت الى ان صدام حسين ينتسب الى اهل البيت وهو من نسل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه.. وعندما احتل صدام الكويت تحول نسبه الى أبي لؤلؤة المجوسي. وسبق للملك فاروق عندما اختلف مع الملك عبد الله بن الحسين الاول ان اخترع شجرة عائلة تعيده الى أهل البيت مع انه الباني الاصل.
يروي دبلوماسي تونسي من دولة عربية افريقية اثناء عمله كسفير في ليبيا انه استمع الى حوار بين القذافي والرئيس السابق مبارك وكان القذافي يوصيه بضرورة الاعتماد على الحكم العشائري وقال له «لدي شجرة عائلة فيها نسبك فأنت ليبي الاصل هاجرت عشيرتك الى مصر وهي عشيرة البرغثة من منطقة بنغازي..» وهكذا فإن الرئيس المصري السجين برغوثي وفقا لشجرة القذافي.. وعلينا كبراغثة من جناح حماس في العشيرة ان نعمل جاهة عشائرية ليبية فلسطينية مصرية حيث يوجد براغثة في المحافظة الشرقية في مصر مسقط رأس الرئيس مرسي تتوجه الى مصر لاستصدار عفو عنه والافراج عنه مع ضمان حسن سلوكه لاحقا وعدم قيامه بأية أعمال بلطجة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير