عن قلة أدب الإسلاميين في الحوارات!.. كتب: عبد الله أبو شرخ

01.03.2016 01:48 PM

كتبت مقالا قصيراً بالأمس للتعليق على خبر قرار حكومة حماس ضرورة إحضار النساء لمحرم أثناء التدرب على قيادة السيارة، والحقيقة، أن قرار وجوب إحضار محرم يمكن أن يكون خطوة تمهيدية لقرار منع النساء من قيادة السيارات أسوة بالمملكة الوهابية السعودية !

قلت في المقال أن انتشار المخدرات والسرطان في غزة أولى بمليون مرة من موضوع استيراد أخلاق وهابية متخلفة لغزة، وقلت أن أوضاع غزة في ظل حكم حماس هي أوضاع مأساوية خطيرة فالناس لا يحصلون على حقوق تحصل عليها الحيوانات والبهائم في الدول المحترمة !

ما أثارني هو تعليقات بعض المأفونين من أتباع الإخوان وحماس، فبدلاً من الرد على انتشار السرطان والمخدرات وتفاقم البطالة وانتشار الفقر وإغلاق المعبر وحرمان الناس من أبسط حقوقهم بالحياة، قاموا بشتم الكاتب لأنه حسب اعتقادهم " علماني مجرم " أما داعش والنصرة والإخوان الذين هجموا على الشعوب العربية بمساعدة الناتو وإسرائيل وأمريكا فهم " مؤمنون " في قمة الإنسانية !!

كم أختلف مع أولئك اليساريين الطوباويين الذين يعتقدون أن الإسلاميين هم شريك ديمقراطي يجب أن يتسلم السلطة في حال فوزهم بالانتخابات، وكأننا يجب أن نمر في مرحلة الدولة الفاشلة مثل الصومال والسودان واليمن وأفغانستان وسوريا وليبيا. يغارون على النساء من عيون مدربي السياقة، لكنهم لا يرون أي غضاضة في قتل وتدمير الشعوب والتحالف مع أعدائها في سبيل الحصول على السلطة، مرة واحدة وإلى الأبد !

يغارون على النساء من مدرب السياقة، لكنهم لا يرون غضاضة في انتشار الاتجار بالمخدرات ( شريط الترامال يباع في غزة حماس بـ 200 شيكل بدلاً من 15 ) ! يغارون على النساء لكنهم لا يجدون غضاضة في سرقة الطاقة الكهربائية لمنازل قياداتهم ومراكزهم الأمنية على طول الحدود !

وطالما أن الموضوع هو مجرد " غيرة " وتفكير بالنصف الأسفل، فلماذا لا يتم عمل أسواق خاصة بالنساء وأخرى بالرجال ؟؟!

إن الهروب من أزمات غزة الكارثية التي تسببت فيها حماس وهرطقاتها السياسية، ثم إقحام أهل غزة في ثلاث حروب مدمرة بلا أي فائدة هو أساس مقال الأمس، أما كيل الشتائم والسباب فهو لا ينم عن تدني أخلاقي وقانوني فقط، بل وتدني إدراكي / عقلي لأحوال الناس في غزة، فمن هم المجرمون حقاً ؟؟! العلمانيون الذين اكتشفوا الكهرباء والذرة وصنعوا الكمبيوتر واقتحموا الفضاء، أم من يشربون بول البعير ويضاجعون الموتى ويأكلون مغموس الذباب ويحرمون الموسيقى باعتبارها مزامير شيطان ويطلقون الفتاوى باعتبار السيدة العظيمة فيروز " داعرة "  حتى أصبح المسلم مطارداً منبوذاً في شتى دول العالم ؟؟!

لكن شيئاً واحداً يجعلني مطمئناً على مستقبل أبناء غزة والعالم العربي، وهو أن قوى التخلف والإجرام والفوضى إلى زوال واندثار، أما القوى العلمانية العقلانية فهي وحدها القادرة على امتلاك مشروع نهضة ينقذ الناس من وهدة الفقر والجهل والتخلف بدلاً من ثقافة لا تنتج إلا وحوشاً آدمية تقطع الرؤوس وتحرق الناس تارة وتغرقهم في البحر أو تفعصهم بالدبابات تارة أخرى !

أراكم بخير

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير