والد البهاء يتبرع ببقايا بيت مهدّم

13.03.2016 12:09 PM

وطن- كتبت: رولا حسنين 

علّمتني الدنيا أن الغني مَن استغنى عن الناس، وحفظ لقلبه كرامته، وعلّمني وطني أن الكريم هو الفقير من شعبي، هو صاحب اللادينار، هو صاحب اليد التي تعطي بلا بخل، ولا تقول أنا أعطيت وحسبي عطائي، وعلمني الشهيد بهاء عليان أن الكريم يتبرع بدمائه للوطن والشعب الملكوم، ولكن الدرس الذي اتخذته نهاية لدرس الكرم هو ما تعلمته من ذلك الرجل الذي يحمل على عاتقه جرح وطن وتجمّد جثمان ابن ودمع زوجة على ابنها البهاء، ورغم ما يحياه يدهشنا كل مرة بعطائه وكرمه.

أتحدث عن محمد عليان والد الشهيد بهاء، محمد الذي ينتظر منذ خمسة أشهر جثمان ابنه الشهيد بهاء أن يتحرر من ثلاجات الاحتلال بعد أن حرر روحه وارتقى شهيداً بعملية بطولية، محمد الذي فقد بيته في القدس بعد أن هدمته سلطات الاحتلال بأمر من نتنياهو ودولة الاجرام، رفض أن يتوقف عن الكرم، هو لا يملك شيئ من هذه الدنيا إلا قلبه وبقايا بيت مهدّم، أراد أن يتبرع ببقايا بيته لصالح مركز خالد الحسن للسرطان، فكتب على صفحته "الفيسبوك":

أتقبلون من بيتي المهدوم بضع حجارة ؟
ضعوها في مقدمة البناء
ربما في أحد الأسوار المحيطة
وربما تلقى عبثاً في الحديقة
ضعوها في أي مكان
كشاهد
على أن الشهداء
ارتقوا لتعيشوا
ويحيى الأحياء
اتقبلون ؟
فأنا لا أملك المال
ولا القليل مما تملكون
بل أملك لقب والد شهيد
في الثلاجة لم يزل
وكل ما يفتقده العرب
من عزة وكرامة
وبضع حجارة من بيت مهدوم
أتقبلون ؟!

يسألنا أبو البهاء هل نقبل منه حجارة بيته المهدم، ولا يعلم أننا منه نقبل كلمة عز، منه نقبل حجر واحد من بيت عاش فيه البهاء وتعلم الحرية حتى أضحى بطلاً انتفض للوطن ولجرح الشعب وقدس تبكي، قولوا لأبي البهاء أننا منه نقبل البسمة ويكفينا بسمته.

موقف وكلمات أبو البهاء علّمتنا دروساً عديدة أولها أن الكريم لا يبخل حتى في العَدَم، أن الكريم لا يتوقف عن العطاء ولو طُلبَ منه القلب فالبهاء كان قلب أبيه، علمني أبو البهاء أن البهاء كرمٌ والكرم بهاء، والوطن يستحق منّا الكرم والبهاء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير