خاص لـ"وطن": بالفيديو.. غزة:بقايا الأخشاب.. لوحات فنية بأيدي "الثلاثي زملط"

04.02.2016 11:29 AM

غزة – وطن – عز الدين أبو عيشة: بيده اليمنى يمسك محمود بعض الأخشاب اللازمة للعمل، وباليسرى مسطرة وقلمًا ليحدد القياس الذي يريده، ويرسم المنحنيات على القطع الخشبية، تحضيرًا للمرحلة الثانية من العمل التي يقوم بها أخوه مصعب فيقص الأخشاب وفق ما حُدِّدَ تمامًا.

هكذا توزع المهام على الأخوة الثلاثة "زملط"، كل واحد منهم يعمل وفق آلية واضحة له، ويكمل الآخر حتى تصل إلى النهاية بإنتاج تحف فنية من بقايا الأخشاب وبعض المعادن، فيعتمدوا على إعادة تدويرها من جديد، بعد تأسسيهم مشغلًا منذ نحو ستة شهور لإعادة تدوير الأخشاب وبيعها.

يقول أكبرهم، محمود زملط، (26 عامًا)، الذي يُعد مشرفًا على العمل ويعمل على منشار الخشب للقص، إنّ "العمل يتم وفق خطة مدروسة، فكل واحد منّا لديه مهمة محدّدة، وكلنا يُكمل الآخر".

ويضيف: نقوم بشراء بقايا الأخشاب من المناجر ونعمل على فرزها حسب الجودة لنستخدمها في أعمالنا؛ القطع الكبيرة تكون ثمينة لأنّنا نصنع منها الأقواس وبعض الأشكال التي تحتاج إلى هذا السُمك.

ويتابع محمود: نقوم بإعادة تدوير هذه الأخشاب من جديد ونقوم برسم لوحات مختلفة عليها تحمل دلالات كبيرة، مثل القدس والسّفن الشّراعية والسيارات القديمة، كنوع من إعادة تاريخ الأمم أو تخليده.

ويوضح أنّهم أتقنوا العمل بعد اجتياز مرحلة شاقة من التدريب وتعلم النجارة في مختلف الورش والمشاغل الخاصة، بدعم ومساندة من والدهم الذي شجعهم على هذه الحرفة.

ويقول أوسطهم ركان، (22 عامًا)، الذي يعمل على رسم اللوحات وتصميم الأشكال: يتم عرض منتجاتنا في معارض مختلفة ومتاحف فنية، ولمسنا ردة فعل جميلة من الناس على هذه اللوحات، الذين يفضلون اقتنائها.

ويلفت إلى أنّ أسعار اللوحات مناسبة للجميع، ويصل ثمن الواحدة منها إلى 70 شيقل فقط، ومجسم السيارة قرابة 50 شيقلًا.

ويشير إلى أنّهم شاركوا في معرضي "حاضنة الأعمال" بالجامعة "الإسلامية"، و"موائمة إبداع في أفكارك"، وهذا ما مكنهم من الظهور في السوق وصناعة اسم لهم.

بدوره، يوضح أصغرهم مصعب، (19 عامًا)، المختص في الغراء والدهان، أنّهم يعانون من عطل المعدات والتّمويل ونقص الخشب، وأزمة الكهرباء ونقص السولار.

ويطمح مصعب إلى توسيع المشغل بدلًا من المكان الذي يعملون فيه، وشراء العديد من المعدات والآليات الخاصة بالنجارة والمزيد من الأخشاب الغير بالية.

ويأمل الشباب بيع أعمالهم في دول أخرى، وتطوير أعمالهم لتشمل تجسيد مختلف الحضارات العالمية وعملها بشكل جذاب يحرص الجميع على اقتنائه.

ولفت مصعب إلى أنّهم يشترون الأخشاب من مصروفهم الخاص، أو من بعض ربحهم بعد بيع القطع في المعارض التي شاركوا فيها.
ومن الجدير ذكره أنّ دولة الاحتلال أصدرت مؤخرًا قرارًا بمنع دخول مختلف أنواع الأخشاب إلى قطاع غزة.

تصميم وتطوير