فياض: سنكون إلى جانب أهلنا في قرية سوسيا لمنع تنفيذ قرار إزالة القرية بشتى الوسائل

27.06.2012 11:20 AM
رام الله – وطن للانباء - أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن الحكومة الإسرائيلية وباستهدافها قرية سوسيا للإزالة الكاملة، تُبرهن للعالم أجمع أنها تتعمد ترحيل السكان وتهجيرهم لا على خلفية شيء سوى أنهم فلسطينيون، واستمراراً لسياستها الهادفة إلى مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وتوسيع مشروعها الاستيطاني عليها، وقال:" بينما يسجلُ أهالي قرية سوسيا قصة صمودٍ جديدة، وهم يتحدون إخطارات قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم وإزالة قريتهم كاملةّ، ببيوتها وخيمها وعيادتها الوحيدة، وكلها عبارة عن خيمٍ وبركسات، وبينما يُصرون وبعنادٍ على البقاء والثبات على أرضهم، تُسجل الحكومة الإسرائيلية انتهاكاً جديداً بل وصارخاً لمبادئ حقوق الإنسان وللقانون الدولي"، وشدد فياض على أن شعبنا يُظهر للعالم يومياً أن إرادة الحياة والبناء لا يُمكن أن تزعزعها أصوات البلدوزرات، ولا همجية الاحتلال ولا إرهاب مستوطنيه، وقال: "سنكونُ، ومعنا كل أبناء شعبنا، إلى جانب أهلنا في قرية سوسيا، كما في كافة المناطق المُهددة في أرضنا الفلسطينية المُحتلة لمنع تنفيذ قرار إزالة القرية بشتى الوسائل. فشعبنا يعرف كيف يحمي أرضه ويدافع عنها".

وشدد رئيس الوزراء على أن أهالي قرية سوسيا، ومعها، قراوة بني حسان، وقرية العقبة، ووادي قانا، والفارسية، وقرية أبو العجاج، وخربة طانا، وفي أحياء القدس الشرقية ومحيطها، وغيرها من المناطق، عانوا، وما زالوا يعانون من الظروف القاسية التي يفرضها التوسع الاستيطاني والحصار، ومن التضييقات والممارسات التعسفية والقمعية وخاصةً هدم البيوت، وتخريب الممتلكات، ومصادرة المياه، ومحاولة اقتلاع سكانها من أرضهم، وتكريس السيطرة عليها، وإقامة المزيد من المستوطنات وتوسيعها. وقال: "ها هم أهالي سوسيا، ورغم كل التحديات والصعاب التي واجهوها في الماضي وحتى اليوم، مصممون على مواجهة الخطر الوجودي الذي يستهدف بقاءهم، بل وهوية وتاريخ المكان أيضاً".

وأعتبر فياض أن شعبنا الفلسطيني نجح بإصراره على اعتماد نهج المقاومة الشعبية السلمية، في تعزيز الوعي الدولي إزاء هوية الأراضي المُسماة (ج)، التي حاولت إسرائيل ترويج واقعها وكأنها أراضٍ مُتنازع عليها. وأشار إلى أن السلطة الوطنية نجحت وحسمت من خلال صمودها في معركة عادلة، وإن كانت غير متكافئة، هوية هذه المناطق كجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وأعادت المكانة السياسية والقانونية لوحدة الأرض الفلسطينية في الوعي الدوليّ والمحليّ على حد سواء، ونجحت كذلك في تحويل هذه المناطق إلى ميدان عملٍ حيويّ لها، من خلال إصرارها على توفير مقومات الصمود لشعبنا، وتمكين أهلها من البقاء على أرضهم، والوصول بخدماتها التعليمية والصحية ومشاريع البنية التحتية إلى كل مدينةٍ وقرية وخربة ومضرب بدو من ربوع وطننا، وتحديداً في هذه المناطق. وقال: "إن هذه المناطق هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المُحتلة منذ عام 1967، وواجبنا يتطلب منا استمرار العمل بكل جديةٍ والتزام على تنمية قدرة أهلنا فيها على الصمود والبقاء".

وجدد رئيس الوزراء خلال حديثه تصميم السلطة الوطنية على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتحقيق المزيد من مقومات الصمود لشعبنا وتعزيز قدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً، وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحريةٍ في دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وقال: "سنواصل العمل وبسواعد أبناء شعبنا، على تنفيذ المزيد من المبادرات والمشاريع التنموية وتعزيز البنية التحتية لتحقيق المزيد من التمكين الذاتي لشعبنا في مواجهة ممارسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية، والمتمثلة في مواصلة سياسية الاستيطان ومصادرة الأرض، وإقامة الحواجز العسكرية، وفرض نظام التحكم والسيطرة".

وأكد فياض على أن التقارير الدولية تنبهت إلى احتياجات أهلنا في هذه المناطق، وإلى ممارسات وسياسات الاحتلال الإسرائيلي فيها، بما فيها تقريري قناصل الاتحاد الأوروبي وممثليه لدى السلطة الوطنية اللذان أشارا إلى الواقع المعيشي الصعب في المناطق المُسماة (ج)، كما في القدس الشرقية، وأدانا سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي في هذه المناطق. وأشار فياض كذلك إلى اللجنة الرباعية التي طالبت في اجتماعها الأخير إسرائيل بتحمل مسؤولياتها في التصدي لعنف المستوطنين ضد أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، وأكدت على ضرورة تمكين السلطة الوطنية من القيام بمسؤولياتها في المناطق المُسماة (ج)، التي اعتبرتها حيوية لقيام دولة فلسطين القابلة للحياة، وقال: "نحن نرى أن هذا الموقف شكل بدايةً لحسم هوية ومستقبل هذه المناطق، كجزءٍ من دولة فلسطين التي يصرُّ شعبنا على تعميق الجاهزية لإقامتها وتجسيدها واقعاً على الأرض". وعبّر رئيس الوزراء عن أمله في أن تؤدي هذه المواقف إلى اتخاذ خطواتٍ عملية ذات مغزى تضع حداً للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أرضنا ومواردنا، وقال: "إننا إذ ندرك أهمية هذه المواقف التي تُشكل خطوةً متقدمة لتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال ضد أبناء شعبنا، فإننا نأمل اليوم، وأكثر من أي وقتٍ مضى، أن تُمهد هذه المواقف الطريق لاتخاذ خطواتٍ عملية ذات مغزى، وتضع حداً للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أرضنا ومواردنا". وأضاف: " نتطلع إلى المزيد من الخطوات والتوقف عن الكيل بمكيالين. فلا بد من التحرك الجدي والفاعل، وعلى أسس مختلفة عن بيانات الشجب والاستنكار، ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته المباشرة إزاء إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في دولته".

وأكد رئيس الوزراء على أن إسرائيل تستثمر حالة الانفصال لتتمادى في تنفيذ مخططاتها لمصادرة الأراضي وتوسيع استيطانها التدميري، وقال: " مما لا شك فيه، أن إسرائيل، تستثمر واقع الانفصال الذي تعيشه الضفة الغربية وقطاع غزة، لتتمادى، وبعنجهية، في مخططاتها لمصادرة المزيد من الأراضي، وتهجير سكانها، وللتوسع الاستيطاني التدميريّ، مما يتطلب، التعجيل في إنهاء هذا الفصل المأساوي في تاريخ شعبنا"، وشدد فياض على أن المطلوب منا جميعاً الارتقاء إلى مستوى المسؤولية والمهام الوطنية، وقال: "إننا نرى أن إجراء الانتخابات المحلية والعامة يشكل المدخل الصحيح والقادر على تنفيذ إرادة الشعب لإنهاء الانقسام وحماية وحدة الوطن، وتحقيق المصالحة الوطنية، كعناصر لا يمكن تجاوزها في معركة شعبنا لحماية مشروعه الوطني وإنهاء الاحتلال وانجاز حقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967".

وأكد فياض على أن المشهد الذي يرسمه أبناء شعبنا في قرية سوسيا وكافة المدن والقرى والمخيمات ومضارب البدو، وهم يتحدون طغيان الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، ويؤكدون تمسكهم بأرضهم وإصرارهم على حمايتها وزراعتها واعمارها، في مواجهة كل أشكال التخريب والتدمير والحصار التي تسعى قوات الاحتلال لتكريسها، إنما يُظهر مشهد الصراع على حقيقته بين إرادة شعبنا في الحياة والبناء على أرضه، وبين تخريب الاحتلال ومحاولاته مصادرة سُبل الحياة فيها.

وحيا رئيس الوزراء في ختام حديثه الإذاعي أبناء شعبنا الصامدين المرابطين على أرضهم، وهم يواجهون مخططات الإقتلاع والهدم والتوسع الاستيطاني، ويتحدون جرافات الاحتلال التي تضرب خيمهم وبركساتهم وأشجارهم ومزروعاتهم، وقال: ستنتصرُ حتماً إرادة الحياة على بطش وقهر الاحتلال، وإن إرادة شعبنا لن تضعف ولن تستكين".
تصميم وتطوير