كي تكون وسيطا ناجحا يجب أن تكون مقربا من الشخصيات البارزة

12.03.2016 04:48 PM

وطن: كتب يوسي كلاين

قبل اربع سنوات انشأ صاحب امتياز كوكاكولا والقناة الثانية جمعية هدفها محاربة اللاسامية. وقد قام بتعيين نتان ايشل رئيسا للجمعية، المعروف كمحارب ضد اللاسامية، ودفع له نصف مليون شيكل. صحيح أن ايشل لم يفعل هناك الكثير. ولكن هناك من يقول إنه قضى على اللاسامية في العالم. وقد أجاب ايشل على سؤال ما اذا كانت علاقته مع عائلة نتنياهو قد ساعدت في المجالات التجارية قائلا: “ليس هناك أي صلة”. هذه الاجابة القاطعة أنهت القصة والى الأبد. لكن عندها تذكرت قصة اخرى وهي قصة ظهور الوسيط ج.

أريد في البداية تسجيل التحفظ التالي: ليس هناك أي شبه بين القصص. فقصة جمعية فيرتهايم وايشل هي قصة قانونية ونظيفة. وفي المقابل قصة الوسيط ج. مشكوك فيها وفيها شيء من الفساد. الفرق بين القصتين يبدأ بالابطال. كيف يمكن أصلا المقارنة بين الوسيط ج. والوسيط ايشل؟ ايشل يُستقبل بأداء التحية من حراس المكتب. أما ج. فيتم طرده. ايضا لا يمكن المقارنة بين الاخطبوط فيرتهايم وبين صاحب الثروة س. الذي ما زال في بداية الطريق. يمكننا ايجاد تشابه في انجذاب الوسيطين للشخصيات المؤثرة أكثر في السلطة: ايشل يتفاخر بعلاقته مع عائلة نتنياهو، أما الوسيط ج. فيتفاخر بقربه من جهة مؤثرة، سأُسميها ب.

صاحب الثروة س بحث عن شخص يتابع اعماله ويتجاوز اللجان ويستغل علاقاته الشخصية. وبسبب أنه كان في بداية طريقه، فقد آمن أن العلاقات تساعد في الاعمال (يمكن القول إن ايشل لا يتفق مع هذه الفكرة الساذجة). س وصل الى الوسيط ج. ولكن لا يمكننا أن نقول إن العلاقة بينهما صداقة. يمكن أنهما التقيا مرة واحدة فقط في الاستقبال أو في الطريق الى المصعد. وكانت الاسئلة والاجابات مختصرة: متى وكم. هذا هو كل شيء. وكان واضحا ايضا لماذا. الجميع يقراون الصحف والجميع عرفوا عن المشاريع التي كان س يريدها وأي قوانين يجب تطويعها. فبعد زمن سيقول الوسيط: لا أذكر أننا التقينا. س. الذي سيكون جالسا في تلك اللحظة على الكرسي الخشبي سيجيب على سؤال القاضي قائلا: لا، أنا لا أعرفه وفي الأصل لا أعرف ما هذا.

الشاهد كان س. رجل الاعمال المحترم. تقريبا اخطبوط. عندما ذكروه بالمغلفات المملوءة بالمال لاهود اولمرت، ابتسم ونفى. وهذا ليس اسلوبه. بعد هولي لاند لم يرغب في التورط. لماذا توجد جمعيات؟ حتى الآن كان هناك شبه ما بين فيرتهايم وبين صاحب الثروة س. ومن هنا جاء الفرق: في الوقت الذي سعى فيه فيرتهايم بجدية الى القضاء على اللاسامية في العالم، أقام س. جمعية كاذبة، وهمية تقريبا، باسم “جمعية لدعم الصهيونية” أو ما أشبه، فقط من اجل اعطاء 10 آلاف شيكل كل شهر للوسيط ج. الذي يترأسها.

يصعب القول إن الوسيط ج. عمل في الجمعية بشكل شاق. والحقيقة هي أنه لم يعمل أبدا. فبماذا يهمه دعم الصهيونية؟ ايضا س. لم يهتم بها، لم يُسرع. كان ج. هو الجذور التي زرعها واعتقد أنه سيقطف الثمار بعد سنوات. أعتقد أن الشخصية الرسمية ب. ستبقى معنا الى الأبد والوسيط ج. سينمو الى جانبها. دائما توجد هنا فرصة للتحايل على القانون، لكن السؤال هو متى؟ هل غدا، بعد غد أو بعد سنتين. 10 آلاف في الشهر كانت بالنسبة له أغورات. وبالنسبة للوسيط كان هذا مصدر رزق.

وكيف تداخلت في القصة الشخصية الرسمية صاحبة القوة الكبيرة؟ لقد غيرت قانون هنا وقانون هناك، لكن لا أحد ربط ذلك مع نشاط الوسيط ج. الشخصية خرجت نظيفة من أي اشتباه. ج. هو صديق العائلة. وما يفعله من اجل رزقه لا يهمها. العلاقات بينها وبين الوسيط كانت واضحة: الوسيط قدم الدفء والحب والخدمات البسيطة، وحصل في المقابل على صورة مشتركة ووجبة عشاء بين الفينة والاخرى.

يبدو هذا مضحكا. ولكن وجبة العشاء هي التي قضت على السيرة المهنية للوسيط ج. حيث كسر الوسيط ج. في تلك الأمسية الصحن الثمين بالخطأ فجُن جنون المرأة الرسمية (أنتم تعرفونها) وضاع كل شيء. ضاعت العلاقات والجمعية والعشرة آلاف شيكل شهريا. لم يعد الوسيط وسيطا من المستوى الاول. وعاد ليكون مجرد وسيط، لم يكن هذا ليحدث مع ايشل، خاصة وأن كل شيء قانوني ونظيف عند فيرتهايم. يمكنني تخيل ماذا كانت ايلانه ديان ستفعل لفيرتهايم وايشل لو كانت قصة جمعيتهما غير قانونية وغير نظيفة.

هآرتس 11/3/2016

تصميم وتطوير