الرواية والشائعات وحنكة اسرائيل في بثها

14.03.2016 08:37 AM

وطن: كتبت تمارا حداد

الدولة الاسرائيلية منذ نشأتها وحتى الآن تقوم على تكريس وتعميق وتعليم المفاهيم الصهيونية بكافة الوسائل والأساليب المتاحة بغض النظر عن شرعيتها او صلاحيتها ، فهي تعمل على ترسيخ الاستيطان منذ 1943 عبر منظمة الهاجاناه للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية ، فمن الوسائل التي يتبعها الكيان الصهيوني هو بث الروايات والدعاية الاسرائيلية فهو يستعملها كأحد ادوات السياسة الخارجية الاسرائيلية في الحروب الاسرائيلية وذلك لمثل ما حصل في حروبها على غزة ولبنان .
فدائما تنسج الروايات الصهيونية المدججة بالمصطلحات التي من شانها اذا ما اتيحت لها الظروف المواتية والمسهلة لان تلغي الرواية الفلسطينية وشطب الهوية الوطنية عبر رواياتها الاسرائيلية عبر التهويد وصهينة البلاد ومحو الذاكرة الوطنية . فالكيان الصهيوني يتخذ من الاعلام الاسرائيلي شريكا له لتلميع جرائمه فهو يستخدم الترويج لصالحه عبر اعلامه الاسرائيلي والذي يبني موقف المؤسسة الفكرية والسياسية صورة مزيفة لا تعكس حقيقة الاوضاع بل يهدف من خلال الترويج الى كسب تأييد العالم الخارجي وان تصبح اسرائيل محل اهتمام وموضع تعاطف دولي . وهذا ما نجح به الكيان الصهيوني عند قتله لمحمد الدرة فعن طريق اعلامه روج ان محمد الدرة مستوطن وان العرب هم من قتلوه والعالم الخارجي صدق تلك الرواية لكسب تأييد دولي لصالحه الذي ادى الى نجاحه في تبرير جريمة قتله لمحمد الدرة .
فإسرائيل تستخدم حرب الروايات كونها اعمق من الحرب العسكرية ، فالحرب الاعلامية لا تقل خطورة عن الحرب المسلحة فإسرائيل صاحبة الحروب النفسية والتي تقوم على استراتيجية وتكتيك معين من اجل تضليل الرأي العام وإعاقة الفكر عن طريق استهداف العقل وتفريغ الجسد من مضمونه النفسي ، كاستعمال طريقة غسل الادمغة او استعمل تكتيك ( فرق تسد ) .
فلنستذكر الرواية الاسرائيلية بمقتل ثلاثة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية ( قرب الخليل ) بتاريخ 12 حزيران 2014 على يد فلسطينيين ينتمون للمقاومة الفلسطينية على حد زعمها ، فاستخدمت تلك الرواية كذريعة ودافع من اجل شن العدوان على غزة باعتبار حربها هو ردا ومواجهة بوصفها هذا العمل ( عملا ارهابيا ) . حيث عبر جون كيري وزير خارجية امريكا عن قناعته بالرواية الاسرائيلية وهو ما دفع الدولة العبرية الى شن اعتقالات واسعة في الضفة وحتى على الذين افرجت عنهم بصفقة شاليط اعادت اعتقالهم ، وما زالت غزة  حتى الآن تحت حصار خانق وتعاني من اغلاق المعابر وتعيق الحركة برا وبحرا .
اسرائيل دائما تبرر اعتداءاتها ببث روايات لنشر طابعها الاساسي باستخدام العقوبات الجماعية واستخدام الاجراءات التي تبرر مصادرة الاراضي ، فتستخدم الترويج كأداة حرب وتستعمل الشائعات كأسلوب للحرب النفسية والاجتماعية فهي تستعملها بفاعلية في وقت الحرب والسلم لبث الفرقة ، فعلم الرواية في اسرائيل يعتبر علما قائما بحد ذاته من العلوم التطبيقية ذات مناهج وأسس لها اهداف ، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي الذي ساعد بكل يسر في نشر شائعاتها الذي هدد المجتمعات ودعم ذلك وجود الجهل والغباء الذي ساهم في نشرها بشكل ميسر .
وأفضل روايات اسرائيل هي رواية التحريض تستخدمها من اجل اغلاق بعض القنوات الفلسطينية التي تدعم الفكر المناضل والحر والمقاوم وتدعم الاسرى والجرحى والشهداء ، وتستخدم التحريض كذريعة لشن اعتقالات واسعة لأبناء الشعب الفلسطيني . اسرائيل قادرة على استغلال الاحداث لصالحها مع ما يتناسب مع الوضع العربي القائم والوضع الاقليمي الذي لا يدعم القضية الفلسطينية ، فإسرائيل تؤدلج الروايات عبر الاعلام والدوائر الدوبلماسية للسيطرة وعزفها على اوتار العنصرية ، وبالذات ان الاعلام الفلسطيني لم يصل الى درجة بث الروايات لصالح الكل الفلسطيني والوطني بل جاء لتشويه الحقيقة حسب اجندات الممول ومجاملة الفصيل القائم على هذا الاعلام

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير