تل أبيب: حزب الله يمتلك منظومات متطورّة جدًا تتعقّب الطائرات الإسرائيليّة

15.02.2016 03:42 PM

وطنيُلاحظ في الفترة الأخيرة أنّ وسائل الإعلام العبريّة تقوم، وبصورةٍ مُكثفةٍ، بتناول مسألة الترسانة العسكريّة التي يمتلكها حزب الله اللبنانيّ، معتمدةً على مصادر رفيعة جدًا في المستويين الأمنيّ والسياسيّ بتل أبيب، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل إسرائيل تهدف من وراء هذه الحملة إلى الحصول على شرعيةٍ لشنّ عدوانٍ جديدٍ على لبنان في ظلّ المُستجدّات الأخيرة في المنطقة، وتحديدًا في سوريّة؟ أمْ أنّ الدولة العبريّة فعلاً قلقةً ومتوجسةً من ترسانة الحزب، الذي بات يملك بحسب المصادر الإسرائيليّة، أسلحة متطورةً جدًا، كما قال جنرال إسرائيليّ، الذي أضاف أنّ كلّ سلاح وصل إلى سوريّة من روسيا تمّ تهريبه إلى لبنان، أيْ إلى حزب الله.

ولا يُخفى على أحدٍ، أنّ تل أبيب تقود حربًا نفسيّةً سافرةً ضدّ العرب عمومًا، وضدّ حزب الله تحديدًا، بهدف شيطنته وتحويله إلى القمةٍ سائغةٍ للانقضاض عليه في الوقت الذي تجده مناسبًا، ومع ذلك، فإنّ هذا الكّم الهائل من الأنباء عن حزب الله يؤكّد على أنّ ما وراء الأكمة ما وراءها، وأنّه من غير المُستبعد بتاتًا أنْ يُقدم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على مغامرةٍ في لبنان، بعد أنْ حصل، بحسب المصادر الفلسطينيّة والإسرائيليّة، على تعهدٍ من حركة حماس، بعدم المُشاركة في الحرب في حال اندلاعها.
في هذا السياق، كشفت مصادر عسكرية وُصفت بأنّها رفيعة في الجيش الإسرائيليّ النقاب عن أنّ حزب الله لم يكتف بامتلاك منظومات دفاع جوي متطورة تشكّل خطرًا كبيرًا على أنشطة سلاح الجو الإسرائيليّ فوق لبنان، بل شغّلها بالفعل ووجّهها نحو المقاتلات الإسرائيلية. ووفقًا للمصادر عينها، فإنّ الحرب يقوم بالتلميح لإسرائيل بأنّه جاهز للمواجهة المقبلة، والتهديد بإسقاط طائرات حربيّة إسرائيليّة فوق الأجواء اللبنانيّة.

وبحسب المصادر عينها، كما أفاد موقع (WALLA) العبريّ فإنّ التكنولوجيا الجديدة التي باتت في حوزة حزب الله تُعدّ تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية، إذْ أنّه بإمكان الرادار الموجود لديه تشخيص الطائرات الحربية الإسرائيليّة وتعقبها. وعملية التعقب في حدّ ذاتها تعتبر عملاً هجوميًا لأنّها تتعلّق بالتحضير العمليّ لإطلاق الصواريخ واستهداف الطائرات. وزادت المصادر نفسها قائلةً إنّ طياري سلاح الجو الإسرائيليّ، الذين اعتادوا التحليق فوق الأجواء اللبنانية من دون عوائق، باتوا يُواجهون في الأشهر الأخيرة تحدّيات من نوع جديد. كما أشارت المصادر إلى أنّه منذ أنْ بدأ الروس نشاطهم العسكري في سوريّة، بما في ذلك إنشاء معسكرات هناك، بدأ حزب الله ضبط وتوجيه رادارات وبطاريات الدفاعات الجوية المنتشرة لديه في لبنان بهدف رصد الطائرات الإسرائيليّة وتعقبها.

وعن ماهية التهديد الجديد، أكّدت المصادر على أنّ التكنولوجيا الجديدة لدى حزب الله تُمكّنه من إقفال الرادار على الطائرة الحربيّة الإسرائيلية، الأمر الذي يعني، بمفاهيم عسكريةٍ، الإعداد لإطلاق صاروخ في اتجاهها بعد رصدها، مؤكّدةً على أنّ ذلك حصل فعلاً. لكنّ المصادر استدركت قائلةً إنّ المقاتلات الإسرائيلية مزودة بتجهيزات متطورة صنعت في إسرائيل، تسمح للطيار ببالتأكّد إذا كان الرادار المعادي مقفلاً تجاه طائرته وبأيّ مستوى. وفي مثل هذه الحالات، يُفضّل الطيار تغيير مسار تحليقه، وخصوصًا عندما يكون الغرض من التحليق جمع معلومات استخبارية.

ونقل الموقع العبريّ أيضًا عن مصدر عسكريّ في تل أبيب قوله إنّ الحركات الأخيرة لحزب الله تنبع من التقارب الوثيق بينه وبين القوات الروسية العاملة على الساحة السوريّة نتيجة للقتال المشترك ضدّ (داعش). وتابع أنّ التنسيق القائم حاليًا بين حزب الله وسوريّة وروسيا غيّر إلى حدٍّ كبيرٍ من قواعد اللعبة في المنطقة، والحزب يقول لإسرائيل إنّه جاهز للمرحلة المقبلة». وذكّر الموقع العبريّ بأن مقاتلي الحزب تمكّنوا إبان حرب 2006 من إصابة مروحية إسرائيلية من طراز “يسعور” بصاروخ مضاد للدبابات، رغم أنّه كانت في حوزتهم آنذاك منظومات أسلحة مضادّة للطائرات.

إلا أن الحزب لم يتعرّض لسلاح الجو الإسرائيليّ في ذلك الوقت لانعدام التوازن بين مستوى سلاحه ومستوى تسليح الجيش الإسرائيليّ. وبحسب المصادر عينها، بعد أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في آب (أغسطس) من العام 2006، بدأ حزب الله بتسريع عملية استيعاب المنظومات المتطورة من أسلحة الدفاع الجوي التي تصله من إيران وسوريّة، لافتةً إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ عمد في السنوات الماضية إلى استهداف قوافل أسلحة نوعية كانت في طريقها من سوريّة إلى حزب الله في لبنان.

وشدّدّت المصادر ذاتها، على أنّه وفقًا لتقديرات شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، فقد تمكّن حزب الله  من نقل منظومات دفاع جويّ إلى لبنان، ومن بينها منظومة SA-5، وهي عبارة عن صاروخ أرض- جو مثبت، متوسط إلى بعيد المدى من صنعٍ روسيّ، قادر على اعتراض طائرات النقل والدوريات الجوية وطائرات التجسس من دون إسقاط المقاتلات.

وهذه المنظومة، شدّدّت المصادر بتل أبيب، تُشكّل عائقًا جديًّا أمام العديد من أنواع الطائرات الإسرائيلية التي كانت حتى وقت قريب تحلق في شكل مريح فوق الأجواء اللبنانيّة. وتابعت أنّه في الجيش الإسرائيليّ، أكّدوا أكثر من مرة أنّ حرب لبنان الثالثة مع حزب الله ستكون مُغايرة تمامًا لحرب لبنان الثانية عام 2006، وأنّ التقديرات الاستخبارية السنوية لعام 2016 تتحدث عن أن سفنًا إسرائيلية ستُضرب وطائرات ستُسقط ومطار بن غوريون سيُغلق، بالإضافة لذلك، نُقل عن  ضابط رفيع في الجيش قوله: نحن نُدرك أنّه لا توجد ضربة سحرية، ولا يُمكن إنهاء الحرب أمام حزب الله في غضون 48 ساعة، إذْ أنّه في حوزته أكثر من 130 ألف صاروخ، وكلمّا مضى الوقت زادت مديات الصواريخ وزادت دقتها، على حدّ قوله.

تصميم وتطوير